ندرة في الحليب و الخبز و التهاب في أسعار الخضر والفواكه شهدت مختلف مدن البلاد خلال يومي العيد نسب استجابة متفاوتة لبرنامج المداومة المسطر من طرف الجهات المعنية، و اشتكى المواطنون في مختلف أرجاء البلاد من الندرة الكبيرة في مادة حليب الأكياس واسعة الاستهلاك ومن ندرة الخضر والتهاب أسعار الكميات القليلة المتبقية منها من تموينات عشية العيد. كما تم تسجيل تفاوت في نسبة توفر الخبز وخدمات النقل من ولاية إلى أخرى، غير أن المسؤولين الولائيين لقطاع التجارة عبر الوطن، أعربوا في الغالب عن ارتياحهم لما سجلوه من نسب استجابة ‹› عالية ‹› لبرنامج المداومة، وهو نفس الارتياح الذي عبر عنه رئيس الجمعية الوطنية للتجار الحاج الطاهر بولنوار، حيث أكد للنصر، بأن التقارير التي وصلت تنظيمه من فروع الجمعية عبر الوطن تحدثت عن نسب استجابة تراوحت بين 99 و 100 بالمائة. وذكر بولنوار في تصريحه للنصر، بأن متوسط نسبة الاستجابة للمداومة يتراوح بين 99 و100 بالمائة. انضمام طوعي لخمسة آلاف تاجر وأضاف بأنه تم تسجيل انضمام طوعي ل 5000 تاجر غير معنيين بالمداومة إلى عدد المسجلين البالغ عددهم 35 ألفا و876 تاجرا ومتعاملا، بينهم 4745 مخبزة، أنتجت 155 مليون خبزة، ما رفع العدد الإجمالي للتجار الذين فتحوا أبواب محلاتهم إلى أكثر من 40 ألف تاجر. وبعد أن أشار إلى أن تجار الخضر والفواكه ‹›على قلتهم›› قد رفعوا الأسعار بنسبة 300 بالمائة، ذكر المتحدث أن ‹› أغلب أصحاب سيارات الأجرة و حافلات نقل المسافرين عملوا خلال يومي العيد. أبدى مدير التجارة لولاية الجزائر العاصمة سمير قش أمس، رضاه لمستوى احترام برنامج المداومات الخاص بالتجار ووحدات الإنتاج، خلال عيد الفطر، حيث قال أن أغلب التجار التزموا باحترام هذا البرنامج في كل بلديات الولاية. وأوضح السيد قش للنصر، بأن عدد التجار الذين استجابوا خلال أول وثاني أيام العيد قد بلغ 99,72 بالمائة حيث لم يستجب من بين 4600 تاجر ومتعامل سوى 10 تجار . وقد أثار التزام تجار المواد الغذائية وبعض أصحاب محلات الخضر والفواكه بفتح محلاتهم استحسانا وارتياحا لدى المواطنين، غير أن العرض في محلات الخضر والفواكه توقف فقط على بعض المنتوجات المتبقية من عشية العيد وبأسعار عالية، ولعل الشيء الإيجابي الآخر يتمثل في وفرة الخبز الذي تمكن المواطنون في الغالب من الحصول عليه بكل أريحية فضلا عن المواد الأخرى واسعة الاستهلاك، لكن دون حليب الأكياس ، و الذي تحدث أغلب الذين التقينا بهم عن تسجيل ندرة كبيرة وغيابه عن مختلف المحلات ما اضطر الذين فاتهم التخزين إلى اللجوء إلى حليب العلب أو حليب البودرة. كما تم تسجيل توفر وسائل النقل العمومية في مختلف الاتجاهات ، فضلا عن بعض المتعاملين الخواص. طوابير على الخبز في قسنطينة عرفت أمس، مدينة قسنطينة نقصا في التزود بمختلف المواد الاستهلاكية كالحليب و الخضر والفواكه، كما لم يتقيد العديد من التجار بجدول المناوبة، فيما لم تف الكميات المنتجة من الخبز بحاجة المواطنين، و استغل بعض المضاربين الوضع لرفع الأسعار، في حين سجلت أزمة ببعض المناطق من الولاية. وبدت قسنطينة أمس، وكأنها مدينة أشباح، بعد أن أغلقت غالبية المحلات أبوابها، كما عرفت غالبية أحياء قسنطينة وكذا المدينة الجديدة علي منجلي وحتى الخروب، ندرة حادة في حليب الأكياس، واضطر المواطنون إلى اقتناء حليب البودرة، كما سُجل أيضا نقص في الخبز رغم فتح غالبية المخابز المسخرة للمداومة أبوابها أمام المواطنين، حيث تشكلت طوابير وسط تهافت من طرف الزبائن، و ذكر مصدر من الإتحاد الولائي للخبازين، بأن الكميات نفدت بسرعة في بعض النقاط كعلي منجلي و مدينة قسنطينة. و اشتكى عدد من المسافرين من مستخدمي