بن غبريط تكشف عن استحداث "حقيبة بيداغوجية" لتكوين الأساتذة الجدد 60 ألف استاذ تقاعدوا خلال سنتين كشفت أمس وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط عن استحداث حقيبة بيداغوجية جديدة يستند اليها المفتشون في تكوين الأساتذة الجدد الناجحين في مسابقات التوظيف الوطنية، وأوضحت الوزيرة بأن هذه الحقيبة تقدم للأستاذة الجدد موارد بيداغوجية قريبة من ميدان عملهم، ولا ترتكز على ما هو نظري، وقالت كفانا من الخطابات البيداغوجية والذي نريده اليوم هو الممارسة على حد تعبيرها، وهذه الممارسة لا تتحقق حسبها إلا بتكوين مرتبط بنوع من الخبرة والميدان، والتخلي عن المنهجية التقليدية التي تنطلق من معلومات فقط. وأشارت إلى أن الأساتذة الجدد اعترفوا بأنهم لم يتعلموا من البيداغوجية التقليدية التي كانت تعتمد على تكوين نظري فقط، في حين الحقيبة الجديدة تنقلهم إلى الميدان. وأضافت الوزيرة، في كلمتها أثناء افتتاح ملتقى تكويني لفائدة المفتشين المكلفين بتحضير الأستاذة الجدد لمهنة التدريس بولاية البليدة بأننا دخلنا قفزة نوعية بالحقيبة البيداغوجية ونتوجه نحو الجودة والنوعية في التعليم، على عكس في الماضي كان لدينا خطاب يتركز على البيداغوجية، في حين لم نكن نميز حسبها بين الخطاب و مسؤولية الأستاذ في القسم، وشددت على ضرورة أن يقوم المفتشون بإيصال هذه الرسالة للأساتذة الجدد أثناء تكوينهم، وأكدت بأن الحقيبة البيداغوجية ستكون سندا للمفتشين في التكوين الذي سيشرفون عليه في الدورات التكوينية المبرمجة في الأسابيع القادمة، وقالت بأن هذه الحقيبة تتضمن محتويات لها علاقة بالكفاءات المهنية للأستاذ، كما تتضمن كل ما يحتاجه الأستاذ المبتدئ عند مباشرته لعمله في القسم للمرة الأولى، كما يساعد محتوى الحقيبة الأستاذ الجديد حسب الوزيرة في التغلب على المخاوف والقلق والشك الذي قد يشعر به وهو يباشر عمله في الدخول المدرسي، بحيث تشمل حسبها جميع مجالات مهنة التعليم من معارف وممارسات والتزام. وفي سياق متصل، أوضحت الوزيرة بأن هذه الحقيبة هي منتوج مجموعة من المفتشين تم تكوينهم حول كيفية إعداد استراتجيات لتنمية الكفاءات المهنية، وذكرت بأن إعداد هذه الحقيبة تطلب ساعات من العمل الجماعي والتشاركي، بحيث حرص المفتشون حسبها على أن يكون محتوى الحقيبة مطابقا للنصوص الرسمية المعمول بها ومتطلبات العمل الميداني. وأضافت بن غبريط بأن تكوين الأساتذة الجدد أصبح يكتسي طابعا استراتجيا واستعجاليا، بحيث لم يعد خريجي المدارس العليا للأساتذة يغطون حاجيات القطاع الذي يعرف في السنوات الأخيرة تجديدا يكاد يكون كليا لموظفي التعليم بعد خروج عدد كبير من الأساتذة ذوي الخبرة الطويلة إلى التقاعد. كما أوضحت بأن مهنة التدريس أصبحت تتطلب اليوم كفاءات معينة ويتحلى صاحبها بالإنسانية، وأشارت إلى أن مهنة التعليم تغيرت مع تطور المجتمعات وأصبحت بذلك تتطلب مهارات عديدة ودقيقة، وأكدت بأن القطاع اليوم أمام تحديات جديدة تتطلب عميلة تكييف في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم اليوم، ولذلك يجب على المدرسة أن تساير هذا الركب حتى تستجيب للمتطلبات الجديدة للمجتمع، وأكدت الوزيرة بأن المدرسة مطالبة بأن تمنح تعليما نوعيا وأن تتكفل بجميع الأطفال مهما كانت خصوصياتهم. كما شددت وزيرة التربية على ضرورة التحكم في الشبكة السنوية للتعلمات والتدرج في الدروس والوحدات التعليمية، كما أكدت على ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة والتصرف المسؤول تجاه التلاميذ والمجتمع، وقالت بأن أحسن أستاذ هو ذلك الأستاذ الذي يكون قدوة حسنة بسلوكه عند قيامه بمهامه أو خارج حرم المدرسة. وأضافت بأن أحسن الأستاذ هو ذلك الأستاذ الذي يحترم شخصية الطفل ويعمل على راحته وازدهاره كمتعلم وكمواطن المستقبل، ويتجنب العنف كوسيلة من وسائل التربية إلى جانب احترامه للقوانين والنصوص التنظيمية المعمول بها، ودعت الوزيرة المفتشين المكلفين بالتكوين إلى ضرورة ترسيخ في أذهان الأساتذة الجدد هذه المبادئ ويعملوا على احترامها وترقيتها طيلة مسارهم المهني. على صعيد آخر، كشفت بن غبريط في تصريح صحفي على هامش الملتقى، بأن عدد متقاعدي القطاع خلال سنتي 2016و2017 وصل إلى 60 ألف، كما تم توظيف خلال نفس الفترة 93ألف من خريجي الجامعات، وفيما يتعلق بمسابقة الأساتذة المقررة في 29 جوان القادم تعهدت الوزيرة بأن تكون في شفافية تامة، ودعت المترشحين لهذه المسابقات بأن يعتمدوا على جهدهم ويغلبوا روح المسؤولية. نورالدين-ع