لا كراء للطائرات خلال الصيف وموسم الحج نفى وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان أمس إمكانية لجوء شركة الخطوط الجوية الجزائرية لكراء طائرات لضمان نقل المسافرين خلال موسم الصيف، أو لتأمين رحلات الحجاج باتجاه البقاع المقدسة، كاشفا في ذات السياق عن التوصل إلى اتفاق مع نقابة تقنيي صيانة الطائرات التي لوحت بالإضراب. وقال عبد الغني زعلان على هامش إشرافه رفقة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة على انطلاق أول رحلة للحجاج الجزائريين إلى المملكة العربية السعودية من مطار هواري بومدين بالعاصمة، إن شركة الخطوط الجوية الجزائرية لن تلجأ إلى استئجار طائرات إضافية لضمان نقل المسافرين، أو لتنظيم رحلات الحج باتجاه البقاع المقدسة، موضحا بأن الشركة ستعتمد على ما لديها من إمكانيات لضمان مختلف الرحلات نحو الخارج، وذلك بفضل تجند عمال وتقنيي الشركة. ونفى الوزير في ذات السياق صحة ما تم الترويج له بشأن الإضراب الذي تعتزم النقابة المستقلة لتقنيي صيانة الطائرات والمهندسين شنه للمطالبة بتحسين ظروف العمل تزامنا مع انطلاق رحلات الحج، لا سيما ما تعلق باحترام أنظمة العمل التعاقدية، أو ما يعرف بالمقياس الساعي اليومي، مؤكدا بأن النقابة لا تسعى إلى خدمة مصالحها الخاصة على حساب ظروف المسافرين، وخاصة حجاج بيت الله، عكس تماما ما تم تداوله، مطمئنا بأن رحلات الحج لن تتأثر بأي حركة احتجاجية، وأنها ستجري في ظروف جد عادية، علما أن هذا التنظيم النقابي أصدر بيانا مؤخرا أعلن فيه اعتزامه الشروع في إضراب مفتوح بداية من 31 جويلية الجاري، مع الالتزام بتقديم الحد الأدنى للخدمة، من خلال ضمان رحلات الحجاج فقط، وذلك احتجاجا على عدم التزام إدارة الخطوط الجوية الجزائرية على تجسيد المطالب المرفوعة. وأفاد الوزير بأن مفاوضات تجري حاليا مع ممثلي النقاب للتوصل إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف، بغرض ضمان التكفل بالمسافرين، وكذا الوافدين إلى أرض الوطن من بينهم أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، وأنها ستسفر عن قرار توافقي، مجددا التأكيد على عدم تأثير الحركة الاحتجاجية على رحلات الحج، وأن الابواب الحوار ما تزال مفتوحة، وأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. كما توجه عبد الغني زعلان إلى الحجاج الذين غادروا أمس باتجاه البقاع المقدسة في أول رحلة لأداء الركن الخامس، داعيا إياهم إلى حسن تمثيل الجزائر، وإلى التحلي بالروح التضامنية والتفرغ لأداء المناسك وعدم القلق بشأن الظروف التي ستحيط بموسم الحج، بفضل الإمكانات التي سخرتها الدولة، لا سيما فيما يتعلق بجانب النقل، مذكرا ببرمجة 19 رحلة لنقل الحجاج الجزائريين إلى المملكة العربية السعودية، من ضمنها 64 رحلة عبر الخطوط الجوية الجزائرية، وذلك انطلاقا من خمسة مطارات، وهي مطار عنابة وقسنطينة وورقلة والعاصمة ووهران، علما أن الرحلة الأولى ضمت 290 حاجا، مضيفا بأن قطاعه وفر كافة الظروف لنقل 37 ألف حاج ومن جهته دعا المدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة خلال توديعه للحجاج، إلى تقديم صورة إيجابية عن الجزائر، وإلى تحمل مشاق الحج، باعتباره ليس رحلة سياحية، وإنما فريضة دينية تتطلب الصبر والتحمل، كما دعاهم إلى التحلي بالأخلاق الحميدة، مؤكدا من جانبه بأن ديوان الحج عمل على ضمان كافة الظروف التي تسمح بأداء هذه المناسك في أجواء مريحة، على غرار كراء الفنادق القريبة من الحرم وكذا ضمان الإعاشة والنقل، وهي نفس الرسالة التي وجهها الأمين العام لوزارة الشؤون الدينية «رضوان معاش» للحجاج، قائلا إن أعضاء البعثة سيعملون في جو من التنسيق والتعاون لخدمة ضيوف الرحمان، مجددا دعوة الحجاج إلى احترام الدولة التي ستستضيفهم خلال شهر كامل، في حين عبر الحجاج عن فرحتهم العارمة وهم يستعدون لأداء الركن الخامس، آملين في أن يكون الحظ مستقبلا حليفا لمن يفوزوا في قرعة هذه السنة.