قرّرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون الترشح رسميا للرئاسيات بعدما قالت إنها خضعت لخيار هيئات الحزب وقواعده، وأكدت أن القرار جاء لقناعة بأنها قادرة على تحمّل مهمة تسيير شؤون البلاد، كما تعهدت بإحداث تغيير جذري في حال وصولها إلى قصر المرادية ستكون أولى خطواته حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات تشريعية مسبقة وتعديل الدستور يمنح للشعب كل السلطات بما في ذلك إسقاط رئيس الجمهورية. أعادت لويزة حنون سيناريو 2004 وأعلنت دخولها المعترك الرئاسي بعد أن نجحت في جمع 980 توقيع من المنتخبين وحوالي 141 ألف توقيع من المواطنين، حيث أرجعت خيارها بالمشاركة إلى أكثر من عامل منها النقاش الذي حصل داخل هيئات الحزب ونتائج حملة التحسيس التي قام بها عبر 48 ولاية وكذلك عملية جمع التوقيعات التي تكون شجّعتها هي الأخرى على اتخاذ هذا القرار. وقد احتاجت حنون إلى ساعة وربع الساعة لشرح مبرّرات ترشحها والمحاور الرئيسة في برنامجها للحملة الانتاخبية أمام المئات من الذين جاؤوا من 48 ولاية واحتشدوا صباح أمس بقاعة الأطلس بباب الوادي هاتفين "لويزة رئيسة"، وقالت إن حزب العمال اختار المشاركة من منطلق الوضع الحالي للبلاد والتداعيات الدولية، معتبرة أن الخلاصة التي تم الوصول إليها تتمثل في أنه "لا يحق لنا المساهمة في تغذية الإحباط واليأس ولا التخلي عن العمال والشباب والمتقاعدين والفلاحين الذين هم في ضيق..". فالترشح وفق منظور لويزة حنون "فرضته عملية جمع التوقيعات التي جعلتني أتأكد بأن الحزب على استعداد اليوم لرفع كل التحديات بما فيها قيادة البلاد وتسيير شؤونها مرتكزا على النضال الطويل"، وقالت إن "الهدف الأول من المشاركة هو تحرير البلاد من التناقضات الصارخة والثنائية في صنع القرار في أعلى هرم السلطة"، كما اعترفت بثقل المسؤولية التي قبلت تحمّلها لأن من وضعوا فيها الثقة بتوقيعاتهم "يتطلعون إلى تغيير جذري في بلادنا لإخراجها كليا من النفق وضمان الحقوق والحريات وإحداث القطيعة مع كل السياسات المسؤولة عن الشرخ الاجتماعي واليأس بالرغم من توفر الوسائل المادية". وتحدثت مرشحة حزب العمال عن تحديات أخرى تواجهها الجزائر كون "أمتنا مستهدفة من قبل مراكز مصالح مافياوية بالداخل تزعجها عودة السلم، وأطراف أجنبية بحاجة إلى نهب ثرواتنا"، ولذلك أفادت أن مشاركتها تأتي لتقديم برنامج "نسعى من خلاله للدفاع عن سيادتنا دون شرط مسبق وسوف نناضل لتثبيت السادة الوطنية كي يجسد الاقتراع منعطفا إيجابيا بالنسبة لأمتنا، وندخل الانتخابات لتكريس القطيعة مع عقدين من المآسي والتضحيات..". وربطت المتحدثة نجاح حزبها في الرئاسيات بمشاركة قوية للمواطنين، حيث خاطبت الجزائريين بأنه ليس أمامهم من وسيلة أخرى غير الاقتراع لمواجهة الأوضاع الداخلية الصعبة وقطع الطريق أمام التحرشات الخارجية، وأوردت أن "ثقتنا في الشعب لطرح البديل" وهو البديل الذي رأت بأن حزبها يملك بما فيه الكفاية لإثبات صحته لأنه رفض التهرّب من المسؤولية. وراحت لويزة حنون تخوض في تفاصيل برنامجها الانتخابي بعد تأكيدها بأن البلاد لا تزال في مفترق الطرق كون السيادة الشعبية لم تحترم، وتعهّدت بأن تكون أولى خطواتها في حال وصولها إلى قصر المرادية هي حل البرلمان الحالي وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة "لانتخاب برلمان تأسيسي حقيقي وسيّد يتمتع بكل الصلاحيات وبممثلين حقيقيين للشعب"، برلمان أكدت أنه ستمنح له "مهمة تعيين الحكومة تكون مسؤولة أمامه في حين يكون المجلس مسؤولا أمام الشعب الذي يمكنه نزع الثقة من النائب متى ما شاء..". كما كشفت حنون أن المجلس الشعبي الوطني تمنح له صلاحية صياغة دستور جديد يرسّم السلم كخيار ويكرّس الديمقراطية الحقيقية"، بالإضافة إلى حديثها عن منح حق التصويت في سن 16 عاما في نظام تكون فيه السيادة، على حد تعبيرها، للشعب الذي يملك صلاحية إسقاط رئيس الجمهورية، والتزمت بترسيم الأمازيغية لغة ثانية بعد العربية. وحمّلت حنون النظام الرأسمالي كل مصائب العالم، وعليه فقد التزمت ب "إصلاح اقتصادي حقيقي يكرس بسط السيادة الوطنية على كل ثروات البلاد"، بالإضافة إلى مطالبتها تفويضا من الشعب لاستعادة أموال ادلوة من الخارج ومسح مديونية الفلاحين وتحسين أوضاع المؤسسات العمومية والقدرة الشرائية للمواطن، مؤكدة نيتها تجميد إلغاء كل التفاقيات الشراكة مع الأجانب عندما كانت البلاد في أزمة بما في ذلك اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وتجميد انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة. والتزمت مرشحة حزب العمال بتوفير مناصب للشغل وإعادة الاعتبار للوظيف العمومي وإقرار سلم متحرك للأجور والمنح ومحاربة كل أشكال الفساد السياسي والإداري، واقتراح حلول عملية للقضاء على أزمة السكن وآليات للحفاظ على الإطارات الوطنية، وحاملة شعار "الأرض لمن يخدمها" عندما تحدثت عن مساعيها لإعادة الاعتبار لقطاع الفلاحة مع التركيز على برامج موجهة خصيصا للشباب.