مؤرخون يدعون إلى فتح ورشة قانونية من أجل اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية دعا مؤرخون و جامعيون وأعضاء من المجتمع المدني إلى فتح ورشة قانونية من أجل اعتراف الدولة الفرنسية بمجازر 8 ماي 1945 بجرائمها الاستعمارية في الجزائر. و خلال ملتقى «8 ماي 1945 الآخر و اعتراف فرنسا به» الذي نظمته مساء الثلاثاء بباريس مجموعة «8 ماي 1945 الآخر و الخروج من الاستعمار» بالشراكة مع ميديابار و الوطن صرح المؤرخ جيل مانسيرون أنه «يجب فتح نقاش حول الورشة القانونية حول مجازر 8 ماي 1945 بكل من سطيف و قالمة و خراطة (شرق الجزائر) مؤكدا أنها مجازر دولة تم ارتكابها و فرنسا مسؤولة عن ذلك».ويرى المؤرخ أن «هذه المجازر يجب الاعتراف بها للانتهاء من مسألة الجرائم الاستعمارية و هو جوهر هذا اللقاء الذي يلي منذ سنة 2005 سلسلة تجند من أجل التطرق في إطار نقاش عام إلى مسألة الاعتراف من طرف الدولة الفرنسية بالجرائم المرتكبة باسمها في الشرق الجزائري». كما اعتبر جيل منسيرون أن الأمر يتعلق بمسألة هامة بالنسبة للعلاقات بين فرنسا و الجزائر لأن «اعتراف فرنسا بهذه الجرائم يعد شرطا لتجاوز الماضي الاستعماري و إقامة علاقات متينة بين البلدين كما قال. و هذا ما دفع أيضا لويس-جورج تين الأستاذ الجامعي المعروف و المناهض ضد الكراهية و العنصرية إلى القول بأن كل جريمة تتطلب الإصلاح بحيث يرى الناطق باسم المجلس التمثيلي لجمعيات سود فرنسا أنه يجب المضي نحو الاعتراف بالجرائم الاستعمارية ثم إلى إصلاح الضرر من أجل التوصل إلى المصالحة. و لدى استعراض مبادرات اتخذتها بلدان مستعمرة قديما في إطار الاعتراف بالجرائم الاستعمارية و منها ألمانيا أشار العديد من المتدخلين إلى تأخر فرنسا في القيام بذلك وهو الرأي الذي أبداه أوليفيي لوكور غراندميزون أستاذ محاضر في العلوم السياسية خلال تحليله للخطابات السياسية للطبقة السياسية الفرنسية. وأبرز مؤرخون آخرون من جهة أخرى مثل كاترين كوكري-فيدروفيتش أستاذة التاريخ الشهيرة بجامعة دديرو باريس 7 و ايمانويل سيبود أستاذة التاريخ المعاصر بجامعة باريس 8 أن عمليات القمع الاستعماري الطوعي و التي تم كتمها كليا غير معروفة عموما لدى الفرنسيين المظللين بأفكار خاطئة حول الاستعمار بحيث أشارت ايمانويل سيبود إلى هذا الجمود و هذا التوتر من طرف فرنسيا التي لا تريد الاعتراف بجرائمها الاستعمارية. وبالرجوع إلى مجازر 8 ماي 1945 أوضحت المختصة في تاريخ و شخصية فرحات عباس والباحثة بالمركز الوطني للبحث العلمي مليكة رحال أن السلطات الفرنسية أرادت من خلال هذه المجازر شل تصاعد النشاط السياسي للجزائريين من أجل الاستقلال.و من جهته ألح البروفيسور بجامعة قسنطينة عبد المجيد مرداسي على التوضيح بأن هذه المجازر كشفت طبيعة الاستعمار و شاطر وجهة نظر الأستاذة مليكة رحال مؤكد بأن المجازر التي تمت بأوامر من الدولة الفرنسية كان هدفها كسر الوتيرة المتصاعدة للمطالبة بالاستقلال. وأوضح صحافي جريدة الوطن كمال بن يعيش صاحب كتاب «سطيف المقبرة الجماعية: مجازر 8 ماي 1945» أن كاتبه المكون من 344 صفحة هو ثمرة تحقيق صحافي بمنطقة سطيف والذي تطلب إحدى عشرة سنة من البحث وجمع الشهادات التي تؤكد وجود مقابر جماعية التي ظلت تنكرها السلطات الاستعمارية. ولدى التطرق لتحييز وسائل الإعلام الفرنسية أكد أن الجزائريين الذين تعرضوا للقتل لم يحظوا بمراسيم دفن خاصة. و في مداخلة له اعتبر مدير وكالة مديابارت أدوين بلينل أن الوقت قد حان لوضع كلمات على الجرائم الاستعمارية مشيرا إلى أن الجزائر تهم الملايين من الفرنسيين. وفي بداية السهرة تم عرض فيلم وثائقي ( 60 دقيقة) ذاكرة 8 ماي 1945 من إخراج مريم حميدات التي صورت شخصيات عاشت هذه المأساة الجماعية في عدة بلديات من سطيف وبجاية.