نائب زيغود يوسف في تفجير ونشر الثورة في الناحية الوسطى للشمال القسنطيني محمد الصالح ميهوبي المعروف ثوريا بمحمد الصالح بلميهوب من القادة التاريخيين الذين فجروا الثورة في الشمال القسنطيني وأحد أهم القيادات الميدانية التي عرفتها المنطقة، ليس فقط لأنه قائد الفوج الذي هاجم دار الجندرمة ببلدة السمندو، زيغود يوسف حاليا، واطلاقه لأول رصاصة معلنة اندلاع الثورة، وإنما لأنه كان أحد القادة الميدانيين الأكثر تأثيرا في المسار العسكري للثورة بالشمال القسنطيني في مرحلتها الأولى. إن الدراسة التي خصصتها له من خلال وثائق الثورة والوثائق التي أنتجتها الأجهزة الاستعمارية تؤكد على أهمية الرجل الذي وضعت الاستخبارات الفرنسية اسمه كأحد المرشحين لخلافة يوسف زيغود «سي أحمد» بعد استشهاده في 23 سبتمبر 1956. هذا ملخص فقط من كتاب «المسيرة النضالية والثورية للشهيد القائد محمد الصالح ميهوبي المعروف ببلميهوب» الذي نشرته مؤخرا والذي يقع في 400 صفحة، حيث يروي تفاصيل مثيرة عن هذا الشهيدالقائد. من دوار المجابرية إلى بلدة السمندو ولد محمد الصالح ميهوبي المعروف ثوريا باسم بلميهوب وباسم لمطروش لدى البعض خلطا بينه و بين الشهيد محمد الصالح معلم وباسم سي محمد لدى جنوده في 13 جويلية1929 بدوار المجابرية التابع لبلدية كندي السمندو(زيغود يوسف حاليا).فهو ابن المناضل الوطني البارز في بلدية السمندو البشير بن بلقاسم ميهوبي(من مواليد 1885) و عرجية عناني بنت براهيم المدعوة فطيمة، حيث نشأ في عائلة فلاحية بسيطة قبل أن تتحسن أحوالها تدريجيا بعد استقرارها ببلدة السمندو لتصبح متوسطة الحال لعمل الأب كفندقي بالبلدة وشرائه لأزيد من 200 هكتار من الأراضي الزراعية. نشأ محمد الصالح يتيم الأم ولم يلتحق بالمدرسة الفرنسية في حين زاول دراسته بالمدرسة القرآنية بمشتة عين اليهودي الواقعة بدوار المجابرية ثم بالمدرسة القرآنية الواقعة ببلدة السمندو أين حفظ القرآن الكريم. اسطبل العائلة كان مقرا لاجتماعات خلية حزب الشعب ترعرع محمد الصالح في أسرة مناضلة كان فيها الأب البشير منتميا لأول خلية لحزب الشعب الجزائري ببلدة السمندو منذ بداية الأربعينات حيث احتضن اسطبله الواقع ببلدة السمندو (زيغود يوسف حاليا) تقريبا كل اجتماعات خلية حزب الشعب الجزائري (PPA) السرية بالبلدية ما بين 1942 و1946بقيادة العربي دماغ العتروس ويوسف زيغود والطيب الثعالبي «سي علال»، ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية (MTLD) إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية. كما احتضن الاسطبل اجتماعات فرع المنظمة الخاصة بقسمة السمندو ما بين 1947 ومارس 1950. ولم يتوقف اسطبل البشير ميهوبي والد محمد الصالح عن نشاطه حيث استقبل معظم المسؤولين السياسيين البارزين في حزب الشعب الجزائري-حركة انتصار الحريات الديمقراطية (PPA-MTLD)وفي جناحه شبه العسكري «المنظمة الخاصة» على