صالح يلتحق ببن علي في السعودية أجبر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أخيرا على الرحيل إلى السعودية التي أصبحت ملاذ رؤساء المغضوب عليهم، وذلك للعلاج إثر إصابته بجروح أثناء الهجوم الذي استهدف قصر الرئاسة الجمعة الماضي، غير أنه بات من المؤكد أن السعودية ستكون ملاذه الأخير على غرار الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. فقد وضعت الإصابات التي تعرض لها والتي وصفتها مصادر سعودية بالخطيرة الفصل الأخير من تواجد الرئيس صالح في سدة الحكم لأكثر من ثلاثة عقود، بعد حوالي أربعة أشهر على انطلاق المظاهرات المطالبة برحيل نظامه والتي واجهها بقبضة حديدية مع الإصرار على البقاء قبل أن يجر البلاد نحو حرب أهلية. وقد بدأ الحديث منذ أن طار الرئيس اليمني إلى الرياض للخضوع إلى أكثر من عملية جراحية وتجميلية بعد تأكد إصابته بجروح وحروق في وجهه وصدره وفروة رأسه إلى جانب إصابته بشظية قرب قلبه، عن من يخلفه وعن فترة ما بعد رحيل نظامه. وقد تولى نائبه عبد ربه منصور هادي المهام الرئاسية مباشرة منذ نقله للعلاج بالسعودية في منتصف ليل السبت إلى الأحد وهو ما أكده المتحدث باسم الحكومة اليمنية عبده جنادي بحسب ما نقلته شبكة '' سي آن آن''. وجاء التأكيد اليمني بعد تضارب حول مكان صالح، وعقب تأكيد مصدر سعودي مطلع بأن الرئيس اليمني، وصل إلى السعودية منتصف ليل السبت، بعد يوم من إصابته في الهجوم الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي ومعه نحو 35 شخصاً من المرافقين من المسؤولين والمواطنين المصابين في الهجوم. ويأتي رحيل صالح إلى السعودية وفق سيناريو لا يختلف عن رحيل الرئيس التونسي المخلوع بعد أن كانت التقارير قد تضاربت، مساء السبت، حول نقل الرئيس اليمني، إلى السعودية للعلاج نتيجة الهجوم الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المسؤولين في الحكومة اليمنية. وبحسب مصادر إعلامية متطابقة فقد اجتمع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس بدار الرئاسة بصنعاء، مع السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين، وبحث معه ترتيبات المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن. وقالت مصادر حكومية - بحسب ما ذكرت ''بي بي سي''، أن السفير الأمريكي بحث مع هادي ترتيبات مستقبلية متعلقة بنقل السلطة سلميا في البلاد بناء على ما تم بحثه مساء السبت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهادي. ويأتي ذلك بعد أن كان أوباما قد تحدث هاتفيا مع هادي للاطمئنان على صحة الرئيس اليمني، وترتيب نقل الصلاحيات لهادي عقب مغادرة صالح إلى السعودية لتلقي العلاج. كما اجتمع هادي، الذي يتولى صلاحيات ومهام الرئيس، مع القادة العسكريين وأبناء الرئيس صالح. إلا أن مصادر قريبة من الرئاسة لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت أن أحمد نجل الرئيس اليمني وقائد الحرس الجمهوري، موجود في قصر الرئاسة بينما نائب الرئيس عبد ربه منصور الذي يفترض أن يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب الدستور، موجود في منزله. ويسود غموض حول رأس الدولة اليمنية بعد نقل الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج، فيما يحتفل الشباب الذين يقودون منذ أشهر انتفاضة واسعة ب"هروب" صالح وبما يعتبرونه "سقوطا للنظام". فقد أكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية الأحد أن هذه الأخيرة ستعمل بكل قوتها لمنع الرئيس صالح من العودة، وذلك غداة مغادرته إلى السعودية لتلقي العلاج. وقال محمد قحطان لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف "نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد" في إشارة إلى مغادرة صالح إلى السعودية. وردا على سؤال حول ما إذا كان صالح سيعود إلى اليمن برأيه، قال "بالنسبة لنا سنعمل بكل قوتنا لعدم عودته" مشيرا إلى أن "صفحته السياسية طويت منذ زمن". تجدر الإشارة إلى أن أنباء أخرى كانت قد ذكرت أن أفرادا من أسرة الرئيس صالح قد غادروا بالفعل للتواجد معه في السعودية، لكنهم ليسوا ممن يتولون مناصب قيادية. من جانب آخر أعربت بعض أجنحة الانتفاضة في اليمن عن سرورها لمغادرة الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج، واعتبرته بمثابة انتصار للمرحلة الأولى من ثورتهم، كما وصف بيان جديد لهم. ودعا البيان إلى تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من كافة عناصر ومؤيدي الثورة يدير شؤون البلاد ويتبنى إعلانا دستوريا وإعداد دستور جديد للبلاد، وتشكيل حكومة تكنوقراطية تسير أعمال الوزارات، ثم تشكيل مجلس وطني يدير الحوار بين شركاء العمل السياسي. وأكد البيان على أن الهدف الأساسي للثورة يتمثل في تأسيس دولة مدنية حديثة تنهي كافة عيوب وأخطاء النظام السابق. وكان عشرات الآلاف في ساحة التغيير بصنعاء قد خرجوا فجر الأحد يهتفون ويرقصون ابتهاجا بمغادرة صالح البلاد،معتبرين مغادرته "سقوطا للنظام" في اليمن. ويشار إلى أن الحكومة اليمنية ردت على الهجوم الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي بدك مقر زعيم قبيلة "حاشد" الشيخ صادق الأحمر، الذي انحاز للمطالبين بتنحي صالح، للاشتباه بأن مقاتليه وقفوا وراء الهجوم على القصر الرئاسي. وخلف قصف القوات الحكومية عشرة قتلى و35 جريحاً بين صفوف رجال القبائل. من جهة أخرى ذكر مصدر سعودي أن السعودية توسطت في وقف جديد لإطلاق النار في اليمن بين اتحاد عشائري قوي وبين القوات الموالية للرئيس صالح.