المجلس التأسيسي تحصين للبلاد أمام الرهانات الداخلية والتهديدات الخارجية «لدينا يقين بأن رئيس الجمهورية سيستجيب لرسالة حزب العمال» أكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أمس السبت، أن لديها يقينا بأن رئيس الجمهورية سيستجيب للرسالة التي ستوجهها له بعد جمع التوقيعات من أجل إنشاء مجلس تأسيسي وطني، يمكن من خلاله تحصين البلاد أمام الرهانات الداخلية والتهديدات الخارجية، مبرزة أن مهمتها تنتهي عندما تتمكن من تحديد الصرح المؤسساتي والتشريعي وتحديد طبيعة النظام، برلماني أو رئاسي أو شبه رئاسي من طرف الأغلبية ثم تحديد أيضا رزنامة للإنتخابات. وشددت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أمس خلال خطابها الذي قارب ساعتين بالقاعة متعدد الرياضات مديوني بوهران أمام إطارات حزبها للجهة الغربية، على أن الجمعية التأسيسية هي الحل الأمثل حاليا لإنقاذ البلاد من الأزمة الداخلية على جميع المستويات دون إقصاء أي أحد من النقاش، وتؤدي أيضا لتغيير النظام بطريقة سلسة في ظل الأمن والإستقرار الذي تنعم به الجزائر، وبالتالي تسمح للشعب بتقرير مصيره ومصير بلاده بكل سيادة، سواء من خلال دستور جديد أو إدراج تعديلات على الدستور الحالي، مضيفة أنها أيضا ستسمح بتوقيف ما أسمته افتراس المال العام.وأوضحت حنون أن الحملة السياسية التي يقودها حزبها لجمع التوقيعات من أجل الرسالة التي ستوجه لرئيس الجمهورية والتي مفادها المطالبة بجمعية تأسيسية، من أجل الحفاظ على مواقف الجزائر الدبلوماسية أي السياسة الخارجية للبلاد ، مبرزة أن المطالبة بجمعية تأسيسية ترتكز أيضا على تداعيات وطنية ودولية، تستدعي التدخل العاجل وتوحيد الخطاب السياسي لأن تحصين الأمة الجزائرية مسألة حيوية بالنظر لإفرازات النظام الرأسمالي العالمي وكذا أزمة النظام الداخلي في البلاد، حيث قالت أن الإتحاد الأوروبي يمارس ضغوطات إقتصادية على الجزائر. ووصفت حنون الإحتفالية التي جرت أول أمس بمناسبة الربيع الأمازيغي، أنها جاءت هذه السنة بطابع مميز بفضل المكاسب التي أقرها رئيس الجمهورية منذ بداية السنة الجارية خاصة تعميم التدريس بالأمازيغية وتكريس الهوية الوطنية المتكاملة التي وحدت الأمة الجزائرية وحصنتها من كل الأخطار، وهذا ما استنفر الإمبرياليين في العالم للتكالب على الجزائر لتمزيقها تحت ذرائع عرقية أو دينية أو لغوية، وللتصدي لهذه الأخطار يجب حسبها إنشاء كتابة دولة تعنى بترقية الأمازيغية. وقالت الأمينة العامة لحزب العمال، أن تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف المتواصلة ضد الطائفية، تعطي الانطباع بأن الأمر يتعلّق بحرب صليبية جديدة، وهي تستهدف في نهاية المطاف، المذاهب التي تنتمي للدين الإسلامي خاصة المذهب الشيعي، مشيرة في هذا الصدد، أن الجزائر ليست دولة دينية بل ديمقراطية علمانية، وأن دسترة الإسلام دين الدولة تندرج تحت هذا الإطار، مطالبة بالحفاظ على الدين الإسلامي من التلاعبات. كما وجهت إنتقادات أيضا لقانون الصحة الجديد الذي سيطرح اليوم الأحد أمام البرلمان، معتبرة أنه سيؤثر كثيرا على ذوي الدخل الضعيف. ولم تفوت حنون الفرصة للحديث عن وضعية المهاجرين الأفارقة و دعت إلى إيجاد صيغ للتكفل بهم بطرق قانونية وإنسانية بما يعكس صورة الجزائر المشرفة على مدار الأزمنة في تعاملها مع الأفارقة بالنظر لبعدها الإفريقي وعدم التعامل معهم بعدوانية، مذكرة في هذا المجال بالمواقف التي شرفت تاريخ الجزائر في مساندتها ودعمها للشعوب المضطهدة عبر العالم وخاصة في القارة السمراء. وفيما يتعلق بالأوضاع الدولية، إستنكرت الأمينة العامة لحزب العمال التعجيل بالحملة العدوانية على الأنظمة العربية والتي تجسدت في العدوان الثلاثي على سوريا التي تغلبت على الإرهاب وهذا وفق حنون لا يخدم مصالح أمريكا وحلفائها، معرجة على الوضع في اليمن وفلسطين ، و طالبت المتحدثة بضرورة تحرك الجزائر لتجميد عضويتها في الجامعة العربية أو المبادرة بخلق فضاء عربي جديد يجمع الدول العربية المضادة للإمبريالية العالمية، بما أن مقترحات الجزائر لإصلاح الجامعة العربية لم تنجح وسط تعنت العديد من الأنظمة العربية التي وصفتها بالمستسلمة. وعبرت حنون عن مساندة حزبها لمطالب إطلاق سراح الرئيس البرازيلي السابق «لولا دا سيلفا» والذي سيتم بعد غد إعلان التعبئة العالمية من أجل تحقيق هذا المطلب والتضامن الدولي ضد الإنقلاب على إرادة الشعب، مشيرة أن مناضلي حزب العمال سيكونون متواجدين أمام السفارة البرازيلية بالجزائر للتعبير عن تضامنهم. بن ودان خيرة