* وزيرة التضامن: نسبة تشغيل المعاقين لا تتجاوز 10 بالمئة معاقون في وضع سجناء بعضهم لم يغادروها منذ أكثر من سنة معاقون حركيا و ذهنيا سجناء في غرف بمنازلهم يعيش الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة سجناء في منازلهم، لا يغادرونها إلا في حالات قليلة، قد تكون مرة واحدة في السنة بمناسبة يومهم العالمي، في حين يعانون في معظم الوقت من ظروف مأساوية، خاصة إذا كانت عائلاتهم محدودة أو متوسطة الدخل، لا تستطيع توفير ظروف الراحة والرفاهية والعيش الكريم لهم. حضرت النصر مساء أول أمس حفلا نظمته جمعية الأنس لترقية ذوي الاحتياجات الخاصة ذهنيا وحركيا بالمدرسة التقنية لسونلغاز بالبليدة، وتحول هذا الحفل الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى فرجة كبيرة لهذه الفئة، إذ تفاعلت مع العروض البهلوانية و الأغاني التي قدمت لها في هذا الحفل، و كأنها ولدت من جديد في هذا العالم، وذكر في هذا السياق بعض أولياء المعاقين، بأن هذا الحفل يعد الأول الذي يحضره أبناؤهم في ظل انعدام مثل هذه الفرص للترفيه والتنفيس عنهم و تخفيف معاناة الإعاقة. و تحول العديد من المعاقين إلى منسيين في مجتمعهم، حيث أن عائلاتهم لا تتوفر على الإمكانيات والوسائل للترفيه عنهم و نقلهم في رحلات للتنزه والترفيه، كما أن السلطات المعنية والجمعيات لا تلتفت لهذه الفئة. وفي هذا السياق ذكرت والدة الشاب وليد المعاق ذهنيا وحركيا والبالغ من العمر 21 سنة ، بأن ابنها حضر لأول مرة في حياته حفلا فنيا، و أكدت بأنها لم تتلق أي دعوة مماثلة من قبل من طرف الجمعيات أو السلطات المحلية، كما أن ظروفها العائلية لا تسمح لها بنقل ابنها للتنزه في مناطق سياحية أو حدائق عمومية، وذلك لعدم توفر العائلة على سيارة لنقله، كما أن مستواها المعيشي بسيط، فراتب زوجها لا يسمح بتوفير ظروف الراحة لابنها المعاق، و أضافت بأن ابنها لم يخرج من المنزل لمدة تقارب السنة، كما أنها تقيم في منزل يتكون من غرفة واحدة، ولا يجد إلا مساحة صغيرة فيها للتحرك. أميمة لم تستحم منذ سنة قالت والدة الفتاة أميمة ذات 17 ربيعا، المعاقة ذهنيا وحركيا، بأن ابنتها لم تستحم منذ ما يقارب السنة، و حالتها تشبه وضعية السجناء، حيث أنها تقيم في محل تجاري تؤجره بحي النخيل بوسط مدينة البليدة، ولا تغادر هذا المحل إلا في حالات نادرة قد تزيد عن السنة، وجل وقتها تقضيه في بطانية في فراشها، أو فوق كرسيها المتحرك. و أكدت المتحدثة بأن المحل الذي استأجرته يفتقد للتهوية، و به تسربات للمياه، و تقيم فيه الطفلة المعاقة رفقة أربعة أخوات و والديها، وبذلك فإن حياة أميمة تقترب إلى الموت، منها إلى من هم على قيد الحياة، فإلى جانب معاناتها من الإعاقة الذهنية والحركية، فهي تعاني من أزمة سكن و ظروف مزرية ، كما أنها تحولت إلى سجينة في هذا المحل الذي لم تغادره منذ ما يقارب سنة، و لم تجد مكانا لكي تستحم كباقي البشر، و لاحظنا بأن أميمة أثناء