غرار أحمد مزغنة والعربي دماغ العتروس وعبد الله فيلالي والبشير شيحاني ومحمد بوضياف ومراد ديدوش ومحمد العربي بن مهيدي ومحمد مشاطي وأحمد بن بلة ورمضان بن عبد المالك وابراهيم شرقي ولخضر بن طوبال وعمار بن عودة وباجي مختار ومحمد قديد وغيرهم، قبل أن يحتضن الاجتماعات التحضيرية للثورة في الشمال القسنطيني بقيادة مراد ديدوش. مناضل في سن الطفولة كان محمد الصالح ميهوبي عضوا في أول خلية لحزب الشعب بالبلدة نظرا للدور النضالي الكبير لأبيه البشير واحتضان الاسطبل لنشاطات الحزب وعمره لم يتجاوز 14 سنة وهذا ما أهله ليصبح أحد أعمدة النضال السياسي والثوري بقسمة السمندو في السنوات اللاحقة. وكان لانتمائه لفوج الإصلاح للكشافة الإسلامية بالبلدة دورا هاما في تكوينه النضالي. ترأس خلية المنظمة الخاصة في السمندو في عمر ال 18 إذا كان الأب البشير -الذي وضع رهن الاعتقال الاداري بعد مجازر 8 ماي 1945قبل اطلاق سراحه-قد انتخب ضمن قائمة الحزب الفائزة بقيادة عيسى بوضرسة المدعو سي عمار وبرفقة زيغود يوسف في الانتخابات البلدية (19و26أكتوبر 1947)، فإن الابن محمد الصالح أصبح عضوا لهيئة أركان قيادة المنظمة الخاصة (OS) فرع السمندو تحت القيادة العامة ليوسف زيغود. فقد ترأس خلية المنظمة ببلدة السمندو وعمره 18 سنة والتي تكونت من عبد الرشيد مصباح ومحمد حرواق المدعو يوسف بن جدو. بعد اكتشاف المنظمة الخاصة وتوقيف مسؤول فرعها بالسمندو يوسف زيغود عشية 21مارس 1950، نجا محمد الصالح وخليته من الاكتشاف والتوقيف مع خلايا أخرى تشكلت منها المنظمة شبه العسكرية رغم تعرض يوسف زيغود لشهر من التعذيب بمقر شرطة الاستعلامات العامة بقسنطينة. على رأس لجنة إعانة ضحايا القمع وتنسيق النضال السري بعد قرار الحزب حل المنظمة الخاصة، أدمج محمد الصالح ميهوبي في الجناح السياسي للحزب ليصبح أحد أبرز قادته في قسمة السمندو، حيث تكفل بإيواء وتمويل المناضلين الملاحقين أمنيا وعددهم 12 بينهم قرين بلقاسم من الأوراس ومناضلين من سيدي علي بوناب والبقية من دواري الصوادق والخرفان، وأصبح مسؤولا للجنة إعانة ضحايا القمع (CSVR)ببلدته. كان محمد الصالح ميهوبي ينسق تحركاته مع يوسف زيغود الذي فر من سجن عنابة ولجأ إلى الأوراس قبل عودته إلى الشمال القسنطيني واستقراره ببلدة القرارم عند المناضلين عمار قوقة والطيب بوسمينة. كان يلتقي به بالقرارم وأحيانا بمدينة ميلة كما الحال يوم 3 مارس 1952 حيث أوقفته الشرطة الاستعمارية لساعات وبحوزته مناشير وبيانات الحزب لتحضير الذكرى السابعة لمجازر 8 ماي 1945. كما كان يلتقي بيوسف زيغود أيضا بإسطبل الوالد البشير بالسمندو حيث يأتي زيغود متنكرا ليقضي ليلته بالإسطبل برفقة أيضا بولعراس جربوع مسؤول قسمة الحزب ببلدية السمندو وأحيانا مرفوقا بعمار بن عودة وعمار قوقة. وبعد إلقاء القبض على محمد الصالح ميهوبي وهو بصدد جمع التبرعات لفائدة المناضلين الملاحقين