عائلات تسعى للرفع من مستوى أبنائها الدراسي في العطل تراهن الكثير من الأسر الجزائرية منذ سنوات، على استثمار كل عطلة من أجل تدارك كل نقص يتم تسجيله لدى أبنائهم في مجال الدراسة، ما يحرم التلميذ من فرصة الترويح عن النفس خلال فترة وجيزة يعيش فيها ضغطا دراسيا يعتبرها مختصون من حقوق شريحة تحتاج بدرجة كبيرة للراحة الفصلية. دروس خصوصية، دورات في نوادي علمية و تمارين منزلية لا تنتهي، هكذا يمضي اليوم الكثير من التلاميذ مختلف العطل المدرسية، سواء تعلق ذلك بالعطل القصيرة كعطلة نهاية الأسبوع أو بالعطل الطويلة نسبيا ، مثل عطلتي فصل الشتاء و الربيع، فالأمر سيان، إذ لم يعد التلميذ قادرا على التفريق بين أيام الدراسة و أيام الراحة. الظاهرة تشمل تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية و إن كان الأمر بالأمس القريب حكرا على تلاميذ الأقسام النهائية، فإنه بات اليوم عاما، حيث نجد حتى تلاميذ الأقسام الابتدائية يتابعون دروسا تدعيمية في مختلف المواد، ما نجده خلال العطلة الربيعية الحالية ، حيث كثيرا ما نشاهد تلاميذ يتنقلون حاملين محافظهم، و بهذا الخصوص تقول أنس بأنها و بعد أن لاحظت بأن ابنها ضعيف في الرياضيات و الكتابة، قررت تحويله إلى احدى المعلمات بالحي ، من أجل تحسين مستواه قبل عودته إلى الدراسة مجددا. و على الرغم من رفض الكثير من التلاميذ ما يرون أنه ضغط دراسي كبير يحرمهم من حق التمتع بالعطلة من خلال اللعب أو التوجه لتمضيتها لدى أحد الأٌقارب، إلا أن الأولياء و الأمهات على وجه خاص، لا يدخرن جهدا من أجل اقناعهم بكون الأمر فرصة ذهبية للرفع من المستوى و تحصيل نقاط أفضل خلال الفصل القادم.تقربنا من احدى المعلمات التي تفتح بيتها منذ سنوات لتقديم دروس خصوصية لمختلف الأطوار التعليمية، فأكدت بأنها تنتظر العطلة كغيرها من المعلمين من أجل الراحة، غير أنها تضطر للعمل ، نظرا لكثرة الإقبال على الدروس من مختلف الشرائح، مؤكدة في ذات السياق، بأنه و بالإضافة إلى التلاميذ الذين تدرسهم خلال الأيام العادية، تسجل حضور أعداد كثيرة لتلاميذ جدد ، تقول أمهاتهم بأنهم يحتاجون إلى دعم لتحسين مستواهم. و إن كان هذا رأي الأهل و المعلمين، فإن أخصائية علم النفس التربوي شامة بن زيتوني، ترى فيه إجراء خاطئ ، يشكل تعد على حق الطفل في الراحة بعد فصل دراسي كامل، و تقول بأن الطفل يحتاج إلى الراحة من الدراسة و حتى من النتائج السلبية التي تحصل عليها، معتبرة الدروس خلال العطلة ، خطأ يجب التخلي عنه، و أن يتم منح راحة كافية للتلميذ من أجل تجديد نشاطه. و تؤكد الأخصائية بأنه يجب ألا تكون هناك دروس خصوصية أصلا، و إنما مجرد مراجعة للفصل المقبل، على أن يتم تقسيم العطلة إلى قسمين، نصف للمراجعة و نصف للراحة، و يجب أن تكون خلال الأسبوع الأول منها.