تزاحم على مقرات الخطوط الجوية ووكالات السفر بقسنطينة شباب، كهول وحتى شيوخ تدفقوا بالمئات على وكالات الخطوط الجوية الجزائرية، منذ الساعات الأولى من اليوم، أين تم توجيههم لوكالات السفر، وذلك بمجرد إنتشار خبر وجود إجراءات إستثنائية لتسهيل التنقل لعاصمة السودان، حالة من الهستيريا سادت في أوساط المناصرين الذين إعتبروا إتاحة فرصة السفر لهم بمثابة المتنفس الذي يخفف عنهم وقع نتيجة المباراة، فبعد حالة الذهول التي سادت ليلة أمس الأول وما تبعها من سكون إسترجع المناصرون حياتهم وعادوا للهتاف بإسم الجزائر وتجدد فيهم حلم التأهل للمونديال الذي أطفأته الهزيمة أمام مصر والأخبار السيئة المتعلقة بما تعرض له المناصرون من إعتداءات، أغاني التشجيع عادت مرة أخرى والأعلام الوطنية جابت الشوارع في مواكب جددت الأمل في النفوس. التواقون لمشاهدة المقابلة السد يعدون بالآلاف ويرون في التنقل إلى السودان أقل ما يجب فعله في ظروف كالتي مر بها الفريق والشعب الجزائري عموما، حيث جاب المناصرون مختلف الوكالات قبل أن يستقر بهم الأمر بوكالة "نوميديا ترافل" التي تعد الوحيدة المعنية بالإجراءات، فقد عرف مقرها الرئيسي بحي القصبة حركة غير عادية بعد أن تزاحم المئات على الوكالة و إمتد الطابور عشرات الأمتار داخل الحي. أشخاص من مختلف الأعمار والفئات تقدموا بغرض حجز تذاكر حيث أفاد من وجدناهم بالوكالة أنه وإلى غاية منتصف النهار تقدم ما لا يقل عن ألفي شخص للإستفسار إضافة إلى مائات المكالمات الهاتفية. وما زاد في الإقبال الخلط بين مجانية تذكرة الملعب التي أعلنت عنها السلطات ومجانية التذكرة بالنسبة للبعض، وهو ما تأكدنا منه عند إستجاوبنا لبعض المناصرين الذين أكدوا أنهم بطالون ولا يتوفرون إلا على جواز سفر. الوكالة إكتفت بأخذ جوازات السفر وطلبت من المعنيين أن يحضروا الصور لإستخراج التأشيرات التي قال لنا المسؤولون بالوكالة أنها تكون بالمطار ولا تتطلب أكثر من صورتين شمسيتين، أما الأسعار فلم تحدد بعد لأن الأمر لا يتعلق بخط مفتوح بين البلدين، حيث طلب من المسجلين إنتظار إلى فترة ما بعد الظهر لإطلاعهم بالأسعار مع إطلاعهم بأنه تم الإتفاق مبدئيا على رحلتين من قسنطينة والعاصمة الأولى تنطلق غدا في حدود العاشرة ليلا على أن يرتفع العدد إلى ستة بالنسبة لهذه الوكالة فقط. ويبقى المشكل المطروح في الإيواء بالخرطوم، فالوكالات الجزائرية ،حسب أحد المختصين، ليست لديها شركاء بالسودان لتتكفل بالحجز في الفنادق و بالتالي ضمان ظروف إقامة مريحة، وحاليا تجري محاولات للقيام بذلك عن طريق وكالات مصرية، إلا أن النتيجة ليست مضمونة نظرا لضيق الوقت. من وجدناهم في الطوابير سواء داخل الوكالة أو بالخطوط الجوية الجزائرية أكدوا أنهم مصرون أكثر من أي وقت مضى للوقوف معنويا أمام الفريق الجزائري ومع إعترافهم بأن نتيجة مقابلة القاهرة كانت مؤلمة لكنهم أظهروا تفاؤلا كبيرا بالنسبة للمقابلة المبرمجة ليوم الأربعاء وهم يرددون "وان تو تري فيفا لالجيري" معاك يا سعدان في السودان. ن/ك