في إطار التعاون والتبادل بين الأطباء الجزائريين المقيمين بفرنسا وأطباء فرنسيين، انطلقت بمستشفى برج بوعريريج المركزي «لخضر بوزيدي» المهمة الثانية لإجراء عمليات جراحية مستعصية في جراحة المسالك البولية والجهاز التناسلي عند الأطفال بعد عملية مماثلة تمت في شهر ديسمبر الماضي، أين تمت معاينة عدة حالات وتمت برمجتها في المهمة الثانية التي انطلقت أول أمس والتي تدوم لمدة أسبوع. تمّ أول أمس مباشرة أول عملية على الجهار التناسلي لصبي في 10 من العمر من برج بوعريريج والتي دامت 10 ساعات، وكللت بالنجاح لينطلق الفريق الطبي أمس في عملية ثانية لصبي من ولاية تلمسان، أين يشرف الفرنسيان البروفيسور «جون لوي لومال « والبروفيسور «نووال بوسار» رفقة الدكتورين الجزائريين المقيمين بفرنسا الدكتور عدنان بغلي والدكتور محمد عبد الصمد بلموهوب على عملية تضامنية خيرية بإجراء ما يقارب 12 عملية جراحية خلال هذه الفترة، باعتبارها عمليات تستغرق وقتا وجهدا ولا تقل مدة الواحدة منها عن 07 ساعات. وتمّ انتقاء حالات أطفال يعانون من تشوّه خلقي في الجهاز البولي والتناسلي وهي عمليات جد معقدة وتجرى في أوروبا بمبالغ باهظة تتجاوز الثلاثة 03 ملايير سنتيم للعملية الواحدة، لكنها تجرى مجانا للمرة الثانية بمستشفى برج بوعريريج بعد أن تمّ إحصاء عدد من الحالات في عدد من الولايات والذين تنقلوا إلى برج بوعريريج أول أمس من أجل الفحص وبرمجتهم في العملية. وأكد البروفيسور جون لويس لومال الذي يشتغل رفقة فريقه الطبي بالمستشفى الجامعي بنانسي بفرنسا أن برج بوعريريج وفرت جوا ملائما وإمكانيات مكنت من إجراء هذه العمليات بمستشفى بوزيدي دون تكليف المرضى عناء التنقل إلى فرنسا، مبديا استعداده للعودة مرات أخرى في إطار هذا التعاون الإنساني رفقة زملائه الأطباء الجزائريين بنانسي. وأضاف الدكتور بلموهوب الذي يقود هذه المبادرات وهو طبيب أخصائي في علاج الألم، أن الفريق الطبي قام بفحص أقصى عدد يمكن التكفل به خلال أسبوع، حيث من المرتقب أن ينجح الفريق الطبي في إجراء 10 عمليات أو 12 كأقصى حد. و أشار أن المبادرات ستتواصل وعبر كل ولايات الوطن متمنيا توفير الظروف الملائمة من طرف مسؤولي المؤسسات الصحية لاستقبال مثل هذه المبادرات والفرق الطبية. هذا، ومن جهته أكد مدير المستشفى المركزي بوزيدي لخضر السيد هاني عبد الغاني أن الهدف من هذه المبادرات هو التخفيف على المرضى من جهة، وتكوين الطواقم الطبية الجزائرية من جهة أخرى من خلال الإستفادة من الكفاءات التي تقوم بإجراء العمليات والإطلاع على آخر التقنيات في هذه العمليات المستعصية، كما تقوم الطواقم الطبية الجزائرية بالمستشفى بمتابعة المرضى بعد العمليات الجراحية.