تواجدها في الحفل الذي نظم على شرف المعاقين ، كانت تتابع للحظات فقرات الحفل، ثم تعود للبكاء والصراخ، و ذكرت والدتها بأنها لأول مرة تحضر حفلا، و كانت تعبر من خلال بكائها عن حاجتها للاسترخاء والنوم، لأنها قضت حياتها ليلا و نهارا داخل غرفة صغيرة تفتقد لكل ظروف الحياة ولا تغادرها إلا في حالات نادرة. و بالقرب من أميمة كان يجلس شخص آخر يقترب من عقده الخامس رفقة ابنته آمال البالغة من العمر 14سنة، و علق الأب بأن ظروفه المعيشية أفضل من باقي الحالات الأخرى، و بأنه يسعى دائما للترفيه عن ابنته وإخراجها من المنزل، لكن في محيط المسكن العائلي الكائن بباب الرحبة بوسط مدينة البليدة، و ذلك نظرا لغياب فضاءات و حدائق عمومية مخصصة لهذه الفئة. ممرات ذوي الاحتياجات الخاصة منعدمة يسعى العديد من أقارب المعاقين حركيا إلى التنفيس والترفيه عنهم عن طريق مرافقتهم في جولات في المدن والشوارع، لكنهم يواجهون دائما صعوبات كبيرة، ومنها قلة الممرات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ويقتصر تواجدها بمواقع معينة فقط، في حين أن أغلب الأحياء بمدينة البليدة تفتقد لهذه الممرات، وبذلك يصبح خروج معاق على متن كرسي متحرك للتجول في الشوارع والأحياء صعبان ويحتاج لمساعدة من عدة أشخاص لقطع طريق أو التوجه إلى مكان ما، وفي نفس الوقت نجد أن الأرصفة التي يضطر ذوو الاحتياجات الخاصة لاستعمالها في تنقلاتهم ، تكون إما غير مهيئة أو مستغلة من طرف أصحاب المحلات أو مخصصة لركن السيارات، وهي صعوبات أخرى تجعل الترفيه و التنفيس عن المعاقين حركيا صعبا ولو بجولات خفيفة في الشوارع. وأمام هذه الظروف يستسلم الأولياء ، ويضطرون إلى حبس أبنائهم في منازلهم، و لا يغادرونها إلا في حالات نادرة، خاصة في ظل ظروفهم المعيشية الصعبة في الغالب وعدم توفرهم على مركبات لنقلهم، بالرغم من أن الركوب في السيارة بالنسبة للمعاق ذهنيا وحركيا بمثابة حلم، وتذكر في هذا السياق والدة الشاب وليد، بأن ابنها عندما يركب السيارة يستمتع كثيرا ، ويفضل عدم النزول. وفي نفس السياق أكدت رئيسة جمعية الأنس خديجة بن قاسيمي، بأن ابنيها المعاقين قاسي ولونيس عندما يتجولان على متن سيارة يشعران براحة كبيرة، و أضافت بأنها تنقلت معهما لمسافات طويلة غرب وشرق وجنوب البلاد، ولم يشعرا بالإرهاق أو التعب، مشيرة إلى أنها تضمن رفقة زوجها لابنيهما الخروج من المنزل بشكل شبه يومي، وفي حالة عدم خروجهما ليومين أو أكثر، يشعران بالقلق ويتحولان إلى شخصين عنيفين، و تحسرت لوضعية المعاقين الذين لا يخرجون من المنزل لأكثر من سنة، ويعيشون في ظروف اجتماعية قاسية. رئيسة جمعية الأنس الحل هو إنجاز مركز للتكفل ذكرت رئيسة جمعية الأنس لترقية ذوي الاحتياجات الخاصة ذهنيا وحركيا، بأن انجاز مركز للمعاقين ذهنيا وحركيا أصبح أكثر من ضروري للعناية بهذه الفئة وتخفيف معاناة عائلاتها، وأشارت إلى أن الجمعية كانت قد راسلت وزارة التضامن ومصالح