مختصون يتدارسون أهمية تطبيقات التكوين في مجال علم المكتبات تم خلال اليومين الماضيين عرض تجارب ونماذج وطنية و أجنبية لتطبيق مفاهيم وبرامج الجودة الشاملة في التكوين الجامعي في تخصص علم المكتبات وسبل الاستفادة منها،وذلك ضمن أشغال ملتقى وطني حول تطبيقات الجودة في التكوين والبحث في علوم المكتبات الذي احتضنته جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة. الملتقى من تنظيم مخبر الدراسات والبحث حول التوثيق العلمي والتكنولوجي (LERIST)، وعرف مشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين المختصين في علم المكتبات بالجزائر من مختلف جامعات الوطن. وتمحورت أغلب المداخلات حول إيجاد آليات للاستفادة والاستثمار من تطبيقات وبرامج إدارة الجودة الشاملة في التكوين البيداغوجي في مجال علم المكتبات في مختلف المعاهد والأقسام في الجزائر، من خلال البرامج البيداغوجية والمقاييس المقدمة في التخصص، بالإضافة لكيفية إيجاد استراتيجيات لتطبيق الجودة في مؤسسات المعلومات، ومنها أخصائي المعلومات أو المكتبي العامل داخل المكتبات الجامعية أو المدرسية وحتى المتخصصة. وتم تقسيم الأشغال إلى أربعة محاور رئيسية ضمت مجموعة من مداخلات الدكاترة والأساتذة الباحثين، الأول كان مدخلا عاما حول الجودة والتكوين في علم المكتبات والمعلومات في الجزائر، أما المحور الثاني فتمحور حول أخصائي المعلومات والمهنة المكتبية وعلاقته بالبرامج التدريبية والتكوينية الموجهة له، وتناول المحور الثالث جودة الخدمات في المكتبات ومؤسسات المعلومات في الجزائر، كما تم تناول تجارب ونماذج عالمية وإقليمية . واعتبر مسؤول الملتقى الدكتور بوعافية السعيد وهو أستاذ محاضر «أ» بجامعة محمد خيضر ببسكرة وعضو دائم بمخبر البحث والدراسات حول التوثيق العلمي والتكنولوجي، في حديثه للنصر أن المشاركة كانت كبيرة وغير متوقعة ، وأرجع ذلك لأهمية الموضوع في الساحة الاكاديمية و المهنية، كما أكد أنه تلقى أكثر من 80 ملخصا حول الموضوع من مصر وتونس وليبيا، مشيرا أن المهم في الفترة الحالية هو الرفع من مستوى التكوين البيداغوجي، والبحث العلمي، سواء من خلال مذكرات التخرج الخاصة بالماستر أو الدكتوراه. وقال الأستاذ محمد بوقاسم وهو باحث سنة ثالثة دكتوراه علم المكتبات والتوثيق بجامعة الجزائر 2، أنه ينبغي تكثيف وزيادة الحجم الساعي للوحدات المتعلقة بالبيئة الرقمية حتى يكون للطالب والمكتبي في حال توظيفه بعد التخرج الرصيد المعرفي الكافي، لكن في المقابل ينبغي توفير الإمكانيات المادية والتجهيزات اللازمة لتطبيق هذه المعارف، كما اعتبر التكوين المستمر من أبرز العوامل التي تساهم في تحسين خدمات المكتبات والمعلومات.