تراجع دور الأولياء من أسباب انتشار ظاهرة "الحرقة" أطلقت في نهاية الأسبوع مصالح ولاية جيجل، قافلة تحسيسية حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية «الحرقة» التي تسببت في مآس كثيرة للعائلات و المجتمع الجزائري، و ستجوب القافلة كافة بلديات الولاية. و أوضح والي جيجل بشير فار ، خلال لقاء جمعه مع الأسرة الإعلامية على هامش انطلاق القافلة التحسيسية، بأن ظاهرة ركوب قوارب الموت، انطلاقا من الولاية غير موجودة ، لكن شرعت مصالحه في عملية استباقية لتحسيس الشباب حول مخاطر الحرقة، خصوصا المصير الذي ينتظر كل من يفكر في استعمال قارب و خوض غمار رحلة الموت ، ما يجعل عائلات الحراقة الشباب يعانون يوميا من لوعة الفراق وحنين اللقاء، وهم يتذوقون مرارة انتظار أي خبر عن فلذات أكبادهم. وذكر المسؤول بأن الحملة ستعمل على إبراز مخاطر ظاهرة الهجرة السرية ، حتى لا تصبح حلما للشباب، فضلا عن دعوة هؤلاء الشباب إلى المحاولة والنجاح في الجزائر والتحلي بالروح الوطنية، و ستتوجه القافلة نحو الشباب عبر مختلف الفضاءات، على غرار المقاهي و الساحات العمومية، و كذا المؤسسات الشبانية بتنظيم حلقات حوار. و أكد مسؤول الولاية، بأن مصالح الدولة تسعى جاهدة لتوفير و خلق مناصب العمل للشباب و دعمهم عبر صناديق مخصصة لهم، مضيفا بأن المطلوب من الشباب تجسيد أفكارهم، لأن نجاحهم يعني نجاح الدولة الجزائرية. و قال مجموعة من الشباب للنصر، بأنه رغم الظروف التي يعانون منها، على غرار صعوبة المعيشة، إلا أن فكرة الحرقة غير مرغوب فيها، و يجب على الشباب أن يؤمنوا بفكرة النجاح، موضحين بأن جل المغامرين لا يحملون معهم سوى أحلام وردية بالعيش الكريم على الضفة الأخرى، منهم من يصل إلى هناك، ليبدأ رحلة جديدة للبحث عن وثائق وعمل، ومنهم من يكونون ضيوفا ثقلاء في مراكز الشرطة و السجون، ويعاد ترحيلهم إلى بلدهم، أو الغرق و انضمامهم إلى قائمة المفقودين، و أضافوا بأن النتيجة واحدة و هي الشقاء، في حين تظل عائلاتهم تعاني لوعة الفراق و الانتظار . كما أجمع المتحدثون بأن انتشار ظاهرة «الحراقة» تعود إلى أسباب اجتماعية بالدرجة الأولى، بسبب تراجع سلطة الوالدين داخل العائلة ، عكس السنوات الماضية، أين كان رب العائلة الآمر و الناهي. و ثمنوا المبادرة التي قامت بها مصالح الولاية للتحسيس بمخاطر ظاهرة الحرقة. و ستبقى أبواب الحملة التحسيسية مفتوحة عبر مختلف الفضاءات و المؤسسات، حيث سيتم توزيع مطويات و أقراص مضغوطة حول مخاطر الحرقة، و كذا تقديم محاضرات و تنظيم معارض حول فرص العمل المتاحة.