ولاية البليدة والمحسنين ورجال الأعمال، من أجل المساهمة في انجاز هذا المركز الذي يتوفر على عدة مرافق للترفية والتكفل بهذه الفئة، مثلما هو معمول به في عدة دول متقدمة. وضمن مشاريع جمعية الأنس بالنسبة لهذا المركز، خلق فضاء للتكييف العضلي و النفسي، إلى جانب فضاءات أخرى متعلقة بأنشطة يدوية وتربوية وتعليمية لهذه الفئة، و أكدت رئيسة الجمعية، بأنها و بقية أعضاء الجمعية يعقدون آمال عريضة على انجاز هذا المركز للتخفيف عن معاناة هذه الشريحة وعائلاتها، وأشارت في السياق ذاته بأن مقر الجمعية الكائن حاليا بشقة بالطابق الأول من بناية ، هو الآخر لا يتناسب و طبيعة إعاقة هذه الفئة، والجمعية، حسبها، بحاجة إلى مقر آخر في الطابق الأرضي للتكفل ببعض حاجيات هذه الفئة، خاصة الحفاظات وبعض الأغراض الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية الأنس قامت بتكريم عدد من المعاقين حركيا وذهنيا في الحفل الذي نظم على شرفهم في عيدهم العالمي، وتضمن عدة ألعاب بهلوانية وأغان مختلفة استمتع بها المعاقون و تفاعلوا كثيرا مع نشاطات وعروض الحفل. نورالدين-ع فيما طلب البعض بتخفيضات في الفواتير شكاوى من غياب ممرات و نقص الدراجات بتبسة يناشد ذوو الاحتياجات الخاصة ببلدية بئر العاتر ولاية تبسة و البالغ عددهم أكثر من 1400 معاق، من بينهم أكثر من 700 معاق حركيا وذهنيا بنسبة 100 بالمائة، الجهات الوصية بالعمل على تحسين ظروفهم الاجتماعية التي وصفوها بالصعبة والمزرية. المعنيون تحدثوا للنصر عن حقيقة المعاناة التي يعيشونها على مدى السنين، فزيادة على وضعهم الصحي المتدهور أصلا ، فهم يتقاضون منحة ضعيفة و يأملون أن تشهد زيادة معتبرة، على غرار الزيادات التي يستفيد منها من حين لآخر المتقاعدون و العمال ، حتى يتمكنوا من تلبية مطالب أسرهم التي لم تعد المنحة الحالية تكفي لسد احتياجاتها المتزايدة في ظل الغلاء الفاحش، و قالوا بأن المنحة الموجهة لشريحة المعاقين عرفت منذ سنة 1999 نقصا ، بدلا من الزيادة على حد تعبيرهم، فضلا على تأخرها في كل مرة لعدة شهور دون معرفة الأسباب. و تأسف المعاقون حركيا لنقص الدراجات النارية الخاصة بهذه الفئة ،رغم الطلبات العديدة الموجهة للجهات المعنية التي لبت طلبات البعض وحرمت البعض الآخر دون وجه حق ، كما قال محدثونا ، و يلتمسون من الوصاية منحهم بعض الامتيازات، كتخفيض مستحقات كراء السكنات الاجتماعية ، التي أثقلت كاهلهم و لم يتمكن أغلبهم من دفع الكراء ونفس الشيء بالنسبة لفواتير الكهرباء والغاز و النقل ، كما يطالبون بتخصيص ممرات لهم، على مستوى الإدارات وحافلات النقل الحضري ، مشددين بأنهم يجدون صعوبات كبيرة في قضاء شؤونهم اليومية بسبب غياب التكفل المطلوب بهم . و شكل موضوع تأخر الشروع في إنجاز المركز البيداغوجي للمتخلفين ذهنيا الذي استفادت منه البلدية منذ 10 سنوات، وخصص له حينها غلاف مالي تجاوزت قيمته 8 ملايير سنتيم ، ولم ير النور لحد