أمنيا وأيضا توزيعه مناشير الحزب، حكمت عليه محكمة السمندو في جلستها بتاريخ 2أفريل1952 بغرامة مالية قدرت ب 3000 فرنك فرنسي، وأنجزت له شرطة الاستعلامات العامة (PRG) أول بطاقة استعلاماتية بتاريخ 12 أفريل1952 نجد فيها خصوصا المكانة البارزة له في قسمة الحزب وأيضا تأثيره الكبير في أوساط الشبان الوطنيين بالمنطقة. أصبح محمد الصالح ميهوبي متابعا بشكل مباشر من الأجهزة الاستعمارية وهذا ما سبب له مشاكل متواصلة وضغوطا متزايدة على والده عضو المجلس البلدي عن حركة انتصار الحريات الديمقراطية، حيث رفعت فرقة جندرمة البلدية قضية ضده. ونظرا لتكرار التوقيف التعسفي والاعتداءات الجسدية من قبل الجندرمة الاستعمارية ببلدية السمندو، فقد قام محمد الصالح ميهوبي بضرب قائد الجندرمة ومساعده عند محاولتهما اعتقاله بإسطبل والده في سبتمبر 1952 وتمكن من الافلات والفرار إلى دواره الأصلي «المجابرية» قبل أن تستدرجه مناورة ڤايد البلدة لتلقي عليه الجندرمة القبض وتعتدي عليه جسديا وتسجنه بتهمة التمرد والعصيان. وقد حازت هذه القضية على تغطية الجرائد منها جريدة الجزائر الجمهورية (Alger républicain)في طبعتها الصادرة يوم 21-22 سبتمبر 1952حيث تحدثت عن التوقيف التعسفي والتعدي الجسدي على محمد الصالح ابن المستشار البلدي البشير ميهوبي وسردت حيثيات الصراع اليومي بين المناضل الشاب والجندرمة الاستعمارية ببلدته السمندو. بعد قضائه لعدة أسابيع في سجن السمندو ثم بسجن قسنطينة، أفرجت المحكمة عليه بعدما حكمت عليه بخمس سنوات سجن غير نافذة وغرامة مالية وهذا بعد تدخل أعضاء المجلس البلدي بالسمندو ودفع مبلغ مالي كبير للمحامي. بين عضوية مكتب قسمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية بالسمندو والنضال السري بعد هزيمة قائمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية في الانتخابات البلدية في26 أفريل و3 ماي1953أصبح محمد الصالح ميهوبي عضوا في مكتب قسمة الحزب ليجمع بين النضال السياسي العلني والنضال السري، وذلك بالتنقل إلى مشاتي الدواوير الشرقية للسمندو خصوصا الشعبة الحمراء والطرحة للتنسيق مع يوسف زيغود والمناضلين الملاحقين أمنيا والتكفل بهم. وقد تزامن هذا مع عودة يوسف زيغود من القرارم إلى المنطقة سريا، وهي الوضعية التي دامت إلى غاية بداية تحضيرات الثورة المسلحة. على رأس الفوج الذي هاجم دار الجندرمة بالسمندو يوم 1 نوفمبر 1954 خلال أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية اتخذ محمد الصالح ميهوبي موقفا محايدا كبقية أعضاء مكتب قسمة الحزب بالسمندو، وانضم برفقة يوسف زيغود وقدماء المنظمة الخاصة إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل (CRUA)بعد إنشائها في مارس 1954 ليصبح النائب الأول ليوسف زيغود، حيث عمل برفقته على عقد عدة اجتماعات تحضيرية وتنسيقية خصوصا مع محمد مشاطي. وبعد التحاق مراد ديدوش بالمنطقة