اقتطع إتحاد الجزائر تأشيرة التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخه، رغم اكتفائه بالتعادل مع ضيفه فيروفيارو الموزمبيقي، مساء أمس في إياب ربع النهائي، لأن الهدف الذي وقعه درفلو في موقعة الذهاب، كان كاف لترسيم تأهل الإتحاد، ولو أن الحارس زماموش كان صاحب أكبر بصمة في هذا الإنجاز، بعدما أنقذ فريقه من 3 أهداف محققة، حيث عانى الاتحاد الأمرين قبل حجز مقعد في المربع الذهبي. المقابلة عرفت انطلاقة متكافئة، ولو أن أبناء «سوسطارة» بادروا إلى الهجوم بحثا عن هدف مبكر، وكأن نتيجة الذهاب لم تقنعهم، لكن الدخول المباشر في صلب الموضوع، انعكس بالسلب على مردودهم، بدليل السقوط في فخ التسرع وفقدان التركيز مع مرور الدقائق، سيما وأن الفريق الموزمبيقي عزز منطقته بانتهاج خطة دفاعية محكمة. القراءة الخاطئة للمدرب بول بوت في تسيير أطوار اللقاء منذ البداية، أفقدت تشكيلته الروح الجماعية، وسمحت للزوار بفرض أسلوب لعبهم، بقطع الطريق أمام الظهيرين مفتاح وبن موسى على مستوى الرواقين، وإجبار الثنائي درفلو ومزيان على اللجوء إلى الحلول الفردية لتهديد مرمى الحارس مانيتيرا، الذي كان أول تدخل جاد له عند الدقيقة 18، بعد توغل درفلو على الجهة اليسرى، ليهدر بعدها بخمس دقائق مزيان فرصة افتتاح باب التسجيل، إثر تلقيه كرة على طبق من درفلو. تحكم أبناء «سوسطارة» في زمام الأمور على مستوى الدائرة المركزية، لم يسمح لهم بتشكيل خطورة جدية على المنافس، لأن درفلو ومزيان كانا معزولين وسط الدفاع الموزمبيقي، كما أن الاعتماد على الفتحات العرضية الطويلة، سهل من مهمة الحارس مانيتيرا، لتبقى أخطر فرصة خلال المرحلة الأولى، التي أتيحت لعبد اللاوي (د:40)، بصاروخية من على بعد 25 م، اصطدمت كرته بالركن العلوي الأيسر للمرمى. «فيزيونومية» المقابلة تغيرت كلية في بداية الشوط الثاني، بعد خروج نادي فيروفياريو من قوقعته، والاعتماد على 3 عناصر في الهجوم، وقد كاد دومانغوس أن يصل إلى المبتغى (د:56)، بقذفة أرضية قوية أبدع زماموش في إنقاذ مرماه من هدف محقق، ليتكرر نفس السيناريو بعد دقيقتين، وكان زماموش مرة أخرى في الموعد، بتصديه لصاروخية لأماراغو. بصمة الحارس زماموش تأكدت عند الدقيقة 73، لما اضطر إلى استعمال كامل رشاقته لإخراج قذفة كوندا إلى الركنية، وهي اللقطة التي أجبرت المدرب بوت على القيام بتغييرات، بإقحام الثنائي سعيود وحمزاوي لتفعيل القاطرة الأمامية، وكاد كودري أن يسجل (د:77) برأسية جانبت إطار المرمى، ليهدر بعده درفلو هدفا محققا. الدقائق الأخيرة كانت مثيرة، بعد رمي الفريق الموزمبيقي بكامل ثقله في الهجوم، بحثا عن هدف الفوز والتأهل، ما أجبر دفاع سوسطارة على تحمل الضغط والمحافظة على التعادل إلى غاية إطلاق الحكم الغامبي غاساما صافرة النهاية، بتأهل شاق للإتحاد، لكن دون إقناع.