الساعة، رغم وجود المئات من المتخلفين ذهنيا الذين لم يجدوا من يتكفل بهم، بعد أن توقفت جمعيتهم عن النشاط ، هاجسا لممثلي المعاقين الذين يناشدون المسؤولين، وعلى رأسهم والي الولاية، بتحريك هذا المشروع والإسراع في إنجازه ، ليكون أفضل هدية يمكن تقديمها لشريحة كبيرة تعاني مصاعب جمة ،دون أن يشعر بها أحد. وإحياء لليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة ،نظمت يوم أمس مديرية النشاط الاجتماعي حفلا بدار الثقافة محمد الشبوكي بتبسة أشرف عليه والي ولاية تبسة مولاتي عطاالله ، أين تم توزيع 100 كرسي متحرك على هذه الشريحة ، كما استفاد القطاع من 5 مراكز لفائدة المعاقين حركيا ونفسيا في كل من تبسة و الونزة والعوينات. وأكد مصدر من مديرية النشاط الاجتماعي أن مصالح المديرية ، تعمل كل ما في وسعها لتجسيد مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة في حدود الإمكانات المتاحة والقوانين المعمول بها المتعلقة بهذه الشريحة الهامة من المجتمع. ع.نصيب رئيس الجمعية الجزائرية لذوي الإعاقة نور الدين شويط من حقنا ممارسة السياسة و المشاركة في صنع القرار تحصي الجزائر حوالي 4 ملايين معاق، أي ما يعادل 10 في المائة من مجموع السكان، كما أفاد به رئيس الجمعية الجزائرية لذوي الإعاقة نور الدين شويط، في حواره مع النصر، مؤكدا بأن هذا الرقم مرشح للارتفاع، كون حوادث المرور تخلّف سنويا أزيد من 4 آلاف معاق، لذلك فإن تغيير قانون المعاق بات ضروريا، في ظل التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية التي يعرفها المجتمع الجزائري، خصوصا وأن هذه الشريحة مغيّبة تماما في ما يخص اتخاذ القرارات الخاصة بها، فضلا عن كونها مقصية من المشاركة السياسية التي من شأنها أن تساهم في إسماع صوتها بشكل أفضل. المعاق في الجزائر مواطن من الدرجة الثانية النصر: رفعتم مؤخرا رسالة إلى الحكومة لاحظنا بأنكم ركزتم فيها على مطلب التمثيل السياسي، فهل تعتقدون أن خطوة مماثلة قد تخدم واقعكم؟ نور الدين شويط: بالفعل قررنا مؤخرا مراسلة رئيس الحكومة مباشرة، لإيصال رسالة مفادها أن الأوان قد آن لتتغير أوضاعنا، و هي غاية نجزم بأنها لن تتأتى، في حال بقينا بعيدين عن التمثيل الميداني في مجالس اتخاذ القرار، ولذلك اقترحنا عليه استحداث كتابة دولة للمعاقين، تكريسا لمبدأي التشاركية و التكفل الذاتي ، إضافة إلى فرض تمثيل الفئة في المؤسسات الدستورية الاستشارية التي تم إيجادها بفضل التعديل الدستوري الأخير، على غرار المجلس الأعلى لحقوق الإنسان و المجلس الأعلى للشباب، زيادة على تمثيل فئتنا ضمن الثلث الرئاسي لمجلس الأمة مع كل تجديد، فضلا عن عدم التمييز و الإقصاء و التهميش، في ما يتعلق بالترشيحات و التزكيات الخاصة بالانتخابات عند كل استحقاق. هدفنا رفع المنحةإلى 18 ألف دج ما هي المكاسب المالية التي ترمون إلى تحقيقها من وراء تعزيز مشاركتكم في هيئات القرار؟ المعاق في الجزائر « مواطن من الدرجة السفلى»، و الدليل على ذلك هو منحة 4 آلاف دج التي يتقاضاها كل شهر، و التي نفضل أن نسميها محنة الشهر، فأي منطق هذا الذي يتقبل فكرة أن يعيش إنسان بمبلغ مماثل، ويتمكن من تأسيس أسرة و الإنفاق عليها، لذلك فإننا نهدف كخطوة أولى، إلى رفع المنحة إلى 18 ألف دج، أي الحد الأدنى للأجور، لنتمكن من العيش بكرامة، كما أن مشاركتنا السياسية ستساعد على خلق آليات من شأنها أن تحقق مكسب تغيير قانون المعاق، الذي لم يعد يتماشى مع التغيرات الاقتصادية و الاجتماعية الحاصلة، والتي تستوجب على الدولة رفع نسبة الإدماج في عالم الشغل، بالنسبة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من 1 في المئة إلى 7 في المئة، فضلا عن إعادة النظر في طبيعة العلاقات بين جمعيات المعاقين و الإدارات العمومية، وإعطائنا حق المنفعة العمومية، لنتمكن من النشاط بأريحية و اتخاذ قرارات سيادية تخص شريحتنا. بمعنى آخر نطالب باعتبارنا شركاء اجتماعيين حقيقيين، بحق تقرير مصيرنا في ما يخص الاستفادة من السكن و التشغيل و غيرها. مصانع السيارات مطالبة بإدماج احتياجاتنا ضمن خط الإنتاج في كل مرة تطرحون انشغالات تتعلق بالنقل و التهيئة، هل العيش في المدينةالجزائرية صعب لهذه الدرجة بالنسبة للمعاق؟ و ما هي اقتراحاتكم في ما يخص هذا الجانب؟ المدينةالجزائرية صراحة غير مريحة للعيش بالنسبة للأصحاء، فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة، نحن نعيش في بؤس حقيقي، فالتهيئة غائبة بشكل شبه كلي، و مسالكنا لا تؤخذ بعين الاعتبار، حتى خلال بناء المدن الجديدة التي لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب، أما واقع النقل ، فهو مزر ، رغم بعض المبادرات الايجابية التي خصتنا بها وزارة النقل، مع ذلك يبقى انشغالنا الأهم، هو وضعية الطرقات، فنحن نصارع فعلا من أجل البقاء، يمكنني هنا أن ألخص المعاناة في مثال بسيط هو أن مدة صلاحية الكرسي المتحرك الخاص بالمعاقين حركيا في بلادنا، لا تتجاوز 6 أشهر إلى سنة، قبل أن يدخل ورشة التصليح و يتحول إلى خردة، و السبب طبعا هو وضعية الطرقات و غياب مسالك مهيئة. بالحديث عن قضية النقل، يفترض أنكم تملكون الحق في اقتناء سيارات مكيّفة، مقابل تخفيض جمركي خاص، ما حقيقة الأمر ؟ بالفعل قانونيا نحن معنيون بنسبة تخفيض قدرها 30في المئة، تخصم هذه النسبة من قيمة استيراد المركبات المخصصة لنا كمعاقين خلال مرورها على جمارك، بعدما نسلم وثيقة خاصة للموزعين تمنحها لنا مديريات النشاط الاجتماعي، لكن الإشكال يكمن في أن الحصة الخاصة بهذه السيارات جد ضئيلة، و قد تقلصت أكثر بفعل نظام الكوطة الأخير، فضلا عن أن التهاب سوق السيارات في الجزائر، جعل اقتناء المعاقين لسيارات خاصة، شبه مستحيل، فالمركبة التي يعادل ثمنها 130 مليون سنتيم، تباع لنا بعد الخصم، بمبلغ 80 مليون سنتيم وهو مبلغ خيالي بالنسبة لمعاق يتقاضى منحة 4 آلاف دج شهريا، و يمارس نشاطات