تطوع أطباء فرنسيين وجزائريين لإجراء عمليات تُكلّف 165 ألف أورو عادت يوم أمس، جمعية الصداقة الطبية الإجتماعية الجزائرية الفرنسية، لتنظيم ثالث مبادرة تضامنية لإجراء عمليات جراحية مستعصية وجد دقيقة للأطفال، بحضور أطباء فرنسيين وجزائريين مغتربين، من بينهم البروفيسور الفرنسي جون لوي لومال الذي يعد من أبرز الأطباء الجراحين الأخصائيين في معالجة التشوهات الخلقية بأوربا و بالمستشفى الجامعي نانسي بفرنسا. و قد شرع الفريق الطبي القادم من مستشفى نانسي الفرنسي و أطباء جزائريين مغتربين، في إجراء أزيد من 10 عمليات، جراحية دقيقة و جد مستعصية، لأطفال يعانون من تشوهات خلقية على مستوى الجهاز البولي والتناسلي، على مستوى مصلحة العمليات الجراحية بمستشفى بوزيدي لخضر بولاية برج بوعريريج، و شملت هذه المبادرة التضامنية حالات لأطفال قدموا من عديد ولايات الوطن، استكمالا لبرنامج الجمعية بالتنسيق مع مديرية الصحة لولاية برج بوعريريج، حيث يتم استقبال ملفات المرضى ومعاينتها، لإختيار الحالات المتضررة، خاصة وأن مثل هذه العمليات تتطلب بحسب البروفيسور بلميهوب عبد الصمد المشرف على المبادرة، تدخلا دقيقا، حيث يتطلب اجراء عملية واحدة في بعض الأحيان تدخلا طبيا قد يستمر لثماني ساعات فما أكثر، ويستدعي نقل المرضى إلى المستشفيات الأجنبية المتخصصة و دفع تكاليف باهظة للعلاج تصل مبلغ 165 ألف أورو للحالة الواحدة. و بخصوص هذه المبادرة، فقد تم استقبال أزيد من 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى 14 سنة، يعانون من تشوهات خلقية، منهم من يعيش بالحفاظات بشكل دائم، لعدم قدرتهم على التحكم في طرح الفضلات والبول، ناهيك عن معالجة التشوهات الأخرى، التي تتسبب في تدهور الحالة النفسية للطفل، و قد تدفع بالبعض إلى الانتحار، بناء على الدراسات السابقة للمرضى و ما تخلفه من انعكاسات على نفسية و صحة الأطفال المصابين بها . و حسب البروفيسور بلميهوب فقد تم برمجة إجراء أزيد من 10 عمليات جراحية لأطفال قدموا من مختلف ولايات الوطن، على مستوى مستشفيي لخضر بوزيد بالبرج و مستشفى بناني برأس الوادي، مشيرا إلى انتقاء الحالات المستعصية لأطفال من ولايات البرج، جيجل، سطيفالأغواط، البويرة، و ولايات أخرى. كما أكد على أن هذه المبادرة، تهدف إلى تكوين الأطباء الجراحين بالمستشفيات الجزائرية، للتكفل بهمثل هذه الحالات واكتساب الخبرة في إجراء مثل هذه العمليات الدقيقة و المستعصية، مشيرا إلى توفر الامكانيات المادية والبشرية لانجاحها في الجزائر، و لم يبق سوى تحكم الأطباء الجراحين في هذا التخصص، من خلال الدورات التكوينية وحضور مثل هذه المبادرات، حيث اكتسب بعض الأطباء الجزائريين المشاركين الكثير من الخبرات، خصوصا و أن هذه المبادرة هي الثالثة من نوعها لجمعية الصداقة الطبية الاجتماعية الجزائرية الفرنسية بمستشفيات البرج.