محطة الحافلات الشرقية، من استغلال أصحاب سيارات الأجرة لحاجة المواطنين ورفع تسعيرة النقل باتجاه بعض الخطوط. و استمرت أسعار الخضر و الفواكه، في الارتفاع مع تسجيل ندرة كبيرة في العديد من المواد الاستهلاكية، وهو الوضع الذي استغله بعض التجار المضاربون، الذين رفعوا الأسعار إلى الضعف. وأوضح رئيس اتحاد التجار لولاية قسنطينة، في تصريح للنصر، أن المتعاملين الذين تم اختيارهم للعمل خلال اليوم الأول من عيد الفطر عملوا بشكل عادٍ، وقدموا الخدمات المنتظرة منهم للمواطنين، مضيفا، بأنه من بين 550 تاجرا معنيين بالفتح خلال اليوم الأول لم يتخلف أي متعامل. بدوره أوضح رئيس اتحاد الخبازين التابع لاتحاد التجار أن كامل المهنيين التزموا بتسخيرة الوالي، غير أن معاينتنا الميدانية وقفت على تسجيل بعض النقص خاصة في وسط مدينة قسنطينة خلال اليوم الأول، أين تشكلت طوابير من المواطنين في انتظار الحصول على هذه المادة. الحرارة تحد من نشاط قطاع الخدمات بقالمة تسببت الحرارة الشديدة التي تجتاح ولاية قالمة منذ السبت في انخفاض نشاط قطاع الخدمات يومي العيد عما كان متوقعا عشية الإعلان عن مخطط خاص يضمن النقل و المواد الاستهلاكية للمواطنين خلال الاحتفال بالمناسبة الدينية المقدسة. و بدت شوارع المدن الرئيسية بولاية قالمة خالية من الناس و المحال التجارية مغلقة قبل منتصف النهار يومي الأحد و الاثنين عندما تجاوزت الحرارة معدل 44 درجة تحت الظل بعدة مناطق. و حاول التجار و الناقلون الخواص الإبقاء على الحد الأدنى من النشاط، لكن الحرارة القوية أوقفت حركة المواطنين وأجبرتهم على تخفيض النشاط و انتظار ساعات المساء عندما تتراجع درجات الحرارة و يخرج الناس من منازلهم لزيارة الأقارب و اقتناء المواد الاستهلاكية. و تعد البلديات النائية و القرى الواقعة على الطرقات الرئيسية الأكثر تضررا من تراجع نشاط حافلات النقل تحت تأثير الحرارة القوية و بقي مواطنون ينتظرون سيارات الأجرة و حافلات العبور بعدة نقاط توقف، لكنهم عادوا إلى منازلهم في انتظار عودة نشاط النقل في ساعات المساء. و نشطت سيارات الأجرة غير المرخصة لتعويض النقص المسجل و ساهمت بشكل كبير في تمكين المواطنين من التنقل بين المدن و القرى لزيارة المرضى و تقديم تهاني العيد للأهل و الأقارب. صعوبات في النقل بسطيف وتيزي وزو وبسطيف وجد المسافرون صعوبات كبيرة في العثور على وسائل النقل، سواء في ما يتعلق بالنقل الحضري أو مابين البلديات والولايات، حيث رفض أصحاب الحافلات الاستجابة لطلب تقدمت به مديرية النقل لضمان المداومة، في حين تكفلت المؤسسة العمومية للنقل الحضري بذلك في مدينة سطيف، ولجأ المسافرون إلى سيارات الفرود وسيارات الأجرة للتنقل، وقد أكد رئيس مصلحة بمديرية التجارة، احترام كل المتعاملين الخواص والعموميين المداومة الخاصة بالتمويل بمختلف المواد الغذائية. مضاربة بالخبز في عنابة والطارف وبسكرة شهدت أسعار بعض المواد الأساسية في ولاية عنابة ارتفاعا ملحوظا بسبب الندرة، ومضاربة تجار الأرصفة على غرار الخبز الذي تجاوز سعره كالعادة 25 دينارا، بسبب خروج أغلب المخابز في عطلة، لعدم توفر اليد العاملة، في حين ضمنت بعض المخابز الحد الأدنى من الخدمة، بطاقة إنتاج محدودة. وفي المقابل سجلت ندرة كبيرة في الخضر والفواكه، مما أدى إلى ارتفاع في الأسعار، التي تجاوزت نسبة الزيارة فيها 30 بالمائة، فيما كانت استجابة التجار ببلديات الضواحي أفضل، بتوفر حد مقبول من المواد الاستهلاكية منها الخبر الحليب وكذا الخضر والفواكه بالمقارنة مع حجم الطلب. وفي بسكرة، وجد سكان الولاية يومي العيد صعوبات جمة في التسوق واقتناء مختلف الحاجيات من المواد الغذائية والخضروات بعد أن