مهنية محدودة. وعليه فنحن نرجو من الدولة أن تساعدنا بقروض خاصة ، لشراء سيارات مكيفة و مهيأة، و نقترح على أصحاب مصانع تركيب السيارات التي افتتحت خلال السنوات الأخيرة، بإدراج سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة ، ضمن خطوط التركيب و لما لا التصنيع، لتوفيرها و التحكم بشكل أفضل في أسعارها محليا. هدى طابي تناشد إدارة الجامعة بفتح باب المدرج الخلفي لتتابع المحاضرات فاطمة الزهراء طالبة تغلبت على العجز بالتحدي الأمل، الكفاح و تحدي الظروف من أجل النجاح، عبارات رددتها الطالبة فاطمة الزهراء بوسدلو، المصابة بإعاقة حركية أكدت بأنها لا تشكل عائقا بالنسبة إليها في مواصلة دراستها بجامعة جيجل، تخصص علم النفس التربوي، خاصة و أنها ماكثة بالإقامة الجامعية 19 ماي 1956، قرب الجامعة ، في حين تناشد مسؤولي الجامعة، لفتح باب قاعة المحاضرات السفلية، حتى تستطيع متابعة دروسها كباقي زميلاتها. النصر حاولت تسليط الضوء على تجربة الطالبة الطموحة، في الإقامة الجامعية و الجامعة، فتوجهنا مساء يوم الخميس إلى الإقامة الجامعية، أين تقيم الطالبة فاطمة الزهراء، و كانت في استقبالنا رفقة زميلتها و مدير الإقامة، و لاحظنا توفر الظروف الملائمة لتنقل الطالبة من و إلى الجناح الذي تقيم به دون عراقيل. خطأ طبي أدى إلى إعاقتها في ربيعها 18 قالت لنا الطالبة فاطمة الزهراء بوسدلو ، صاحبة 33 سنة، و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة، بأنها تقطن بمدينة العوانة بجيجل، و قد بدأت معاناتها، منذ كانت في ربيعها 18 ، بسبب تعرضها لخطأ طبي، فإصابتها على مستوى النخاع الشوكي، غيرت مجرى حياتها، لكنها حاولت أن تتخطى الصعاب تدريجيا بمرور الوقت، و أن تتقبل إعاقتها المكتسبة. و أضافت فاطمة الزهراء بأنها استرجعت ثقتها بنفسها، و أكملت دراستها بالمراسلة إلى أن نالت شهادة البكالوريا منذ 3 سنوات، و فضلت أن تدرس بكلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بالقطب الجامعي تاسوست، لكن اعترتها العديد من المخاوف، خاصة في ما يتعلق بالتنقل اليومي من بلدية العوانة إلى غاية الجامعة، لأنها تستعمل الكرسي المتحرك. قررت الطالبة ألا تستسلم لهذه الظروف، فتقدمت، كما قالت لنا، بطلب للاستفادة من غرفة بالإقامة الجامعية تاسوست، فاستقبلها مسؤولو قطاع الخدمات الجامعية بصدر رحب، و قدموا لها كافة التسهيلات الممكنة، حيث خصصوا لها غرفة بالطابق السفلي لتتنقل بكل حرية و يسر، لكنها واجهت بعد ذلك داخل الإقامة الجامعية، صعوبات في التكيف و التواصل مع زميلاتها و أوضحت بهذا الخصوص « لقد وجدت صعوبة في التأقلم مع المقيمات، حيث كانت بعضهن تتجنبن الحديث معي، و كن يعتقدن بأن المعاق منطوي على نفسه و حساس لدرجة كبيرة، و لا يكثر الحديث، و كنت أدرك بأن هذه من أصعب المشاكل التي ستواجهني، و بمرور الوقت زالت تلك المخاوف، لأنني تمكنت من رسم صورة جميلة في نفوسهن ، ربما بابتسامتي، الحمد