الثيران تعطل الآلة الألمانية وتصعد إلى النهائي تأهل الفريق الاسباني أمس إلى نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على الفريق الألماني بهدف مقابل صفر في مقابلة نصف النهائي الثاني التي جرت بملعب دوربان وهي المباراة التي أبدعت فيها الثيران وعطلت الآلة الألمانية، بل و شلت المانشافت بأداء رفيع. وستواجه اسبانياهولندا في نهائي رهيب يحاول فيه العملاقان الاوروبيان تحصيل أول كأس عالمية. الاسبان بادروا من البداية إلى الضغط وعدم ترك الكرة للألمان، وخدم دخول بيدرو أساسيا مكان توريس التنشيط الهجومي وبدا أن دال بوسكي أراد شل الآلة الألمانية، في أحسن سيناريو للثيران منذ بداية المونديال وكاد دافيد فيا أن يفتح باب التسجيل في الدقيقة السادسة حين خرج من خلف المدافعين وطلب كرة من بيدرو الذي أوصل الأمانة لكن قراءة الحارس الألماني الجيدة للقطة حرمت الهداف الاسباني من رفع غلته ومنح التقدم لفريقه. و واصل الفريق الاسباني صناعة اللعب والهيمنة على الكرة طيلة نصف الساعة الأول من المباراة وبدا واضحا أن دخول بيدرو من البداية أعطى الحل السحري للفريق الذي كاد يستغل في أكثر من مناسبة ثقل محور الدفاع الألماني. لكن الآلة الألمانية خرجت من سباتها وبدأت تشن هجمات معاكسة خطيرة في كل مرة، وكاد الفريق الاسباني يتلقى ضربة موجعة في الدقيقة الأخيرة من المباراة حين ضايق سارجيو راموس مسعود أوزيل في منطقة العمليات، لكن الحكم المجري فيكتور كاسي كان رؤوفا بلاعب ريال مدريد الذي كان يمكن أن يخرج ببطاقة حمراء ويضع زميله في الفريقين أمام امتحان جدارته مرة أخرى في صد ضربات الجزاء، لكن الإعادة أثبتت صحة قرار الحكم لان المضايقة كانت خفيفة وعدم تصفير ضربة الجزاء خدم المقابلة أكثر مما افسدها. وانتهى الشوط الأول على قذفة من بيدرو أحسن الحارس الألماني نوير استقباله، وكذا على سيطرة الاسبان الذين بادروا بالهجوم فيما اكتفى الألمان بالهجمات المعاكسة الخاطفة. داية الشوط الثاني كانت كبداية سابقه: ثيران هائجة و ماكنات ألمانية كامنة مكتفية بالدفاع والهجمات المعاكسة، وتواصل المد الأحمر مكرسا السيطرة الاسبانية التي جعلت الألمان يستعيدون الذكريات السيئة ويظهرون بوجه شاحب غير أن هذه السيطرة لم تترجم إلى أهداف وكان لابد من حل، دال بوسكي يأبى تغيير عناصر تبهر وتبدع في الميدان، الحل جاء من الخلف من مدافع البارصا وقائدها بويول الذي وضع كل قوته في ارتقاء تلقف من خلاله كرة كزافي القادمة من الركنية ووقع هدفا من صناعة كاتالانية خالصة. الهدف أنصف الفريق الاسباني وطمأنهم على أن المجهودات التي قدموها لم تذهب سدى، لكن بيدرو الذي كان متألقا في كل أطوار المباراة، فوت على رفاقه فرصة قتل المباراة في الدقيقة الثانية والثمانين حين انفرد بالحارس الألماني مع البديل توراس الذي خلف فيا، حين رفض التمرير لرفيقه في أنانية واضحة وفضل مراوغة غير مجدية جعلت دال بوسكي يغيره على الفور. الهدف أعطى شحنة إضافية لرفاق كزافي وإنيستا، الثنائي الرهيب في الماتادور الذي صنع الفارق أمس وأهان الألمان بعروض مدهشة وأداء عطل آلتهم وحول قاهري الأرجنتين إلى أشباح. حيث كاد الفريق الاسباني يضاعف الحصيلة لكنه اكتفى بالنتيجة الصغيرة والاداء الكبير الذي حمله إلى نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخه.