أشرف، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله على افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول الشيخ الراحل أحمد حماني بجيجل الذي يختتم اليوم. المناسبة التي تزامنت وإحياء الذكرى ال49 لعيدي الاستقلال والشباب، وهي الفرصة التي دعا من خلالها غلام الله إلى توحيد المرجعية الدينية والتركيز على وحدة الوطن من خلال الفتاوى، لأنها كفيلة بضبط أمن واستقرار البلاد. عرف الملتقى مشاركة نوعية لعديد الأساتذة والشيوخ، الذين حضروا بقوة لمناقشة موضوع »الفتوى والمواطنة في فكر أحمد حماني«، يتقدمهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله مع تسجيل غياب تام لأفراد عائلة الراحل التي كان من المقرر تكريمهم. هذا الأخير الذي تناول في كلمة ألقاها على مسمع الحضور خصال الشيخ حماني، الذي تميّز بتعدد المواهب وسعة الصدر أضف إلى روح التيسير التي لازمته، خاصة عندما تتبع المنهج المالكي مبتعدا عن الغلو التطرف، ووضح غلام الله أهمية شيوخ الأمس، ومنهم حماني رحمه الله، الذي خدم الأمة الإسلامية دون إهمال مساهمته في توحيد الشعب الجزائري بحنكته وآرائه النيرة التي يرددها كل من عرفه عن قرب. ودعا غلام الله إلى التحلي بصفات المفتي الوسطي والابتعاد عن الغلو والتطرف، والتدقيق في مسيرة وفكر أعلام الجزائر في الإفتاء ولعل أبرزهم ابن جيجل، الراحل أحمد حماني، ليختم الوزير كلمته بالرجوع إلى ضرورة خدمة المصلحة العامة التي تقتضيها الأمة وهي استقرار الوطن وأمنه. وقدم غلام الله شهادات تكريمية لمن استفادوا من »القروض الحسنة«، التي قدمتها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية من صندوق الزكاة الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية، لصالح 10 مستفيدين والتي ستمكنهم من مزاولة نشاطات تجارية، تنوعت بين الصيد وفتح محلات إعلام آلي وغيرها. على صعيد متصل دعت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل، إلى إعادة طبع أعمال الراحل مرة ثانية لتمكين الباحثين من الحصول عيها بسهولة، بالتعاون مع عائلته ونشر كل الدراسات التي لم تنشر بعد لإيصال صوت الشيخ حماني إلى أقطار المغرب العربي، مع التشديد على مواصلة سير هذه القافلة الدينية الثقافية عبر كل ربوع الوطن وخاصة ولايات الجنوب، مع أمل تأسيس ملتقى دولي يعنى بفكر الشيخ أحمد حماني. ومن الأساتذة المشاركين مصطفى باجو والهادي الحسني ومحمد مشنان وبن زعمية محمد وحفيظة بلميهوب ومحفوظ بن صغير، كما ستقدم شهادات عن الشيخ حماني من طرف أصدقائه. للإشارة القافلة العلمية التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية اختارت لها هذه السنة عنوان: »علماء الجزائر والوعي بالوحدة الوطنية والمستقبل« وقد انطلقت رسمياً من تيسمسيلت حول حياة الشيخ عدّة بن غلام الله، ومن المنتظر أن تنتقل في الأشهر القادمة نحو الوادي وبلاد زواوة وتمنراست وغرداية وخنشلة وبلعباس وأدارار وغيرها.