الله، لدي الآن العديد من الزميلات و الصديقات بالإقامة الجامعية، و في الجامعة، و كلهن أصبحن سندي و عائلتي الثانية». قدوة في الصبر و الاعتماد على النفس و أكدت زميلاتها بالإقامة، بأنها عنوان للتحدي و المثابرة، و ذكرن بأن الأجواء داخل الإقامة الجامعية، تتطلب التأقلم و الصبر، لأنهن بعيدات عن منازلهن و عائلاتهن ، لكن لدى مشاهدتهن لفاطمة الزهراء، و هي تتنقل على متن كرسيها المتحرك في الإقامة ، ينسين مخاوفهن و تهون عليهن الصعاب، وقالت رفيقة فاطمة الزهراء في الغرفة، بأنها حاولت في العديد من المرات مساعدتها في بعض الأمور، لكنها تصر على الاعتماد على نفسها، و قد جعلتها تلك التصرفات تحترمها و تقدرها أكثر فأكثر. و ذكرت فاطمة الزهراء بأنها تتمتع بموهبة الرسم و النحت، و تقوم بإبداع قطع ديكور و زينة في المنزل في فترة العطلة، ثم تبيعها من أجل الحصول على دخل يساعدها في توفير تكاليف الدراسة ، و أكدت بأنه بالرغم من أن عائلتها لا تقصر في توفير كافة المستلزمات لها إلا أنها تفضل الاعتماد على نفسها، و أردفت» لقد شاركت في عدة معارض بمنحوتاتي و ذلك قبل التحاقي بالجامعة، و استفدت ماديا و معنويا، و لا أزال أمارس أحيانا هذه الحرفة الفنية في الجامعة». وأشار مدير الإقامة الجامعية 19ماي 1956، بأن قطاع الخدمات الجامعية، يقدم كافة التسهيلات الممكنة لذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل التأقلم داخل الإقامات الجامعية، حيث قامت إدارة الإقامة بالتكفل بكافة احتياجاتهم، و إنشاء نقاط عبور لهم، عبر باب الإقامة و المطعم، و أشار إلى أن الطالبة المقيمة فاطمة الزهراء تعتبر بمثابة رمز للنضال و الكفاح، و قد علمت الكثير من المقيمات طيلة عامين، معنى الصبر و المثابرة من أجل الدراسة و تحقيق طموحاتهن في الحياة. متفوّقة هدفها الحصول على الدكتوراه وقد حدثتنا فاطمة الزهراء عن حياتها اليومية خارج أسوار الإقامة، و قالت بأنها تتنقل يوميا في الصباح الباكر إلى الجامعة، الموجودة بالقرب من الإقامة، رفقة زميلتها لحضور الدروس في كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية، مؤكدة بأنها متفوقة ، و كانت تتحصل على معدل يفوق 13 في كل سداسي خلال سنتين من دراستها الجامعية، بالرغم من أنها لا تحضر المحاضرات، و عندما سألناها عن سبب تغيبها عن المحاضرات ردت بحرقة « لا أستطيع ان أحضر كل المحاضرات في المدرجات، بسبب عدم ملاءمة التوقيت، كما أنني لا أستطيع التنقل إليها بسهولة ، كونها توجد بمكان فيه سلالم، و لا أستطيع الوصول و متابعة دروسي لأنني معاقة حركيا، لدرجة أنني لا ألتقي ببعض الأساتذة المحاضرين إلا يوم الامتحان، و أحيانا عندما أحضرها أضطر للبقاء جالسة في أعلى المدرج». و ذكرت المتحدثة بأنه يوجد باب أسفل المدرج مغلق دائما، و توجه نداء عبر النصر إلى إدارة الجامعة من أجل فتحه، حتى يسهل عليها الدخول إلى المدرج من الجهة الخلفية للكلية و تتمكن