أمر وزير التهيئة العمرانية و السياحة و تهيئة الإقليم عبد الوهاب نوري أمس الاثنين، بتشكيل لجنة للتحقيق و معانية الوضع بالمعالم السياحية المصنفة بمدينة حمام دباغ بقالمة بعد وقوفه على ما وصفه بفوضى الاستثمار و زحف العمران على المحمية الطبيعية «العرائس» و محيط الشلال الشهير المصنف كمعلم سياحي وطني و دولي. و قال عبد الوهاب نوري بأنه من غير المقبول ترك الفوضى في موقع سياحي حموي هام يعول عليه كثيرا لتطوير قطاع السياحة بالجزائر، مضيفا بان لجنة مختصة ستنزل إلى الميدان و تعاين الوضع وبعدها سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشلال و محمية العرائس الشهيرة و وقف الاعتداءات التي تتعرض لها حتى و لو أدى الأمر إلى هدم ما يجب هدمه من بالبناءات التي ظهرت وسط المعالم السياحية بمدينة حمام دباغ في السنوات الأخيرة. و تساءل الوزير « من رخص لهذه الفيلات التي نمت وسط المحميات الطبيعية الحموية المصنفة؟ لا يمكن ترك الفوضى هكذا، يجب إصلاح الوضع و حماية المعالم السياحية المصنفة». و طالب عبد الوهاب نوري بإعادة النظر في مشروع تهيئة الشلال و تكييفه مع طبيعة هذا المعلم السياحي المصنف كتراث سياحي وطني و دولي يجب المحافظة عليه و حمايته من الاعتداءات و زحف العمران و الفوضى، كما طالب أيضا بتكييف مشروع القرية السياحية لمجمع الإخوة مساهل التي انطلقت بها الأشغال منذ سنة تقريبا بمدينة حمام دباغ مع طبيعة المنطقة الحموية و إضفاء الطابع الجمالي على منشآتها، و بدا غير راض على المخططات المعروضة أمامه سواء المتعلقة بالقرية السياحية أو تلك الخاصة بمشروع تهيئة ساحة الشلال. و قد لاحظ الوزير النمو المقلق للبناءات وسط المحمية الطبيعية العرائس و قرب الشلال، و قال بأنه أمر غير مقبول، و وجه انتقادات حادة للمشرفين على شؤون المدنية السياحية و حملهم مسؤولية الوضع الصعب الذي تعرفه المواقع المصنفة التي ظل البناء ممنوعا فيها منذ العهد الاستعماري لكنها تتعرض في السنوات الأخيرة إلى زحف كبير للعمران، و ارتفعت فيها البناءات و انتشرت الأكشاك في كل مكان و يكاد الاسمنت أن يصل إلى المنابع الساخنة رغم نداءات حماة البيئة و غضب السكان الذين طالبوا أكثر من مرة بوقف عمليات البناء قرب الشلال و محمية العرائس و مواقع المعالم الأثرية المنتشرة بجوهرة سياحة نادرة بدأت تتآكل و تنكمش بين سنة و أخرى بسبب ما وصفه الوزير بفوضى الاستثمار. و وعد عبد الوهاب نوري بتدارك الوضع بمدينة حمام دباغ و إعداد دراسة شاملة تضمن الحماية الكاملة للمعالم السياحية المصنفة حتى و لو أدى الأمر إلى اتخاذ إجراءات صعبة بخصوص البناءات التي أنجزت بالمنطقة المحمية التي تعد القلب النابض للجوهرة السياحة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى قبلة لآلاف السياح من داخل و خارج الوطن و المستثمرين الذين عادوا إلى منطقة التوسع السياحي بعد غياب طويل.