وتعيينه على رأس قيادة الشمال القسنطيني أصبح أحد مقربيه من خلال نيابته لقائد ناحية السمندو يوسف زيغود واحتضان اسطبل والده الواقع بالبلدة لأغلب اجتماعات قيادة الشمال القسنطيني ومشاركته فيها، وتحضير الأفواج الأولى لتفجير الثورة. شارك محمد الصالح ميهوبي في كل الاجتماعات القيادية بما في ذلك الاجتماع الأخير (26-28 أكتوبر 1954) الذي ترأسه مراد ديدوش في اسطبل والده ببلدة السمندوثم في منزل ساعد زيغود وهذا لتحديد أهداف الهجمات وتوقيتها في السمندووالحروش والقرارم والميلية وعنابة وسوق اهراس. في الهجوم الذي قاده مراد ديدوش ويوسف زيغود على بلدة السمندو صبيحة أول نوفمبر 1954، كان محمد الصالح ميهوبي على رأس الفوج الذي استهدف دار الجندرمة بالبلدة حيث أطلق أول رصاصة معلنة اندلاع الثورة في الشمال القسنطيني. قائد واحدة من المجموعات الست لجيش التحرير بالناحية الوسطى وبصفته نائب يوسف زيغود في قيادة ناحية السمندو، كان واحد من المشاركين في الاجتماع القيادي الذي أشرف عليه مراد ديدوش بدار السعيد شوقي المدعو بولحفاني بمشتة المغزية بدوار الصوادق يوم 2 نوفمبر 1954، حيث برمجت فيه هجمات ثانية كان فيها محمد الصالح ميهوبي إلى جانب يوسف زيغود في عمليتي تفجير خط السكة الحديدية والجسر الواقع بالمنطقة المعروفة بالجسرين (Les Deux Ponts) ليلة 5-6 نوفمبر ثم ليلة 8-9 نوفمبر 1954. وفي منتصف نوفمبر 1954 خلال اجتماع التوميات الذي ترأسه القائد ديدوش مراد والذي تم فيه توحيد نظام ناحيتي السمندو والحروش تحت القيادة العسكرية ليوسف زيغود، عيّن محمد الصالح على رأس واحدة من المجموعات الست التي شكلت النواة الأساسية لجيش التحرير الوطني بالمنطقة الوسطى بالشمال القسنطيني المعروفة لدى الأجهزة الاستعمارية بقيادة السمندو، حيث عملت مجموعته -التي نجد فيها خصوصا يوسف بن جدو وعلاوة بوضرسة وابراهيم ريكوح وعمار قديد- على نشر الثورة في الناحية الغربية للسمندو وصولا إلى دواوير بني والبان وعياطة وأولاد براهم وسيدي قنبر وبني توفوت وأولاد عطية. كان محمد الصالح ميهوبي رجل المهمات الصعبة حيث أسندت له عمليات في قلب السمندو نفسها عندما استهدف شانبيط دوار الصوادق قرب محطة قطار البلدة عشية يوم 18 نوفمبر 1954 مما جعل السلطات الاستعمارية تطالب برأسه وتوقف أبيه العجوز البشير وتخرب محتويات بيته وتضعه على رأس قائمة المطلوبين. نائب يوسف زيغود في قيادة الناحية الوسطى للشمال القسنطيني بعد نجاح جيش التحرير الوطني في نشر الثورة في عدد من الدواوير الغربية والشرقية والشمالية ونجاح ديدوش مراد ومحمد قديد مسؤول ناحية الحروش في بناء نظام الثورة في عدة مدن بينها قسنطينة ووادي زناتي وسكيكدة، جاءت معركة بوكركر التي استشهد فيها مراد ديدوش في 18 فيفري 1955بمشتة قراوة– دوار الصوادق. إذا لم يكن محمد الصالح ميهوبي في المعركة، فهو الذي أشرف على قيادة عملية انتقامية بتخريب