فجر اتحاد بلخير مفاجأة مدوية و حقق انجازا تاريخيا بتأهله إلى الدور ثمن النهائي على حساب أولمبي المدية، في مباراة ستبقى راسخة في ذاكرة أبناء زيمو، على اعتبار أنها كانت بمثابة البوابة التي خرجوا عبرها من دائرة الظل إلى الأضواء. الانجاز فجر فرحة هستيرية في أوساط لاعبي و أنصار الاتحاد، لأن التأهل لم يكن منتظرا كون المنافس أولمبي المدية ينشط في الرابطة المحترفة الأولى، لكن سلاح الإرادة مكن تشكيلة بلخير من الوقوف الند للند، بعد مقابلة دراماتيكية كان شوطها الأول لصالح الضيوف، غير أن براعة الحارس حبشي أحبطت المحاولات الثلاث التي قام بها كل من بعوش باهي و عبد الحفيظ. معالم تألق اتحاد بلخير ارتسمت مع بداية المرحلة الثانية، بكسب عناصره الثقة في النفس و التوجه تدريجيا صوب الهجوم، خاصة عن طريق يوسفي و براهمية مع تهديد مرمى مرسلي في أكثر من مناسبة لكن التكافؤ أبقى التعادل قائما مما اجبر الفريقين على الاحتكام إلى شوطين إضافيين، لم يكونا سوى محطة لشحن بطاريات شبان الاتحاد من الناحية البسيكولوجية. الفصل في مصير التأهل كان بضربات الحظ، لكن السيسبانس كان كبيرا لأن الفعالية كانت حاضرة من الجانبين في الركلات الست الأولى، غير أن تضييع اللاعب بن عمارة من الأولمبي كان كافيا لكتابة صفحة تاريخية لأبناء بلخير، حيث انطلقت الفرحة الهستيرية في ملعب سويداني بوجمعة في أجواء امتزجت فيها الأهازيج بالدموع، لأن بلوغ ثمن النهائي حلم لم يكن يراود أحدا من أسرة الاتحاد، لكن تجسيده على أرض الواقع على حساب منافس من الرابطة المحترفة الأولى جعل الأفراح كبيرة و مهد لانطلاق أعراس كبيرة لبلدية بلخير التي أصبح فريقها الناشط في الجهوي الأول، سفيرها الوحيد في مغامرة الكأس و الأجواء كانت خرافية على مستوى الطريق الرابط بين الملعب و بلدية بلخير على مسافة 3 كيلومتر.