سقوط جزء من طابق عمارة بحي جنان الزيتون يعيش سكان حي كوحيل لخضر بقسنطينة، المعروف باسم «جنان الزيتون»، حالة من الهلع والخوف الدائمين، بسبب الانهيارات التي تطال مساكنهم بشكل متكرر، حيث يطالبون السلطات المحلية بالتدخل، بعدما انهار خلال الأسبوع الجاري جزء من طابق إحدى العمارات. وأفاد سكان من الحي للنصر، بأن الحادثة وقعت قبل حوالي أربعة أيام، حيث سقط جزء كبير من طابق العمارة رقم 14، ما أثار حالة من الهلع والخوف بين السكان، وخصوصا النساء، اللواتي فررن من منازلهن إلى الشارع، في حين تعاون الجيران على إعادة إصلاح جزء من الطابق المنهار بسبب تآكل الخرسانة، لكنهم أكدوا لنا بأن الأمر لم يعد جديدا عليهم، فالحي يشهد منذ مدة انهيارات مماثلة على مستوى مختلف العمارات الموجودة به بسبب قدمها. وأضاف محدثونا بأن فتيات صغيرات كدن يتعرضن لجروح خطيرة بسبب انهيار جزئي وقع أثناء لعبهن بالقرب من إحدى العمارات المقابلة لما كان يعرف في السابق ب «سوق الفلاح». وأوضحت نفس المصادر بأن الحي يضم أكثر من 700 شقة، حيث تضررت جميعها بفعل تآكل الخرسانة، على غرار العمارة رقم 18 التي شهدت من قبل انهيارات مماثلة رحلت على إثرها عشرون عائلة نحو سكنات جديدة بالقطب العمراني ماسينيسا، بعد أن لحقت منازلها أضرار جسيمة، في حين تلقت ستون عائلة أخرى وعودا بالترحيل دون أن يحصلوا على وصولات استفادة مسبقة، لكنهم ما زالوا إلى اليوم ينتظرون أن يستفيدوا من إعادة الإسكان نحو منازل جديدة، بعد أن أصبح الوضع لا يطاق داخل بيوتهم، لدرجة أنه بات بوسع الجيران، حسبهم، أن ينظروا إلى داخل منازل بعضهم إن أرادوا ذلك، ما يمس بخصوصية العائلات، بسبب ظهور تشققات كبيرة في الجدران الفاصلة بينها، في حين لجأ المعنيون إلى سدها باستعمال الخرسانة، التي ما تلبث أن تتآكل بعد مدة قصيرة. وقال السكان إن أشغال إنجاز المحول الخاص بجسر صالح باي، قد أثرت أيضا على العمارة رقم 4 التي أصبحت مائلة، في وقت ظهرت فيه تصدعات كبيرة في العمارتين 19 و 20، ما جعل السكان متخوفين من سقوطها يوما ما، حيث طالبوا السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حل لهم بترميم البنايات أو ترحيلهم منها، مشيرين إلى أنهم قاموا من قبل بمراسلة مختلف الجهات لإبلاغهم بالمشاكل المسجلة ومطالبتهم بإيجاد حل. ويُذكر بأن مشكلة انهيارات أجزاء من عمارات حي كوحيل لخضر ليست بالجديدة، فقد سُجلت حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية، وكان آخرها الحادثة التي وقعت بالعمارة 18، حيث منع الانهيار بعض السكان من مغادرة شققهم، فيما أفاد حينها مسؤولون بمصلحة العمران لبلدية قسنطينة، بأنهم حرروا تقارير بخصوص الحالة الخطيرة للعمارات رُفعت إلى السلطات المعنية، لكن لم يتم اتخاذ إجراءات، رغم تأكيدهم يومها بأن تشققا كبيرا يهدد بانهيار باقي شرفات العمارة، فضلا عن أن ديوان الترقية والتسيير العقاري كلف من قبل مقاولا بأن يجري عملية ترميم لإحدى العمارات، لكنه رفض بحجة أن البنايات قديمة جدا ولا يمكن إعادة الاعتبار لها.