خط السكة الحديدية وقطع أعمدة الهاتف بين بلدة السمندو وعين بوزيان في 27 جانفي1955، وتنفيذ حكم الثورة والانتقام من بعض أعضاء عائلة العميل الذي كان وراء استشهاد ديدوش وإخوانه بمشتة تفاحة بدوار الصوادق في 29 ماي1955. نتج عن استشهاد القائد مراد ديدوش «سي عبد القادر» توقف مؤقت للعمليات العسكرية لفسح المجال أمام إعادة هيكلة جيش التحرير الوطني بالمنطقة الوسطى ونشر الثورة في نواحي مختلفة، وهنا استمر محمد الصالح ميهوبي في قيادة الناحية الغربية للسمندو بصفته نائب ليوسف زيغود على المنطقة الوسطى، حيث تمكن برفقته وعمر ريكوح وعلاوة بوضرسة وآخرين من هيكلة نظام الثورة في المناطق الممتدة من عزابة إلى غاية أولاد عطية غرب القل. أحد القادة التاريخيين لهجمات 20 أوت 1955 أفلت محمد الصالح ميهوبي خلال تحضيرات هجمات 20 أوت 1955 من عملية مباغتة ودقيقة للقوات الخاصة الفرنسية مدعومة بجندرمة السمندو وهذا في يوم 30 جوان 1955 بمركز الثورة عند عائلة بن سديرة الكائن بمشتة سيدي لخضر قرب البلدة، حيث تمكن بأعجوبة برفقة مجاهدين هما عمار قديد وبلقاسم بلوصيف من الخروج من المنزل الذي طوقته السلطات الاستعمارية في الساعة الثالثة صباحا. كان لقيادة المنطقة الوسطى الممثلة في يوسف زيغود ونائبيه محمد الصالح ميهوبي وبولعراس بوشريحة دورا حاسما في تخطيط وإعداد وتنفيذ هجمات 20 أوت 1955، بل وشارك فيها ميدانيا بقيادة الهجوم الناجح على سوق السبت بدوار بني والبان محققا كل الأهداف المسطرة. قاد محمد الصالح ميهوبي بعد هذه الفترة عدة هجمات ضد مزارع المعمرين وخطوط السكة الحديدية والقطارات والدوريات الأمنية. وبعد تعيينه في نوفمبر1955على رأس العمليات العسكرية لناحية السمندو وقيادته لمجموعات الكوماندوس في جيش التحرير الوطني بالناحية الوسطى للشمال القسنطيني، أشرف محمد الصالح ميهوبي على تنفيذ عدة هجمات ضد المقرات العسكرية المنتشرة في ناحيته في أولاد احبابة والسمندو وعين بوزيان وبني والبان وأم الطوب وبني حميدان والحامة، وقاد بنفسه الهجوم الواسع ضد المقرات الأمنية والعسكرية في بلدة السمندو في سهرة 18 فيفري 1956 والتي قتل فيها القبطان بيوب(Capitaine Buob) وجرح السارجان رومانسكو(Sergent Romanatxo)والهجمات الكثيفة التي استهدفت البنية الاستيطانية بحوض السمندو وناحية بيزو (ديدوش مراد حاليا) حيث غنمت مجموعاته عدد كبير من رؤوس الماشية وتدمير مزارع المستوطنين وحرق آلياتهم. وتشهد مزارع بثيثان(Petetin)وبيوب(Buob)وفردينانون(Ferdinand)ورومناكسو(Romanatxo)ولوجا (Legeas) وباري (Paret)وطنوجي(Tenoudji)وليينار(Liénard) على النشاط العسكري المتواصل للقائد ميهوبي محمد الصالح في تدمير أهداف المستوطنين. وقاد عمليات كثيرة استهدفت تخريب عدة جسور على الطريق الوطني الرابط بين سكيكدةوقسنطينة في المنطقة الواقعة بين بلدات بيزو (ديدوش مراد حاليا) والسمندو وأيضا قطع