توقيف رجل أعمال "يقتني" تحفا نادرة من شبكات التهريب أوقفت مصالح الأمن المختصة بعنابة، نهاية الأسبوع، رجل أعمال بحوزته قطع أثرية نادرة، بعد عملية تعقب و ملاحقة، حيث تبين بأن المعني قام بإبرام صفقة شراء تحف تعود للعهد الروماني و العثماني، تحصل عليها من أفراد ينشطون ضمن شبكات دولية لتهريب الآثار من عدة مواقع تاريخية بشرق البلاد. و استنادا لمصدر عليم، فإن العملية أسفرت عن استرجاع القطع النادرة تمهيدا لتحويلها إلى مصالح الدائرة الأثرية بعنابة، و كشفت التحريات مع المتهم بأنه مهووس بشراء التحف، لوضعها للزينة في منزله، و قد كشفت عملية التفتيش للفيلا التي يقيم فيها، بعد الحصول على إذن من وكيل الجمهورية، وجود قطع فريدة من نوعها تعود لحقب غابرة لا تقدر قيمتها بثمن. و أكد رجل الأعمال لدى استجوابه من قبل مصالح الضبطية القضائية، بأنه مهتم بشراء القطع الأثرية، و يحب البحث في هذا المجال، وأن الكثيرين يجهلون قيمة التحف الأثرية التي تعود لعصور و حضارات مرت على الجزائر. و ركز المحققون على مصدر التحف الأثرية التي تحصل عليها، من أجل تحديد هوية الأشخاص الذين يتاجرون فيها، و ارتباطاتهم بالشبكات الدولية التي تقتنص الفرص، للوصول إلى تحف نادرة لم يسبق عرضها في المزادات العالمية. و ينتظر تقديم رجل الأعمال أمام الجهات القضائية بتهمة الحصول على تحف أثرية ذات قيمة حضارية بطريقة غير شرعية، و جنحة عدم التبليغ عن وجودها. و تشير مصادرنا، إلى أن نشاط المتاجرة بالتحف الأثرية انتعش في السنوات الأخيرة، بسبب وجود مشترين لهذه التحف من قبل أثرياء و أجانب يتوافدون على الجزائر تحت غطاء السياحة، و يقدمون مبالغ خيالية مقابل الحصول عليها، لتهريبها عبر الحدود البرية غير المحروسة، للإفلات من المراقبة عبر المعابر الحدودية و المطارات. و أكدت مصادرنا، على دخول مشاهير في عالم الآثار إلى الجزائر في السنوات الأخيرة، محاولين الحصول على قطع أثرية، و قد تم توقيف أحدهم داخل موقع أثري، تسلل محاولا سرقة تُحف، غير أن المسؤولين على الموقع تمكنوا من ضبطه و كشف هويته. و قد سجلت محاولات متكررة لاستهداف المواقع الأثرية خاصة بشرق البلاد مثل مداوروش في سوق أهراس، جميلة بسطيف، تميقاد بباتنة، و تيديس بميلة، والمدينة الأثرية هيبون في عنابة. و قد وضعت وزارة الثقافة بالتنسيق مع الجيش الوطني الشعبي و الدرك الوطني، مخططا أمنيا محكما لحماية هذه المواقع، عن طريق وضع نظام للمراقبة عبر الكاميرات، و تزويدها بالإنارة العمومية، إلى جانب تمشيط بعض المواقع التي تتربع على مساحة كبيرة لاحتوائها على غابات و أشجار كثيفة، تستغلها بعض الجماعات الإرهابية للاحتماء بها و الاختباء، هروبا من ملاحقة قوات الجيش و الشرطة على غرار ما حدث بموقع هيبون بعنابة في الفترة الأخيرة. و لم تستبعد مصادرنا تورط الجماعات الإرهابية في سرقة تحف أثرية من عدة مواقع لبيعها للعصابات التي تتاجر بها، و هي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت التحف النادرة تصل إلى أيادي الأجانب و الأثرياء. و كشفت مصادرنا، بأن المعلومات الاستخبارتية مكنت فرق حماية التراث الثقافي بجهاز الدرك الوطني، من تفكيك عدة شبكات و استرجاع عدة تحف، منها معالجة قضية تتعلق بمحاولة تهريب قرن من العاج، مؤخرا، يعود للعهد الروماني منحوت عليه قطيع من الفيلة و رسومات أخرى، علما و أن تجارة العاج محظورة دوليا.