الإعدام لشاب قتل طليق شقيقته و أحرق جثته أدانت في ساعة متأخرة من، مساء أول أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة المتهم (ب م ي) البالغ من العمر 26 سنة بعقوبة الإعدام عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثة وتوقيع أعمال وحشية عليها. كما أدانت المحكمة متهما آخر بثلاث سنوات حبسا نافذا عن تهمة عدم الإبلاغ عن الجريمة ويتعلق الأمر بالمدعو (ب ع) 35 سنة، فيما برأت ساحة والد المتهم الرئيسي بقتل زوج شقيقته السابق على خلفية اختطاف الضحية لزوجته السابقة و اغتصابها. جريمة القتل الشنيعة التي راح ضحيتها المدعو (م د) وقعت ليلة السادس عشر جوان من سنة 2015، حيث تم اكتشاف أمر الجريمة بعد تبليغ حارسي ورشة بناء بالقرب من الملحقة الجامعية ببريكة عن احتراق مركبة عن آخرها إثر مشاهدتهما في حدود الثالثة بعد منتصف الليل لهيبا متصاعدا ليس ببعيد عن الورشة التي يحرسان بها، فقد تبين بعد تدخل عناصر الحماية المدنية وإخمادهم للحريق وجود جثة متفحمة بالصندوق الخلفي للسيارة وقد شد انتباه رجال الحماية المدنية والمحققين التفاف كلاب ضالة حول مكان تواجد الجثة. مصالح الأمن و بعد فتحها للتحقيق حول ملابسات الجريمة، سرعان ما حددت هوية صاحب السيارة من خلال لوحة الترقيم التي لم تطمسها النيران، حيث تبين أن ملكيتها تعود للمدعو (د ع)، في حين أن الجثة التي تم إخضاعها لتحليل الحمض النووي والتشريح الطبي تبين أنها جثة ابن مالك السيارة، وبسماع والد الضحية، أفاد بأن ابنه خرج من المنزل ليلة الجريمة بسيارته نوع رونو سينيك دون أن يعود، وفي صباح اليوم الموالي قال بأنه يفترض أن يتوجه ابنه لمحكمة بريكة للفصل في قضيته مع طليقته، وأضاف بأنه قد بلغه أمر العثور على سيارة محترقة حينها شعر بأن مكروها أصاب ابنه قبل أن يتم التأكد من السيارة التي احترقت تعود له، وأن ابنه عُثر عليه جثة محترقة في الصندوق الخلفي. والد الضحية وجه أصابع الاتهام لعائلة طليقة ابنه، حيث صرح بأن ابنه وقبل أن يذهب ضحية جريمة قتل، كان على خلاف معهم وسبق وأن هدده أفراد عائلتها بالقتل، وجاء في تصريحاته بأنه يتذكر أن والد طليقة ابنه كان قد سمع منه تهديدات في اتصال هاتفي قبل يوم المحاكمة بالقول له «ابنك راح لباتنة لبنتي، اليوم نمصلك دمو ونسمعك أخبارو»، وأضاف بأن ابنه سبق وأن أخبره بتلقيه لتهديدات من شقيق طليقته المتهم الرئيسي في القضية. وصرحت والدة الضحية من جهتها بأن ابنها كان على خلاف مع عائلة طليقته التي تزوج بها سنة 2012 قبل أن يطلقها ، وكشفت عن إعادته لها في سرية واعترفت بأنه كانت على علم بمعاشرته لها حتى حملت منه قبل إسقاطها لحملها ، وعندها بدأت الخلافات بينه وعائلتها، وقالت بأن ابنها كان ينوي إتمام إجراءات الزواج مجددا ووضع حد للخلافات مع عائلتها خاصة بعد تعرضه للتهديد بالقتل. مصالح الأمن سرعان ما توصلت إلى الفاعل مرتكب الجريمة الذي دارت شكوك عائلة الضحية حوله، ويتعلق الأمر بشقيق طليقته المدعو (ب م ي) الذي نفى في بداية التحقيق علاقته بالجريمة قبل أن يعترف بها، وبينت التحقيقات أن المتهم استدرج الضحية من أجل الانتقام إلى مكان معزول بعد أن طلب مقابلته للحوار من أجل التوصل إلى حل لشقيقته، وكان المتهم قد رفض لقاء الضحية بمحله ونجح في استدراجه بالقرب من الملحقة الجامعية، وقد كان برفقته صديقه المدعو (ب ع)، وأثبتت التحقيقات أن المتهم استعمل سلاحا ناريا تم العثور عليه فيما بعد، والذي وجه به طلقة نارية في منطقة القفا بالجهة الخلفية من رأس الضحية برصاصة اخترقت جبهته، وقد عمد إلى حرق السيارة والجثة لطمس الجريمة، وهو ما اعترف به، حيث أكد بأنه اشترى دلوين من البنزين من محطة وقود قريبة. وأثبت تشريح الجثة أن الضحية توفي بسبب الرصاصة قبل تفحم جثته التي احترقت النيران أعضاء داخلية من جسمه، وكانت شقيقة المتهم ( د أ) قد صرحت بأنها كانت مخطوبة للضحية لكن تم فسخ خطبتها وبعدها قام الضحية باختطافها واغتصابها ثم عقدا القران خلال العام 2012 قبل أن يفسخا زواجهما، وقالت بأنه ظل يتحرش بها وقد عاود اختطافها سنة 2014 واغتصبها إلى أن حملت منه بطريقة غير شرعية، وتم إسقاط حملها قبل تحريرها من طرف مصالح الأمن، وأضافت بأن صلحا أقيم بين عائلتها وعائلته ورغم ذلك كان شقيقها المتهم يتشاجر معه. وكان المتهم الثاني بعدم التبليغ عن الجريمة قد أنكر في البداية علمه بالجريمة قبل أن يتراجع ويصرح بأنه توسط لإجراء لقاء صلح بين المتهم والضحية، وقال بأنه تفاجأ وهو يشاهد صديقه المتهم يُشهر سلاحا ويفتح النار على غريمه، عند انتهاء الحوار بينهما برفض الضحية الزواج من شقيقته، وأكد بأن المتهم وجه نحوه السلاح وهدده بعبارة « بلع فمك، أحفظ الميم تحفظك» قبل أن يأخذ مفاتيح السيارة من جيب الضحية ويحمل الجثة ويضعها في الصندوق الخلفي للسيارة وهو يصرخ «اللي يدور بيا نقتلو» وانطلق بالسيارة لوحده بينما عاد هو وحده إلى البيت.و أضاف المتهم الثاني في تصريحاته بأن القاتل اتصل به ليلا وقال له بأن الجريمة صافية متوعدا من يبلغ عنه ، واتصل به مجددا في حدود الساعة الثالثة صباحا طالبا منه إحضار البنزين من أجل حرق الجثة لكنه رفض، وكان قد التقى بصديقه مرتكب الجريمة في صباح اليوم الموالي وقال له «راك ربحت غير العيب». ياسين/ع