أعمدة الهاتف وتحطيم السكة الحديدية عدة مرات على امتداد الطريق ما بين بلدة الحامة وبلدة السمندو. قائد مجموعات كوموندوس و أحد المرشحين لخلافة يوسف زيغود لم تقتصر الهجمات التي قادها محمد الصالح ميهوبي على ناحية السمندو بل وصلت في ماي 1956 لتضرب مراكز العدو العسكرية في سيدي مزغيش وبني هارون والأربعاء أم الطوب، ليسجل أهم عملية عسكرية ناجحة ضد القوات الاستعمارية في مشتة بورزام شمال غرب سيدي مزغيش وبحضور القائد يوسف زيغود ومعظم القادة وذلك صبيحة يوم 12 ماي 1956 حيث تم قتل 13عسكريا فرنسيا بينهم القبطان قائد الوحدة الذي سقط برشاش محمد الصالح ميهوبي وإصابة 5 بجروح خطيرة وأسر عسكري وغنم 20 قطعة سلاح. تدل الوثائق التي استولت عليها القوات الاستعمارية عند استشهاد القائد يوسف زيغود وكاتبه بوجمعة لمباردي بمنطقة الحمري شمال غرب سيدي مزغيش في 23 سبتمبر 1956 على مكانة محمد الصالح ميهوبي في الهيكل التنظيمي لجيش التحرير الوطني في المنطقة الوسطى بالشمال القسنطيني، حيث ورد اسمه ضمن قائمة أهم المسؤولين العسكريين. وتتأكد هذه الأهمية في البلاغات الاستخباراتية التي وضعته كأحد المرشحين المحتملين لخلافة يوسف زيغود. استشهاد بطولي في الدفاع عن مقر قيادة الولاية الثانية كان محمد الصالح ميهوبي متواجدا برفقة أمانة القيادة في مقر قيادة الشمال القسنطيني ببرقون الواقعة بين دوار بني والبان ودوار الدنايرة خلال مغادرة يوسف زيغود وبعض القادة لحضور مؤتمر 20 أوت 1956المعروف بمؤتمر الصومام، حيث بلغه هناك نبأ استشهاد يوسف زيغود، مما جعله يقوم بعمل تحسيسي كبير منعا لانهيار المعنويات، وشارك في الاجتماعات التحضيرية لتطبيق الهيكلة التي جاء بها مؤتمر 20 أوت 1956، غير أنه لم يحضر نهايتها بعدما حاصرت القوات الاستعمارية قائد الولاية الجديد لخضر بن طوبال ومعه أمانة الولاية والطاقم الطبي وهذا ببرقون، حيث استبسل محمد الصالح في الدفاع عن قيادة الولاية وفك الحصار عنها، غير أنه أصيب برصاصتين في بطنه عندما كان بصدد نزع سلاح عسكريين فرنسيين أسقطهما أرضا وهذا بمشتة تاغوزة الواقعة ببلاد الدنايرة بالقرب من مقر الولاية ببرقون، وهذا في عملية خاصة للقوات الاستعمارية في يوم 8 ديسمبر 1956، ليرتقي شهيدا برفقة 32 مجاهدا، ورغم إصابته فقد تمكن من الانسحاب إلى البلوطة الحلوة بدوار بني صبيح أين فارق الحياة حيث دفنه رفاقه في الجهاد. كان لاستشهاد محمد الصالح ميهوبي وقعا معنويا قويا على إخوانه المجاهدين، وبقيت السلطات الاستعمارية تسمي الفصائل التي نشطت تحت قيادته بمجموعات ميهوبي، وبقي قادة فصائله ولفترة طويلة يوقعون العمليات التي ينفذونها باسمه كما جرى عند تخريب برج لاصاص(SAS) بعين دالية قرب السمندو في يوم 5 نوفمبر 1957، وهو ما يدل على الفراغ الكبير الذي تركه والاحترام الذي يكنه له إخوانه في جيش التحرير الوطني. الباحث والأستاذ في التاريخ بجامعة الأمير