بلماضي خيار مناسب ويملك مقوّمات النجاح بارك الدولي السابق فضيل مغارية، تعيين جمال بلماضي على رأس طاقم تدريب المنتخب الوطني، وقال في حوار للنصر، إنه متفائل بنجاح هذا المدرب الشاب، الذي يملك كما قال طموحا ورغبة كبيرة في رفع التحدي وتحقيق الرهانات المستقبلية، مضيفا في حديثه أن خبرة بلماضي كلاعب مثّل ألوان نوادي كبيرة، قبل أن يخوض تجربة في عالم التدريب، خلال العقد الماضي، تجعله خيارا مناسبا، شريطة مساعدته ومنحه الوقت الكافي، قبل الحكم على نتائج عمله. كدولي سابق وتقني متابع لكل ما يتعلق بالمنتخب الوطني والكرة الجزائرية، كيف تلقيت خبر تعيين جمال بلماضي على رأس الخضر؟ مسؤولية تعيين الناخب الوطني، تبقى من صلاحيات القائمين على شؤون الاتحادية ممثلين في الرئيس خير الدين زطشي وأعضاء مكتبه الفيدرالي، الذين وجدوا ربما في شخص وكفاءة المدرب جمال بلماضي، الخيار الأنسب للمرحلة المستقبلية، وأتمنى أن يكونوا قد وفقوا في خيارهم ويتمكن من رفع التحديات والرهانات التي تحدث عنها غداة تعيينه، ويقود الخضر للعودة إلى السكة الصحيحة والبداية بمواجهة غامبيا الشهر المقبل وبعدها ضمان التأهل لدورة كأس إفريقيا 2019، المسند مأمورية تنظيمها لدولة الكاميرون. حظ ماجر كان عاثرا وأتمنى أن يُعكس مع بلماضي قلت إن تعيينه مسؤولية الفاف، هل هذا يعني أن خيار زطشي وأعضاء مكتبه لا يروقك؟ لا بالعكس، فبلماضي لاعب دولي سابق، وسبق أن عبر عن حبه ووفائه للألوان الوطنية، عندما قدم صغيرا واختار تمثيل الخضر دون أن يفكر في انتظار دعوة مسؤولي الاتحادية الفرنسية، كما أن مشواره كلاعب، مثل ألوان كبيرة على غرار أولمبيك مارسيليا وسيلتا فيغو ومانشيستر سيتي، ومدرب ولج هذا العالم صغيرا ويملك حاليا تجربة قرابة العشر سنوات، ما بين مدرب لفريق لخويا (الدحيل) ومنتخب قطر، تجعله يملك من الخبرة ما يؤهله لهذا المنصب والأكثر انتظر تألقه ونجاحه، وكلاعب دولي سابق، أبارك هذا الخيار وأتمنى أن نحصد ثماره في أقرب الآجال. أما عن قضية مسؤولية الفاف في هذا الخيار، فهذا لا يعني التحفظ على شخص خليفة رابح ماجر، وإنما رغبت في القول أن المسؤولين اتخذوا القرار دون أن يفكروا في مشاورة التقنيين والمدربين، لهذا عليهم أن يتحملوا مسؤولية خيارهم سواء بالإيجاب، في حال نجاح رهان بلماضي أو في حال لا قدر الله، كانت النتائج عكس التوقعات وهو ما لا نتمناه، خاصة وأن الفترة السابقة عرفت تدهور وضعية الخضر وتردي النتائج، حتى أن بعض أعضاء مكتب زطشي تحدثوا عن أخطاء في تعيين الإسباني لوكاس ألكاراز، وحينما حاولوا تصحيح ذلك بتعيين رابح ماجر، تم جني ذات الخيبات، ليس بسبب نقص كفاءة ماجر، ولكن لأسباب أخرى، منها استعجال النتائج، وعدم منح نجم بورتو السابق الوقت الكافي. بطولة قطر ضعيفة لكن من الخطأ الاستهانة ب10سنوات عمل مع أنديتها قلت إن بلماضي يملك من التجربة ما يكفيه، لكن بعض المتتبعين يرون أنه يفتقر لذلك، على اعتبار أن عمله في بطولة مستواها ضعيف نوعا ما؟ ما قلته صحيح، لكن وحسب وجهة نظري، فإن بلماضي كسب الكثير خلال فترة عمله بدولة قطر، كما أنه استثمر كثيرا لكسب الكثير من الخبرات، في ظل الإمكانات المتوفرة بهذا البلد الصغير الغني، كما لا تنسوا أن فترة لعبه في المنتخب أكسبته الكثير التجربة والخبرة فيما يتعلق بطبيعة المنافسة في القارة السمراء وظروف خوض المباريات، وهي نقاط تحسب له وتجعله مؤهل لهذا المنصب. زطشي حسم الآن في خياره، لكن قبل ذلك، تحدث عن مدرب كما وصفه «عالمي ومونديالي»، ألا تعتقد أن تعيين بلماضي كان بمثابة الحل الأخير؟ اتفق معك في ذلك، ويمكن وصف انتداب المدرب جمال بلماضي بالمفاجئ، لأن رئيس الفاف وحتى قبل يومين من إعلان ترسيم الاتفاق مع خليفة ماجر، تحدث غداة انتهاء أشغال المكتب الفيدرالي عن قرب كشف هوية الناخب الوطني الجديد، متحدثا حتى عن مدرب عاملي ومونديالي مثلما دأب في ذلك عدة مرات، دون التقليل من كفاءة بلماضي أو اعتبار تعيينه كما قلت سلفا بالخيار الخاطئ، لكن رئيس الفاف ربما لم يحسن التعامل إعلاميا مع ملف الناخب الوطني، كما أن تصريحات الوزير محمد حطاب، قد تكون أثرت عليه، عندما صرح هو الأخر مرارا وتكرارا أن مسؤول الطاقم الفني المستقبلي للمنتخب الوطني يجب أن يكون في حجم المنتخب ويخضع لمعايير، خاصة أولها أن يكون اسما كبيرا. الناخب لا يملك خاتم سليمان ويجب أن يعود الاستقرار لبيت الخضر الآن وبعد انتهاء شغور العارضة الفنية، كيف ترى مستقبل الخضر مع الربان الجديد؟ جد متفائل، لكن بتحفظات، لأن ما ينتظر جمال بلماضي وطاقمه ليس بالأمر الهين لعدة اعتبارات أولها ظروف النخبة الوطنية، التي تعاني حالة انكسار وتحتاج ل»الديكليك»، كما أن مهمة انتشال المنتخب الوطني من الوضعية الحرجة، التي يتواجد عليها من أزمة النتائج مرورا بحالة الإحباط المسيطرة على نفسية اللاعبين، وصولا لتضييع معالم وقوة المجموعة، تحتاج لوقت وتتطلب تضافر جهود كل الفاعلين، لأن بلماضي أو أي مدرب أخر لا يملك عصا سحرية أو خاتم سليمان لتغيير كل المعطيات في ظرف زمني وجيز، لذا وجب مساعدة الطاقم الجديد، وهنا استغل فرصة لتوجيه نداء لكل المحبين والتقنيين والصحافيين، وقبلهم لاعبو المنتخب الوطني لمساعدة بلماضي وتسهيل مهمته، كما أريد أن أضيف أمرا.. تفضل.. المنتخب الوطني يحتاج للاستقرار، بعد الهزات التي شهدتها السنتان الماضيتان، عندما تداول على تدريب المنتخب 4 مدربين، ونحتاج لبرنامج عمل على المدى المتوسط والطويل، وأتمنى أن يتم تخفيف الضغط على الناخب الوطني الجديد، ومنحه الوقت الكافي، ومن وجهة نظري فإن التسيير العقلاني للفترة المقبلة، يتطلب تحديد التألق في كان 2021 والوصول لمونديال قطر كأهداف رئيسية، فيما يجب الاتفاق على وضع دورة الكاميرون العام المقبل، كمحطة تحضيرية لبناء منتخب قوي يكون قادرا على تحقيق الهدفين الأوليين. الكثير من المنتخبات أصبحت تلجأ للمدربين «الشباب»، في رأيك وانطلاقا من معرفتك لبلماضي، ما هي مميزات قائد الخضر الجديد؟ شخصيا، أعرف جمال بلماضي جيدا، فهو مدرب صارم ويحب عمله، وتحدوه رغبة كبيرة لصنع اسم في عالم التدريب، كما أن تدريبه للمنتخب الوطني سيكون له طعم خاص وتجربة فريدة من نوعها، كمال قال في أولى تصريحاته أنها مسؤولية كبيرة تشابه تلك التي أحس بها عند حمله لقميص الخضر أول مرة، لكن أكبر بعض الشيء، واعتقد أن الكثير من العوامل ستكون في صالح هذا «الشاب»، عددت بعضها في بداية الحوار على غرار تجربته في الميادين كلاعب، خبرته في قطر مع عالم التدريب، إضافة لقرب سنه من اللاعبين ومعرفته لأغلب عناصر التشكيلة، كما أن تعداد الخضر وتركيبته المكونة في غالبيتها من لاعبين مغتربين، يسمح لبلماضي باختصار الكثير من المسافات وربح الكثير من الوقت من أجل شرح برنامجه، وجعل لاعبيه ينصهرون سريعا في بوتقة الإستراتيجية التي يريد تبنيها في المرحلة المقبلة. زطشي فشل في تسيير ملف الناخب الوطني إعلاميا وفاجأ ببلماضي
انتقادات كبيرة وجهت لصديقك ماجر خلال تجربته الأخيرة مع الخضر، غير أنك دافعت بقوة وقلت أنه «ظلم»، ألا ترى أنك سبحت ضد التيار؟ لا، إطلاقا، لقد دافعت عن رابح ماجر، ليس لأنه صديقي أو زاملني في فترة حملنا الألوان الوطنية، بل من منطلق منطقي، صحيح أن تجارب ماجر السابقة لم يكتب لها في غالبيتها النجاح، لكن هذه المرة، لم يمنح الوقت الكافي، فتعرضه لهزائم في مواجهات ودية جعل الجميع يثور عليه، لقد تحدث الرجل عن برنامج طويل المدى، وعن سعيه لبناء تشكيلة قوية انطلاقا من أفكار يؤمن بها، غير أنه في نظري لم يمنح الوقت الكافي، كما أن إقالته بعد خسارة الوديات لم تكن قرارا منصفا بالنسبة لي، على كل حال أتمنى أن يكون حظ بلماضي أحسن من سلفه ماجر، ويمنح الوقت الكافي لأن الخضر بحاجة للاستقرار أكثر من أي وقت مضى. بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أمنيتي ككل الجزائريين تنحصر في رؤية منتخبنا الوطني يستعيد بريقه، بعد فترة من الخيبات، وأتمنى أن يكون تعيين جمال بلماضي أخر فصول حالة اللااستقرار التي طبعت بيت المنتخب الوطني خلال العامين الماضيين، كما أتمنى أن يجد الناخب الوطني الجديد الأيادي مبسوطة لمساعدته، لأن الفترة المقبلة حرجة ومواجهة غامبيا في إطار إقصائيات «كان» 2019، على الأبواب، واستعادة أمجاد الخضر طريق طويل وصعب بتضافر الجهود وتوحيد الرؤى، سيتحقق إن شاء الله.