الفريق في وضعية صعبة لكن فرص التدارك قائمة اعتبر المدرب نذير لكناوي عودته لقيادة اتحاد بسكرة من النتائج الحتمية للعلاقة الوطيدة التي تربطه بأنصار و مسيري هذا الفريق منذ الموسم الفارط، سيما و أن المغامرة رغم قصر مدتها، إلا أنها كانت ناجحة، و كللت بالصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى. لكناوي، و في حوار خص به النصر أوضح بأن استقالته من اتحاد خنشلة كانت بسبب المشاكل الداخلية التي يتخبط فيها هذا الفريق، بالرغم من تواجده في صدارة ترتيب بطولة الهواة، كما اعترف بصعوبة مأمورية اتحاد بسكرة في الخروج بسرعة من منطقة الخطر، لكنه أبدى الكثير من التفاؤل بخصوص القدرة على النجاح في تفادي السقوط، و أمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في الدردشة . في البداية هل لنا أن نعرف كيف تمت استقالتك من اتحاد خنشلة؟ علاقتي مع اتحاد خنشلة انتهت مباشرة بعد المباراة الأخيرة ضد وفاق القل، حيث تحدثت مع اللاعبين في حجرات الملابس، و كذا الرئيس بوكرومة بخصوص هذه القضية، لأنني قررت الانسحاب مهما كانت النتيجة، على اعتبار أنني بلغت درجة التشبع، و لم أعد قادرا على تقديم الإضافة المرجوة، و هذا كله بسبب عدم توفر الظروف الكفيلة بمواصلة العمل، و مشكلتي كانت واضحة، و داخلية بالدرجة الأولى، فوجدت نفسي مرغما على رمي المنشفة، بدلا من التضحية ببعض العناصر التي تعد من الركائز الأساسية في التعداد. هذا القرار تزامن مع نجاح الفريق في استعادة كرسي الريادة، فما سر ذلك؟ هذا الأمر جد مهم، لأن استقالة مدرب و فريقه يحتل الصدارة تكون في غالب الأحيان غير منطقية، لكنني في الحقيقة كنت قد اتخذت القرار منذ عدة أسابيع، لما قاطعت التدريبات لمدة 3 أيام، و عودتي كانت بنية ترتيب البيت، و طي صفحة المشاكل التي كان الاتحاد يتخبط فيها، و قد نجحنا في ذلك بالتأهل في منافسة الكأس، ثم استعادة الريادة في البطولة، إلا أن مصيري لم يكن مرهونا بهذه النتيجة، بل بالظروف السائدة في محيط الفريق، لأنني ألح دوما على فرض الانضباط، و هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أنسحب، و لو أن علاقتي بالأنصار و الرئيس بوكرومة تبقى وطيدة، و قد اعتذرت لهم عن هذا القرار. لكن انتقالك بسرعة البرق إلى اتحاد بسكرة يبقي العديد من علامات الاستفهام مطروحة، فكيف تم ذلك؟ الحقيقة أن مسيري اتحاد بسكرة كانوا قد شرعوا في الاتصال بي منذ نحو شهرين، إلا أنني في كل مرة كنت أرفض التفاوض معهم، بحجة ارتباطي بعقد مع اتحاد خنشلة، كما تلقيت في الآونة الأخيرة عرضين من الرابطة المحترفة الثانية، و آخرين من وطني الهواة، لكن موقفي كان واضحا، لأنني أحترم الأشخاص الذين وضعوا في ثقتهم لقيادة الفريق الخنشلي، و المعطيات تغيرت بعد انسحابي منذ أسبوعين، لأن الاستقالة المبدئية جعلتني أقتنع بأن مواصلة المهام في خنشلة أمرا مستحيلا، و مع ذلك فقد وافقت على العودة و استئناف العمل لأسبوعين آخرين، و احتواء الأزمة الداخلية دفعني إلى ترسيم قرار الاستقالة، لكن من دون أن تكون اتصالات مسيري اتحاد بسكرة سببا رئيسيا في رحيلي. و هل تراهن على معرفتك بخبايا الفريق البسكري على أمل النجاح في أول مغامرة لك كمدرب في الرابطة المحترفة الأولى؟ عودتي إلى اتحاد بسكرة كانت من النتائج الحتمية للعلاقة الوطيدة التي تربطني بأنصار و مسيري هذا الفريق، لأن الفترة التي قضيتها الموسم الفارط في الاتحاد كانت استثنائية، و حققنا خلالها الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى بفضل الانتصارات التي حققناها في الجولات الأربعة الأخيرة، و تلك الذكريات تبقى محطة بارزة في مشواري كمدرب، و قد حفزتني على قبول العرض المقترح، لكن من دون أن تكون معرفتي بخبايا التشكيلة أهم ورقة أراهن عليها في هذه المغامرة، لأن التعداد تغيّر بنسبة كبيرة جدا، و بوفليغة هو العنصر الوحيد الذي أعرفه، غير أن الأجواء السائدة في محيط الفريق دفعتني إلى الموافقة، دون تجاهل طموحي الشخصي لتأدية مشوار ناجح في أول تجربة لي في الرابطة المحترفة الأولى. و كيف ترى المهمة، خاصة و أن اتحاد بسكرة يعاني في مؤخرة الترتيب؟ الوضعية الراهنة للفريق في سلم الترتيب ليست مريحة، لكن ذلك لا يعني بأن ناقوس الخطر قد دق، لأن المشوار لا يزال طويلا، و فرص التدارك تبقى قائمة، و الحقيقة أنني تابعت 4 مباريات لاتحاد بسكرة هذا الموسم عبر شاشة التلفزيون، و اقتنعت كثيرا بالمردود المقدم في كل اللقاءات، غير أن الاشكال القائم يكمن في تأثر اللاعبين بعامل نقص الخبرة، و ما له من انعكاسات على الجانب البسيكولوجي، و بالتالي فإنني جد متفائل بالقدرة على تجاوز فترة الفراغ بسرعة، و ذلك بالتركيز على التحضير النفسي، و محاولة إعطاء اللاعبين المزيد من الثقة في النفس و الامكانيات، و في حال النجاح في الفوز على نصر حسين داي السبت القادم فإن ذلك سيكون بمثابة «الديكليك».