سجل سعر حزمة التبن أعلي معدلاته صيفا في تاريخ الفلاحة إلي الحد الذي أصبحت تباع فيه قبل الحصاد والربط جراء الإقبال الكبير من ولايات عديدة ويظهر ذلك من خلال ترقيم الشاحنات المحملة بالحزم من ولايات سطيف وبسكرة وكذا المسيلة وباتنة والتي وصلت نهار أمس 240دج لحصيد القمح اللين و200دج لتبن القمح اللين في بلدية عين عبيد. ففي هذا الصدد وأثناء جولة لنا في الحقول و الطرق الريفية وجدنا الكثير من الشاحنات تتبع خطي الحاصدات لعلها تظفر بشحنة حزم التبن ،وقد قال لنا أحدهم كان علي متن شاحنةّ من نوع "صافيام زرقاء" تحمل ترقيم ولاية سطيف أنه يعيد بيعها مقابل300دج للحزمة للموالة في السوق الخاص بذلك في بلديات ولايته وأن معظم أصحاب هذه الشاحنات تجار وجدوا في النقص المسجل في الولايات الداخلية فرصة للنشاط ،إضافة إلي أن النوعية رفيعة جدا في ولاية قسنطينة فيما حدثنا على أن أصحاب الشاحنات المقطورة الذين يحملونها بشحنات كبيرة يحولونها ألي ميناء بجاية أين أقام أحد الخواص مصنعا للورق وورق التعليب وأكواب الجوطابل والكارتون ويعتمد علي هذا النوع من المادة الأولية في الإنتاج. ومن جهتهم أوضح لنا بعض الفلاحين أنهم لم يعيشوا مثل موجة الغلاء هذه أبدا وكانت تسجل في بعض السنوات شتاء متأثرة بالأحوال الجوية السيئة بعد نفاذ مخزون الكلأ الأخضر الجاف ،أما صيفا فإنها لم تصل هذا المؤشر أبدا وهي أول مرة في تاريخ الفلاحة ،ولكنها فرصة لدعم مدا خيل المزارعين المتأثرين بمحدودية مردود الهكتار ،الذي لم يتجاوز معدله هدا الموسم ال14 قنطارا في الهكتار الواحد حسب مصدر من المصالح الفلاحية المحلية الذي حذر من البيع المفرط للتبن تأثرا بالسعر المغري من حدوث ندرة وأزمة كلأ شتاء في ظل قلة إنتاج الشعير الموجه للعلف هذا الوسم . هذا وعلمنا من بعض الطاحنات أن سعر النخالة العادية وصل 20دج للكيلوغرام الواحد ونحن في عز الصيف وفي موسم الطحن وهو ما يجعلها معرضة لزيادة كبيرة شتاء. وفي ذات الموضوع شرع الكثير من الفلاحين والشباب في جمع كل ما تبقي من تبن في الحقول بعد عملية الربط التي تلي الحصاد مباشرة من هشيم والذي يباع بدوره ب200دج للحزمة والمعروف محليا في عين عبيد بال"معاود"وهو يجعل الحقول تتحول إلي جرداء سوداء عارية من أي غطاء من الحصيد.