لم أطالب بمعاقبة كُتّاب وإنما أدنت تشويههم للتاريخ قال الروائي رشيد بوجدرة أمس السبت بقسنطينة، أن كتابه المثير للجدل «مهربو التاريخ» لا يتضمن دعوة إلى معاقبة الكتاب الذين هاجمهم، بل ردّ بالكتابة على أطروحات تسيء للجزائر وتشوه التاريخ، مؤكدا بأنه انتقد المجتمع طيلة مساره الأدبي دون أن يعمم عليه صورة سوداء أو يروج لنظرة احتقار حوله. ونظمت دار «ميديا بلوس» بوسط مدينة قسنطينة، جلسة بيع بالإهداء لكتابي رشيد بوجدرة الأخيرين «السلب» و»مهربو التاريخ»، حيث انتقد في تصريح لوسائل الإعلام صاحبة كتاب «سيدي بوعزيز بن قانة ملك الزيبان»، معتبرا بأنه «أمر لا يصدق لأن عائلة ابن قانة تغيرت كليا بعد قدوم المستعمر الفرنسي كما أن المذكور في الكتاب واحد من أكبر الجلادين، الذين ارتكبوا جرائم في حق الجزائريين وخصوصا الشيوعيين والوطنيين بمنطقة بسكرة»، موضحا بأن قضيته جاءت ضمن سياق من التصريحات لكتاب جزائريين ضد وطنهم. ونبه بوجدرة بأنه اكتفى بالأسماء التي انتقدها في كتابه لأنه لا وجود لغيرهم في الوقت الحالي. وذهب إلى حد القول بأن العنوان الأدق لكتابه هو «زناة التاريخ». وتحدث بوجدرة عن السينما التي تروج صورا خاطئة ومجحفة في حق الجزائريين، مشيرا إلى فيلم جديد عرض بفرنسا منذ أسبوع تحت عنوان «في انتظار السنونوات»، أين يقدم فيه المخرج صورة سوداء عن جزائر اليوم، وهو ما اعتبره الكاتب رسالة خبيثة، قبل أن يعود إلى رواية «قرية الألماني» لبوعلام صنصال التي تحدث فيها عن «جيش نازي» ضمن جيش التحرير الوطني، ومقارنته في مقال له بين العملية الإرهابية في مدينة نيس الفرنسية وقيام المجاهدين بتفجير «ميلك بار» في العاصمة، حيث اعتبرها أمرا «غير مقبول على الإطلاق»، ما دفعه إلى الكتابة لاستنكار هذه الأطروحات الصادرة منه ومن غيره، لأن الأمر مختلف تماما، لكن بوجدرة أدان بشدة هجوم نيس. ولم يستثن بوجدرة الكاتب كمال داود من الانتقاد في رده على أسئلة الصحفيين، حيث قال إنه «كان صغيرا عندما كان يتردد على مخيمات الإسلاميين، التي تلقى فيها تدريبا فكريا وبالضرورة عسكريا أيضا» وهو ما قصده في الإشارة الواردة في كتابه إلى أنه كان ضمن صفوف المجموعة الإسلامية المسلحة الإرهابية، كما عقب على ذلك بالقول «من منا لم يخطئ من قبل»، لكن بوجدرة أكد بأنه «يشكك في وطنية داود بسبب تصريحاته بخصوص القضية الفلسطينية وتصريحاته المهينة في حق الجزائريين»، معتبرا بأنه يشتم أبناء بلده. وأفاد بوجدرة في رده على سؤال النصر، بأن صنصال وداود يغذيان الإعلام الأوروبي بنظرة نيو-إستشراقية حول الجزائريين، بعد أن نبه بأنه لا يدعو إلى متابعتهم قضائيا أو معاقبتهم على كلامهم، لكنه قال إنهما يعانيان من عقدة المستعمر التي تحدث عنها فرانتز فانون ونوع من الفصام. من جهة أخرى، عبر الكاتب عن إعجابه بالأسماء الجديدة التي تكتب ويُنشر لها في السنوات الأخيرة، بغض النظر عن مستوى الأعمال التي تقدمها، حيث قال إن الأمور ستتبلور مع مرور الوقت، في حين أوضح في رد على سؤال حول ما إذا كانت رواية السلب تحمل دعوة لمراجعة التاريخ، بأن «استعمار المسلمين لغيرهم نجح بفضل القرآن الكريم الذي حمل أفكارا جديدة ومنطقا ثريا».