دق رئيس وفاق تبسة الطاهر خالدي، ناقوس الخطر بخصوص مستقبل الفريق، وأكد بأن الأوضاع ازدادت تعقيدا، جراء عدم تجسيد الوعود التي كان المكتب المسير، قد تلقاها بشأن الدعم المالي، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على شؤون الوفاق، في ختام التحضيرات لدخول غمار المنافسة الرسمية. خالدي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن الاستقالة، قد تكون القرار الحتمي الذي سيتخذه، في حال بقاء لقمان على حالها، كما أكد بأن الوضعية الراهنة حتمت على اللجنة المسيرة، إعادة النظر في الهدف المسطر، سيما وأنها تسببت في تراجع بعض اللاعبين عن حمل ألوان الوفاق، وتحدث أيضا عن سير التحضيرات ونقاط أخرى نقف على تفاصيلها في هذه الدردشة. في البداية كيف هي الأجواء داخل الفريق قبل يومين عن انطلاق البطولة؟ الحقيقة أننا وجدنا أنفسنا مجبرين، على التعامل مع ظروف استثنائية لم نكن نتوقعها، لأن الوعود التي تلقيناها في نهاية الموسم الماضي، بخصوص الدعم المادي لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، رغم أننا كنا قد ضبطنا حساباتنا على تلك المعطيات، بدليل أنني كنت قد أعلنت عن استقالتي من رئاسة النادي، لكن الضمانات التي قدمت لنا دفعتني إلى التراجع، ومواصلة المهام، مع رسم خارطة طريق للموسم القادم، بالمراهنة على ورقة الصعود إلى وطني الهواة، إلا أن الجانب المالي أسقط كل هذه الحسابات في الماء، ولا شيء يوحي بأن الأمور ستسير وفق البرنامج الذي ضبطناه، رغم أننا بادرنا إلى قطع أولى الخطوات الميدانية بوضع القطار على السكة. نفهم من كلامكم بأن التحضيرات لم ترق إلى مستوى التطلعات بسبب الأزمة المالية؟ كلا... فالمخطط الذي رسمناه تجسد بنسبة كبيرة، والطاقم الفني بقيادة المدرب لطفي جابري، كان قد باشر العمل في الموعد المحدد، والتحضيرات امتدت على مدار 5 أسابيع، وقد أقمنا تربصا مغلقا بفندق «مهية بلاص» بمدينة تبسة، لكن الاشكال يمكن في تأثيرات الأزمة المالية، على الأجواء السائدة داخل المجموعة، لأننا كمسيرين كنا قد وعدنا اللاعبين، بالحصول على شطر من مستحقاتهم المتفق عليها قبل انطلاق الموسم، وذلك بناء على الوعود التي تلقيناها من السلطات المحلية، غير أننا لم نتمكن من تجسيد هذه الوعود، الأمر الذي أثر على الجو العام، إلى درجة أن بعض العناصر قررت في آخر آجال الإمضاءات، التراجع عن اللعب لوفاق تبسة، بسبب إشكالية المستحقات، وهناك لاعبان غادرا الفريق في ختام التربص، وعليه فإن المعطيات، تغيرت بين الفترة التي باشرنا فيها العمل والوضعية السائدة عشية انطلاق المنافسة الرسمية. وهل من توضيحات أكثر بخصوص الوضعية المالية؟ الجميع على دراية، بأن حصة وفاق تبسة من الدعم المالي، الذي تقدمه السلطات المحلية، تراجع بشكل ملفت للانتباه بمجرد انتخابي على رأس النادي، حيث أننا لم نتجاوز قيمة 1,5 مليار سنتيم، كإعانات طيلة موسم كامل، في الوقت الذي كان فيه الفريق يستفيد في سابق المواسم، من مبالغ تتراوح ما بين 3 و4 ملايير سنتيم، وهو ما تسبب في ارتفاع مؤشر الديون، لكن الإشكال يتمثل في الإعانة التي كان المجلس البلدي، قد خصصها للفريق في الميزانية الإضافية، والمقدرة بمليار سنيتم، لأن هذا المبلغ لم يدخل خزينة النادي، بسبب إجراءات إدارية، تعقدت أكثر بين مختلف الهيئات، رغم أن المجلس البلدي، كان قد صادق على المداولة في مارس الفارط، والاشكال يتجاوز إدارة الفريق، لكن الوفاق يبقى الخاسر الأكبر في هذه القضية، لأننا كمسيرين، كنا قد ضبطنا كل الحسابات على هذه الإعانة، لتجسيد المشروع الذي رسمناه للموسم الجديد، وعدم تلقي الدعم المالي زاد في تفاقم الأزمة. وماذا عن تكلفة الاستقدامات والتحضيرات في ظل هذه الوضعية؟ لقد حاولنا تنفيذ كل المخطط الذي رسمناه، لكن قضية إعانة البلدية وعدم وصولها إلى الحساب البنكي للنادي أثرت علينا كثيرا، خاصة في الشق المتعلق بضبط التعداد، في ظل تمسك بعض اللاعبين بموقفهم القاضي، بربط التوقيع الرسمي بالحصول على الشطر الأول من منحة الامضاء، ولو أننا عملنا كل ما في وسعنا للاحتفاظ بغالبية العناصر، مع السعي لتوفير كافة الظروف الكفيلة بضمان التحضيرات بشكل جيد، وتكلفة 630 مليون سنتيم التي كانت من مالي الخاص وجهت بالأساس بالملفات الإدارية وكذا اقتناء اللوازم والعتاد الرياضي، إضافة إلى شطر من مصاريف التربص، دون تسديد اي سنتيم من مستحقات اللاعبين، لأننا لم نتوفر على المبلغ الذي يكفي لتسوية وضعيات جميع العناصر، وقد ارتأينا تأجيل هذه المرحلة إلى غاية وصول الدعم الذي رصدته البلدية للفريق في غضون الأسابيع القليلة القادمة، ولو أنني أريد ان أفتح قوسا لتوضيح شيء جد مهم. تفضل ... ما هو؟ وفاق تبسة ليس ملكية خاصة لي، ولا يمكنني تحمّل اجمالي المصاريف من المال الخاص، لأن ديوني الشخصية بلغت 1,7 مليار سنتيم منذ الموسم الفارط، وقد طرقت جميع الأبواب خلال هذه الصائفة، إلا ان دار لقمان ظلت على حالها، ومع ذلك فقد سعيت إلى مواصلة العمل بنفس الاستراتيجية حتى نتفادى تأثيرات أكبر على الفريق، لكنني اعتبر هذا الاجراء ظرفيا فقط، وأن أفكر في الاستقالة إذا ما بقيت الأوضاع بنفس الدرجة، وعليه فإننا سنعقد جمعية عامة في مرور 4 جولات من البطولة، وستكون فرصة لتشريح وضعية الوفاق، وإذا لم تكن هناك مستجدات في قضية اعانة البلدية فإن الإنسحاب من التسيير سيكون القرار الحتمي. وماذا عن الهدف المسطر بالنظر إلى هذه الظروف؟ إذا ما توفرت الإمكانيات المادية في القريب العاجل، فإننا سنراهن على لعب ورقة الصعود، سيما وأن تحضيراتنا كانت في المستوى، مع إجراء 7 لقاءات ودية، كما أن التعداد عبارة عن مزيج بين الخبرة والطموح، مع ضم بعض اللاعبين من الجار اتحاد تبسة، في صورة موايعية، مانع، صوالح وعبيدي، واستقدام مجموعة أخرى من أصحاب الخبرة، على غرار بن دقيش، عصمان، قريدة، رافعي، خبيزي وبوصاع، لكن الاشكال الوحيد يبقى هاجس التمويل، وعدم القدرة على الوفاء بالتزاماتنا تجاه اللاعبين، وبالتالي فإن اعادة النظر في الهدف المسطر قد تكون اجبارية، بالمراهنة على ضمان البقاء بكل أريحية، ولو أن انسحاب المكتب المسير يبقى واردا إذا ما تواصلت الأزمة المالية.