أزمة ماء توقع سكان الزبوجة تحت رحمة أصحاب الصهاريج احتج، أول أمس، سكان حي الزبوجة بمدينة سيدي خالد بولاية بسكرة، حيث قطعوا الطريق الوطني رقم 46 باتجاه مدينة أولاد جلال باستعمال الحجارة، و المتاريس، و أطر العجلات المطاطية، ما شل حركة المرور إلى غاية الساعات الأولى من فجر أمس، ما دفع بأصحاب المركبات إلى استعمال مسلك ترابي على مسافة 7 كلم، و ذلك لمطالبة السلطات المحلية و مسؤولي قطاع المياه بالولاية، بتلبية مطلبهم المتمثل في توفير المياه الشروب بعد الندرة الحادة المسجلة منذ عدة أسابيع. و هي الوضعية التي دفعتهم إلى اقتناء مياه الصهاريج و بأسعار مرتفعة لا تقوى العائلات المعوزة على تحملها، فيما اضطر البعض الآخر إلى القيام برحلة بحث يومية لجلب كميات المياه من الأحياء المحظوظة بالمدينة. المحتجون شددوا على ضرورة تجسيد الوعود المقدمة لهم لتجنب العودة إلى سيناريو قطع الطرقات، و شل حركة المرور في وجه مستعملي الطرقات، و أبدو تذمرهم من استمرار الوضع على ما هو عليه لعدة سنوات، رغم عديد الشكاوي الموجهة للمسؤولين، و نداءات الاستغاثة، مطالبين بضرورة إيجاد حل نهائي للمشكلة التي تحولت إلى هاجس، خاصة في ظل الحرارة الشديدة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام، و التي تستدعي توفر كميات معتبرة من ذات المادة الضرورية في مختلف الاستعمالات اليومية، و كان سكان حي 100 مسكن قد قاموا بحركة احتجاجية ماثلة قبل يوم، معبرين بدورهم عن غضبهم الشديد من أزمة العطش المطروحة بحدة على مستوى حيهم السكني، دون تدخل للجهات الوصية لإيجاد حل لها. السلطات المحلية من جهتها، سارعت إلى مكان الاحتجاج، و قدمت الوعود المتضمنة قرب انفراج الأزمة، و دعت المحتجين إلى فتح الطريق، إلا أن إصرارهم على مواصلة حركتهم كان كبيرا انطلاقا من عمق الأزمة، ذات السلطات أكدت في أكثر من مناسبة، على أن المشاريع الجديدة المبرمج تجسيدها لاحقا، من شأنها تلبية حاجيات السكان من مياه الشرب و تغطية العجز المسجل عبر باقي الأحياء المتضررة. من جهتنا حاولنا الاتصال بذات السلطات لمعرفة ردها حول ما يطرحه الغاضبون من السكان من انشغالات، لكن دون جدوى، و لمعرفة أسباب الأزمة المطروحة بحدة على مستوى الكثير من أحياء المدينة، اتصلنا بمدير الري بالولاية الذي أرجع السبب إلى القائمين على عملية التوزيع، و الذين لم يلتزموا بالبرنامج المخصص لكل حي، إلى جانب الاعتداء غير القانوني على قناة الجلب التي تمر على بساتين الفلاحين، انطلاقا من منطقة أنفيضة على مسافة 16 كلم، بحيث أن نحو 60 في المئة من كميات المياه تستغل في مجال السقي الفلاحي، مشيرا إلى أن انطلاق مشروع خاص بقناة جلب جديدة على مسافة 16 كلم من منطقة الهوبة، و كذا خزان مرتفع بسعة 1000م3، بلغت نسبة الإنجاز بهما بين 35 إلى 40 في المئة، زيادة على الشروع في إنجاز منقب جديد، و عند استلامهم سيتم حل المشكلة بشكل نهائي.