من متابعة المحاضرات، و تعتبر مثل هذه العوائق هي التي تحول دون تفوقها أكثر في دراستها. و رغم الأمل الذي تحاول الطالبة أن تصنعه، إلا أنها ترجو ألا يتسبب تعنت البشر في منعها من الوصول إلى هدفها، و قالت بهذا الشأن « إن أبواب الإقامة فتحت أمامي، لكن مدرجات الدراسة التي جئت من أجلها، أغلقت في وجه طموحي الدراسي». و قد أخبرتنا بأن إدارة الجامعة لا تعلم بوضعيتها و إلا كانت ستتكفل بكافة طلباتها، و قد قررت أن ترفع التحدي و تكمل دراساتها العليا و تنوي أن تتحصل على شهادة الدكتوراه، كما تتوجه برسالة أمل بمناسبة اليوم العالمي للمعاق إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، و تدعوهم إلى عدم الاستسلام لإعاقتهم ، و أن يبادروا بالخطوة الأولى دون التفكير في العواقب و العراقيل التي يمكن أن تصيبهم جراء إعاقتهم، لأنه ببساطة، و كما قالت « الحياة تستحق أن نعيشها». ك طويل وزيرة التضامن تشتكي من رفض أرباب عمل تطبيق القانون نسبة تشغيل المعاقين لا تتجاوز 10 بالمئة أعلنت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية أمس أن نسبة تشغيل المعاقين ضئيلة ولا تتجاوز 10 بالمئة من العدد الإجمالي لهذه الشريحة من المجتمع. وأوضحت الوزيرة في تصريح للصحافة خلال الزيارة التفقدية التي قادتها رفقة والي العاصمة إلى بعض المؤسسات المتخصصة التابعة للقطاع، أنه تم تسجيل صعوبة في توظيف فئة المعاقين وعدم وجود استجابة من طرف بعض المستخدمين في تشغيل هذه الشريحة، خاصة لدى بعض الخواص، مشيرة إلى أنه في حالة عدم سعي المستخدم إلى تشغيل المعاقين، فإنه ملزم بدفع مساهمة مالية تصب في صندوق التضامن الوطني، موضحة أن الوزارة تعمل على إدماج هذه الفئة حيث تم توظيف عدد منهم في بعض المراكز المتخصصة التابعة للقطاع، كما تعمل على تحسيس وحث المستخدمين بضرورة المساهمة في إدماجهم في عالم الشغل وفقا لما ينص عليه القانون، المتعلق بحماية الأشخاص المعاقين. وتطرقت الوزيرة إلى بعض الإجراءات التي يتخذها قطاع التضامن الوطني للمساهمة في إدماج هذه الشريحة، على غرار توفير مزارع بيداغوجية للمعاقين ذهنيا الذين يتجاوز سنهم 18 سنة، لتسهيل إدماجهم مهنيا، وتستهدف هذه المزارع البيداغوجية المصابين بالإعاقة الذهنية الخفيفة، لمنحهم فرصة الإنتاج في مجال الزراعة، و جعلها فضاء علاجيا للأشخاص ذوي الإعاقة الثقيلة، وكشفت عن مشروع إبرام اتفاقية مع وزارة الفلاحة لمرافقة القطاع لتكثيف هذه المزارع، فضلا عن التنسيق مع عدة قطاعات وزارية أخرى، من بينها وزارة التكوين والتعليم المهنيين لاكتساب فئة المعاقين مهارات، وتأهيل في بعض المهن التي تتجاوب مع قدراتهم سيما في بعض المهن اليدوية على غرار البستنة. كما شددت الوزيرة على ضرورة استغلال كفاءات المربين و المؤطرين البيداغوجيين ذوي الخبرات المتواجدين عبر مراكز التكفل بفئات المعاقين التابعة للقطاع، بغية الاستفادة من خبراتهم ونقلها للمربين الجدد.