عمد الكثير من أصحاب المحلات التجارية إلى غلقها وعدم التقيد ببرنامج المداومة الأمر الذي أدى إلى التهاب كبير في أسعار الخضر و الفواكه بأسواق التجزئة عبر معظم المناطق، لتصل إلى أرقام قياسية لم تسجل حتى خلال الشهر الفضيل. كما وجد مئات المواطنين صعوبة كبيرة في الحصول على مادة الخبز بسبب الندرة الكبيرة في هذه المادة، بعد أن عمد أصحاب المخابز إلى غلقها، وهي الندرة التي استغلها بعض التجار لتحقيق أرباح إضافية من خلال جلب الخبز من مناطق مختلفة من الولاية وبيعه بأسعار مرتفعة بسبب الطلب المرتفع، النقص المسجل في المواد التموينية شمل بدوره قطاع النقل بحيث شهدت الكثير من خطوط النقل الداخلية نقصا فادحا في الحافلات خاصة في اليوم الأول من عيد الفطر ندرة في حليب الأكياس والخضر بميلة وسكيكدة سجل بولاية ميلة يومي عيد الفطر عدم توزيع مادة الحليب نهائيا، فيما شهدت مدينة وادي النجاء ندرة في مادة الخبز خلال نفس اليوم. و تميزت شوارع المدن والبلديات بسكون شديد بسبب قلة الحركة، و أغلقت أبواب غالبية المحلات إلا القليل منها، وسجلت ندرة كبيرة في الخضر خلال يومي العيد، حيث فرض أصحاب الطاولات منطقهم بأسعار خيالية، مقارنة بما كانت عليه قبيل أيام قليلة من العيد. وذكرت مديرية التجارة أن نسبة الاستجابة للمداومة المبرمجة يومي عيد الفطر قاربت المائة في المائة، بحيث لم يسجل تقريبا أعوان مراقبة المداومة المسخرين من قبلها، أية غيابات للتجار المعنيين بالعمل، ما يعني توفر الحد الأدنى من الخدمات التجارية للمواطنين. كما شهدت مدن ولاية سكيكدة نقصا فادحا في حليب الأكياس فقد تعذر على المواطنين الحصول على هذه المادة ما أجبرهم على شراء الحليب المعلب أو حليب البودرة ، بينما أرجع التجار هذا التذبذب إلى نفاد كل الكمية التي وصلتهم في اليوم الأخير من شهر رمضان، وعدم وصول شحنات في يوم العيد. أما بالنسبة لمادة الخبز، فكانت متوفرة بالمخابز وحتى لدى بائعي الطاولات، فيما سجلت ندرة في التموين بالخضر والفواكه ببعض المدن بعد نفاد الكميات بالأسواق والمحلات. وعاشت ولاية الطارف يومي العيد، أزمة في التموين بشتى السلع بعد أن أوصدت أغلب المتاجر أبوابها، رغم قرار مصالح التجارة إلزام أزيد من 200 تاجر بالمناوبة خلال هذه المناسبة الدينية، حيث عرفت مختلف مناطق الولاية أزمة حادة في الخبز بعد دخول أغلب المخابز في عطلة طيلة الأسبوع الأخير من رمضان، فيما بلغ سعر الكميات التي سربت للبيع في الأرصفة 30 دينارا، كما عرفت الولاية ندرة حادة في التزود بأكياس الحليب بعد توقف الموزعين عن النشاط قبل العيد، غير أن مصدرا مسؤولا من مديرية التجارة أشار في اتصال هاتفي مع النصر، إلى أن 80 بالمائة من التجار قاموا بضمان المناوبة خلال يومي العيد. وفي تبسة التزم عدد هام من أصحاب محلات بيع المواد الغذائية واسعة الاستهلاك والخضر والفواكه بالإضافة إلى المخابز بضمان المداومة التجارية في أول يوم من العيد عبر بلديات الولاية حسب ما صرحت به مسؤولة بمديرية التجارة، وقد سجل المواطنون بارتياح كبير التزام التجار بفتح محلات البقالة والمخابز، بالإضافة إلى باعة الخضر والفواكه، مع تسجيل ندرة في مادة الحليب و بعض المواد الاستهلاكية ببعض البلديات. وفي باتنة، وخلال جولة لنا بأحياء المدينة، وقفنا على استجابة واسعة للتجار لبرنامج المداومة يومي العيد، كما لاحظنا وفرة في مادة الحليب، في حين اشتكى المواطنون من ندرة في الخبز. كما التزم تجار وهران المعنيون بالمداومة بنسبة كبيرة جعلت أغلب الحاجيات متوفرة خلال أول يوم من عيد الفطر وعلى رأسها الخبز، ما عدا الندرة الكبيرة لحليب الأكياس وهي الأزمة التي تعرفها الولاية على مدار السنة تقريبا.