يعقد اليوم بداية من الساعة العاشرة صباحا المكتب الفيدرالي، أول اجتماع في عهدة الرئيس الجديد خير الدين زطشي، في جلسة ستكون بمثابة نقطة الانطلاق الفعلية للطاقم الجديد للفيدرالية في تجسيد برنامج العمل المسطر، و هذا بعد أسبوع من تسلم زطشي المهام بصفة رسمية من سابقه محمد روراوة. و يترقب الوسط الكروي الجزائري هذا الاجتماع بشغف، بغية الإطلاع على أولى الخطوات الميدانية التي سيقطعها الرئيس الجديد للفاف، سيما ما يتعلق بالقضايا الهامة، و في مقدمتها ملف الناخب الوطني، و لو أن مصدر من داخل المكتب الفيدرالي أكد ظهيرة أمس للنصر، بأن كل الأخبار المتداولة عبر وسائل الإعلام تبقى مجرد تخمينات، بناء على التصريحات التي كان زطشي قد أدلى بها مباشرة عقب انتخابه، بدليل أن جدول الأعمال الرسمي لهذا الاجتماع يتضمن نقطة وحيدة، تتمثل في توزيع المهام على أعضاء المكتب وكذا تشكيل اللجان. و استنادا إلى مصدر النصر، فإن جلسة اليوم ليست بالضرورة المحطة التي سيتم خلالها الكشف عن هوية الناخب الوطني الجديد، بل أن النقاش سيكون بين أعضاء المكتب الفيدرالي بخصوص حاجيات الكرة الجزائرية وفق الإمكانيات المتوفرة، مع رسم خارطة الطريق الكفيلة بتمكين الفاف من الحسم في هذه الإشكالية في أسرع وقت ممكن، ولو أن المؤكد أن الربان الجديد الذي سيقود سفينة الخضر سيكون أجنبيا، و بالتحديد من القارة الأوروبية. وفي سياق متصل أوضح ذات المصدر، بأن موعد اليوم سيعرف تنصيب اللجنة التي ستتكفل بشؤون المنتخب الوطني، و هي الهيئة التي يراهن فيها زطشي على الخبرة الطويلة لجهيد زفزاف، لمواصلة العمل بنفس «الديناميكية» التي كان عليها خلال عهدة روراوة، على اعتبار أن زفزاف كان بمعية وليد صادي يتكفلان بضبط كافة الأمور المتعلقة بالجانب التنظيمي للتربصات و المباريات، و الرئيس الجديد للإتحادية كان قد لمح إلى تكليف ربوح حداد بهذه المهمة ليكون إلى جانب زفزاف. لجنة المنتخب و المديرية الفنية في صدارة الأولويات وأضاف مصدر النصر، بأن زطشي أكد ظهيرة أمس لبعض أعضاء مكتبه، أن المفاوضات مع الأسماء المرشحة لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني ستنطلق رسميا عقب هذا الاجتماع، لأنه ينوي تسيير شؤون الإتحادية بسياسة التشاور، على أن يراعي قرار الأغلبية، و هي معطيات جعلت مصدرنا يخلص إلى الجزم بأن المعالم الأساسية لهوية الناخب الوطني الجديد لم ترتسم بعد، لكن رئيس الفاف يعتزم إنهاء المفاوضات في غضون أسبوعين على أقصى تقدير، لأن زطشي يسعى لكسب معركة الوقت، بالحسم في هذه الإشكالية في القريب العاجل، على اعتبار أن النخبة الوطنية تبقى دون مدرب منذ أواخر جانفي الفارط، و الموعد سيكون في جوان القادم مع مباراة رسمية ضد الطوغو، في إطار التصفيات المؤهلة إلى «كان 2019». بالموازاة مع ذلك أكد مصدرنا بأن قضية المديرية الفنية الوطنية ستكون من بين أهم الملفات التي سيتم طرحها للنقاش في هذه الجلسة، لأن حديث زطشي في برنامجه عن إعادة هيكلة المنظومة الكروية الوطنية، يمر عبر تفعيل دور المديرية الفنية، خاصة بعد إنهاء مهام توفيق قريشي من على رأس هذه الهيئة، و عليه فإن المكتب الفيدرالي سيضبط اليوم المعايير التي يعتزم وضعها للحسم في التركيبة الجديدة للمديرية الفنية، خاصة و أن المدير الفني سيشكل- حسب مصدرنا- عنصرا من اللجنة الفرعية التي ستتولى دراسة ملف الناخب الوطني المستقبلي. رئاسة لجنة التحكيم تسيل اللعاب و كوسة يدخل المقترحات على صعيد آخر ولئن كان زطشي سيوزع المهام على أعضائه، فإن الجميع يترقب الإفراج عن تركيبة اللجنة الفيدرالية للتحكيم، لأن خلافة خليل حموم على رأس هذا السلك تبقى تسيل لعاب الكثيرين، كما أن كل رؤساء الأندية ينتظرون التعرف على رئيس اللجنة و كذا العضو المسؤول عن التعيينات، و لو أن إطلاع زطشي جيدا على خبايا البطولة الوطنية، بإعتباره خرج من جلباب كتلة الفرق، قد يساعده على عملية «الغربلة»، على أمل النجاح في إخراج الصفارة الجزائرية من دوامة المشاكل التي ظلت تتخبط فيها، خاصة و أنه كان قد وعد بإجراء ثورة شاملة في سلك التحكيم. و حسب ذات المصدر فإن بعض الأعضاء في المكتب الفيدرالي بادروا إلى التخطيط من أجل تزكية مسعود كوسة كرئيس للجنة، بصفته عضوا منتخبا و له خبرة طويلة في السلك، فضلا عن كونه حكما دوليا سابقا، و هو المقترح الذي سينظر فيه المكتب، رغم أن أسماء أخرى تبقى متداولة، في صورة بيشاري، أمالو، بنوزة و حتى حيمودي، الذي كانت له اتصالات ببعض أعضاء الفاف مطلع هذا الأسبوع، و أبدى استعداده للعمل. نحو ضبط تواريخ نهائيات الكأس و رزنامة باقي الموسم من جهة أخرى سيضبط المكتب الفيدرالي خلال اجتماع اليوم، التواريخ الرسمية لنهائيات كأس الجزائر للموسم الجاري، بما فيها موعد إجراء نهائي الأكابر، و الذي سيكون بعد التشريعيات، في الوقت الذي سيكشف فيه رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج عن رزنامة الجولات الست المتبقية من بطولة المحترف الأول، خاصة بعد فوضى البرمجة التي نتجت عن تأجيل عديد المباريات، و تصاعد موجة غضب رؤساء الأندية على الغموض الذي يبقى يكتنف تنظيم المنافسة في الجولات الأخيرة من الموسم الجاري.