دعوة إلى محاربة فتاوى الفتنة والتعصب أجمع كل الأساتذة المتدخلين في أشغال الملتقى الوطني حول الفتوى والمواطنة بجيجل أن الشيخ أحمد حماني قد كرس حياته لإرساء ثقافة الاعتدال و الوسطية ومبدأ المصلحة العامة في فتاويه مؤكدين أن الرجل حارب الاجتهاد من طرف غير المؤهلين لذلك. وقال هؤلاء الأساتذة الذين رافقوا المرحوم أن الشيخ أحمد حماني كان واحدا من أبرز رجال الدين في البلاد وأقدرهم على صيانة الخطاب الديني والفهم والتبصر بأحوال الجزائريين إبان ثورة التحرير وبعد الاستقلال،حيث كان ذو مرجعية وطنية ودينية بما يضمن تحقيق المصلحة العامة في ضبط الفتوى وتقديم الحلول بل كان له الفضل في وضع ضوابط وقواعد تراعي حال الواقع الجزائري وخادم الفقه المالكي دون تعصب. ومن أشهر مواقف الشيخ أحمد حماني – حسب ما تم التطرق إليه في أشغال هذا الملتقى الوطني الذي أشرف على أشغاله وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله – رفضه فتوى تجيز إيداع الأموال في صندوق التوفير، باعتبار أنه '' بنك ربوي'' وكذلك فتواه الشهيرة بتحريمه المشاركة في لعب الرهان الرياضي الجزائري، وذلك في مقابل إصداره فتوى بإجازة إفطار عمال مركب الحجار للحديد والصلب في رمضان، على أن يصوموا عدته فيما بعد، '' بنص الآية''.كما أن من مواقفه الثابتة حسب الذين واكبوا فترة عمله، تحريمه الفتوى على كل الذي لا يعلم حكم المسألة أصلا ولا يستطيع استنباط حكما وفق الأصول الشرعية، كما أنه كان ضد الفتاوى التي '' تؤدي إلى مآلات غير محمودة''. وكان الشيخ أحمد حماني يدعو إلى تأسيس الفتوى على منهج صحيح مبني على الكتاب والسنة وأن الفتوى والمواطنة في فكره ''كانت – حسب ما دار في مداخلات المشاركين في الملتقى - تطبعها معالم واضحة وضوابط فقهية أصولية مضادة لبعض الفتاوى التي تؤسس للفتنة وتدعوا إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام والقول بالتكفير بالمعصية واستباحة دم الجزائريين.المحاضرون في الملتقى من أئمة ورجال الدين والطلبة، طالبوا باعتماد منهج الشيخ أحمد حماني عند إصدار أي فتوى، إلا بالنسبة لمن بلغ درجة الاجتهاد في الشريعة ومن توفرت فيه الإحاطة بعلوم الكتاب والسنة، كما دعوا إلى محاربة فتاوى الفتنة والتعصب الذميم باعتماد الوسطية والاعتدال.