قسنطينيون شباب يتوّجون بالذهب في منافسة دولية للروبوت نذير بلمكي و أنور قواوة و شقيقه منصف، ثلاثة شبان من قسنطينة تألقوا مؤخرا في مسابقة دولية للروبوت بالعاصمة الرومانية بوخاريست، أين تفوّقوا على مخترعين من أمريكا و مصر و المكسيك ودول أخرى، و استطاعوا أن يتوشحوا الذهب في المنافسة رغم أن أعمارهم لا تتعدى 17 سنة. المنافسة التي جرت فعالياتها بين 17 أفريل الماضي و 1 ماي الجاري برومانيا، عرفت مشاركة مميزة للشباب القسنطينيين كما أكده مدربهم الشاب سمير بولكور23سنة، فالفريق الجزائري الوحيد المشارك في المسابقة الدولية حصد ميداليتين ذهبيتين في فئة منافسة تتبع الخط، بالإضافة إلى ميدالية برونزية في فئة روبوت السومو، بالرغم من أنها المرة الأولى التي يشاركون فيها في منافسة مماثلة علما أن أعمارهم صغيرة 11سنة 13سنة و أكبرهم 17. وحسب المدرب سمير بولكور فإن الفريق مشكل من تلاميذ مدارس خاصة بقسنطينة ، هم متدربون لديه في صف برمجة الروبوت، وهو تخصص تعلمه قبل سنتين من شقيقه الأكبر، وهما من خريجي شعبة الإلكترونيك بجامعة قسنطينة، و قد تمكن من تطوير قدراته فيه ليصبح بدوره مكونا وذلك بفضل دورات تدريبية نظرية عبر الانترنت، سمحت له بأن يتحكم في مجال اختراع الروبوت و برمجياته و تطبيقاته، إذ سبق له أن شارك في منافسة وطينة بمدينة وهران سنة 2014، في فئة ربوت السومو وحقق المرتبة الأولى، وهي منافسة تشبه تماما رياضة السومو اليابانية لكن يتصارع فيها الروبوت بدلا من البشر، كما صنف ثانيا في فئة منافسة تتبع الخط التي تعتمد على مدى التحكم في توازن الروبوت. هذا التتويج سمح لسمير و أشقائه هذه السنة بأن يشاركوا شركة اتصالات جزائرية في تطوير روبوت تعليمي وهو الروبوت « الجزري» الذي يساعد على تقوية القدرة على الحساب و حل المسائل الرياضية، كما طوروا تطبيقا تعليميا خاصا بالهواتف النقالة يخدم ذات الغرض الخاص بتسهيل عمليات الحساب و تبسيط الرياضيات لتلاميذ المدارس. أما عن تخصص الروبوت و طبيعته، فقد أوضح محدثنا بأنه جديد و يعرف اهتماما كبيرا في أوساط تلاميذ المدارس الخاصة، باعتباره قريب جد إلى الاختراع، ويقوم على تركيب روبوت آلي متحرك و تجهيزه ببرنامج رقمي للتحكم فيه عن بعد، على أن يعتمد المخترع على نفسه في تطوير البرنامج وهي مهمة تتطلب تحكما في الإعلام الآلي و فهم بعض المصطلحات العلمية و التقنية المعقدة. وبخصوص طريقة تصنيع الروبوت، فإنه يتطلب توفير قطع البناء، وهي إما خشبية أو معدنية، يتم شراؤها في علب متخصصة تشبه علب لعبة الليغو، تصل تكلفتها إلى 6ملايين سنتيم، تتوفر بالإضافة إلى أجزاء تركيب هيكل الروبوت على عقل إلكتروني و محرك بالإضافة إلى مستقبلات حسية رقمية، تستخدم عادة في منافسات تتبع الخط. يوضح سمير « يقوم المخترع بالبحث عن نموذج لروبوت معين أو يضع تصميمه الخاص، ثم يعمل على تركيبه باستعمال قطع الليغو، قد يتطلب ذلك يومين من العمل بالنسبة لمخترع و أسبوعين لمبتدئ. بعد ذلك يعتمد صاحب الروبوت على قرص برمجة خاص يكون عادة مرفقا بصندوق الليغو لتطوير برنامج الكتروني خاص للتحكم بعقل الجهاز وهي مهمة تتطلب الكثير من الذكاء و التمكن من برمجيات الإعلام الآلي، ولكل شخص الحرية في اختيار البرنامج الخاص بالروبوت الخاص به، إذ يتم الاختيار عادة بالعودة إلى طبيعة المنافسة سواء كانت خاصة بتتبع الخط أو السومو. و بالعودة للحديث عن التتويج الأخير في رومانيا، فقد أشار المتحدث إلى أنه لطالما أراد التواجد ضمن قائمة المتنافسين لكن الفرصة لم تسنح له إلا هذه السنة كمدرب لفريق شاب، حيث قدم طلبا للمشاركة عبر موقع الجهة المنظمة « إينفو ماتريكس .آر أو»،و تلقى ردا مباشرا بالقبول، وبعد تصفيات صارمة تمكن الفريق من التأهل للمنافسة الرسمية التي أبانت عن قدرة الطاقات الشبانية الجزائرية على المنافسة في مسابقات الرياضة الذهنية و الاختراع، وهو مجال جديد يعرف حسبه إقبالا محترما من قبل الطلبة و التلاميذ.