لا يفارق طبق الفتات موائد الجيجليين أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يعتبر هذا الطبق من الأكلات التقليدية التي اعتادت الجيجليات على وضع برنامج محكم لإعدادها قبيّل حلول العيد، على اعتبار انه سيد الموائد و أول مكون رئيسي يستهلك بشكل واسع خلال ثاني أيام عيد الأضحى، فهو كما يعرف عنه طبق البركة و النعمة. وعن كيفية تحضير هذه الأكلة التقليدية التي تتميز بها ولاية جيجل، أشارت السيدة رشيدة، بأن الفتات يحضر من مادة السميد وتحديدا من النوع الممتاز، يضاف له القليل من الملح و الماء و يعجن جيّدًا، ويتم دلكه لمدة تزيد عن نصف ساعة، حتى نتحصّل على عجينة طرية، تشكل منها كريات صغيرة متساوية الحجم، و تترك لترتاح لمدة ساعتين على الأقل، وهي المرحلة الأولى من التحضير حسب المتحدثة، التي أكدت بأن ضبط الوقت عامل مهم للحصول على نتيجة جيدة عند الطهي، أما عن وسيلة الطهي، فهي عبارة عن صفيحة حديديّة دائرية الشكل تسمى الطاجين، فبعد أن ترتاح كريات العجين لمدّة كافية، تأخذ كل كرة و تبسط جيّدًا على طاولة من الخشب، باستعمال زيت الزيتون وتمديدها بلطف حتى تتحصل على عجينة رقيقة دائرية، و نضعها بحذر على الطاجين بعد تسخينه، حيث تستغرق كل ورقة من الفتات قرابة دقيقة الواحدة لتطهى. وهناك نوعان من الفتات الأبيض و الأحمر، و يكمن الاختلاف بينهما في طريقة التحضير و مدّة الطهي، حيث تستمر عملية وضع أوراق الفتات، فوق بعضها مع القلب المستمر و رش العجين بالماء و الزيت لمدة طويلة حتى الحصول على طبقة من العجين المورق ذي اللون الأحمر يقطع و يفور، و يقدّم مع مرق اللحم. أما الطريقة الثانية فيقدم خلالها بدون مرق و يتم استهلاكه عادة في اليومين الأولين للعيد، كما أشارت إلى أنه في بعض المناطق خصوصا في عاصمة الولاية يقدم الطبق مع السكر و العسل و الحليب كنوع من أنواع الحلويات. و من عادات الجيجليين الغذائية أيضا، خلال يومي العيد تحضير طبق البوزلّوف، بعد تنظيف رأس الأضحية و أطرافها، كما يتم في اليوم الثاني تحضير طبق العصبانة أو العصبان، و حسب محدثتنا، فإن بنّة العصبان الجيجلي، تكمن في إضافة أوراق النعناع، للتركيبة مع بعض قطع اللحم المنزوعة من رقبة الأضحية، التي تطهى وتقدم فوق طبق من الكسكسي.