قتيل ومشاتي منكوبة في فيضانات أربعة وديان شهدت، ليلة أمس الأول، مدينتا بئر الشهداء وسوق نعمان بأم البواقي، تهاطلا غزيرا للأمطار، الأمر الذي أدى لتشكل سيول قوية، تسببت في أضرار وخسائر معتبرة في ممتلكات المواطنين ومحاصيل الفلاحين، في الوقت الذي لفظ شاب في العقد الثاني من العمر أنفاسه متأثرا بصعقة لحقت به، وتضاربت الأنباء حول مصدرها، بين مؤكد بأن سببها صعقة كهربائية وبين مشير إلى أن صاعقة رعدية هي التي كانت وراءها، و أعلنت السلطات المحلية بسوق نعمان عديد المشاتي كمناطق منكوبة لم يتم الوصول لسكنات أصحابها بعد نتيجة الأوحال و البرك التي تحاصرها. تسببت الأمطار التي تهاطلت بغزارة على إقليم مدينة بئر الشهداء، في مقتل الشاب (ق.زين الدين) 28 سنة الذي لفظ أنفاسه متأثرا بصعقة كهربائية، كما أوردته الحماية المدنية في بيانها، وحددت مكان الصعقة بحي المجاهدين، وأورد شهود عيان للنصر ممن أكدوا على أن الصعقة انطلقت من خط كهربائي للضغط المرتفع، ولو أن مصادر من شركة الكهرباء أشارت إلى أن الشاب توفي نتيجة صاعقة رعدية ذات شحنة مرتفعة، وبرأت المصادر ذاتها عمود الإنارة من حادثة وفاة الشاب، لتبقى الأسباب مجهولة حتى انتهاء التحقيقات التي انطلقت في القضية لتحديد أسباب الوفاة، في الوقت الذي أكد السكان على أن المتوفي نقل جده فوق ظهره وأنقذه من السيول ليرجع محاولا إنقاذ أشخاص آخرين ليلفظ أنفاسه، وهي الحادثة التي أثارت استياء السكان، كون الضحية نقل في جرار فلاحي بعد تأخر وصول الإسعافات لعيادة سريانة بباتنة، في ظل الغلق الذي يطال العيادة المحلية التي لا تقدم خدمة المناوبة الصحية. السيول تغمر سكنات و مدارس توقفت ، أمس ، الدراسة عبر عديد المؤسسات التربوية ببلديتي سوق نعمان و بئر الشهداء، نتيجة السيول التي غمرت الحجرات المدرسية، و أرغمت التلاميذ على البقاء في سكناتهم التي تضررت أكثر من مؤسساتهم التربوية، ففي بلدية بئر الشهداء و بحسب نائب «المير» الطيب رقام غمرت مياه الأمطار 3 مؤسسات تربوية عن آخرها، و يتعلق الأمر بابتدائية الجمهورية بحي النهضة و ابتدائية بوطهرة مازوز بحي فلسطين و ابتدائية بن معمر عبد الكريم بحي 404 سكنات. و بحسب شهود عيان، فالأمطار غمرت حتى متوسطة طالب عبد الله بشارع جيش التحرير، و حولت ساحات هذه المؤسسات إلى أوحال. النائب بالمجلس البلدي لبئر الشهداء، أضاف بأن مئات السكنات غمرتها المياه، والبلدية كلفت لجنة ستنزل اليوم لإحصائها، مضيفا بأن سكنات حي 17 جوان تضررت بشكل كلي إضافة لسكنات حي 180 سكنا وكذا سكنات حي 404 سكنات. و بسوق نعمان بحسب رئيس البلدية زحاف عبد الحميد، فقد غمرت مياه الأمطار مقر الدائرة والطابق الأرضي لمتوسطة بن أعراب مصباح و ابتدائيات بلعيدي الربيعي بحي المنظر الجميل وجدور محمد بحي شاكري خليفة و غضبان إبراهيم بهنشير أولاد سلام وبن نزار محمد بمشتة لمزاير، و قال المتحدث بأن مئات السكنات غمرتها مياه الأمطار سواء بالإقليم الحضري أو الريفي. نفوق 3 آلاف دجاجة و هلاك 25 رأسا من الماشية و ذكرت مصادر محلية ببلدية بئر الشهداء، أن حريقا شب بمستودع لتربية الدواجن لأحد الفلاحين بمشتة بئر الرعيان، الأمر الذي أدى إلى نفوق 3 آلاف دجاجة جاهزة للبيع، مع انتقال ألسنة اللهب لمنزله العائلي، في الوقت الذي قال فيه رئيس بلدية سوق نعمان، بأن موالا من مشتة العزلة أعلن عن هلاك 25 رأسا من ماشيته، هذا ناهيك عن الأضرار التي لحقت بمساحات فلاحية شاسعة لمحصول التبغ عبر مختلف المشاتي على غرار مشتة لمزاير والعزلة ودمنة الطين، في الوقت الذي تضررت فيه محاصيل الطماطم والفلفل بمشاتي بئر الشهداء. انقطاع في شبكتي الهاتف و الكهرباء السيول التي جرفت الأخضر و اليابس بالمدينتين، تسببت كذلك في قطع التيار الكهربائي عن السكان الذين قضوا ليلتين تحت ضوء الشموع، إلى جانب تسببها في انقطاع شبكة الهاتف الثابت بمدينة بئر الشهداء، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المحلية بسوق نعمان مشاتي المدينة مناطق منكوبة، بسبب الصعوبة في الوصول لسكانها الذين علقوا محاصرين بالوحل و مياه الأمطار. و بحسب «المير» زحاف عبد الحميد، فإن المشاتي المنكوبة هي 8 مشاتي يستحيل الوصول إليها، ويتعلق الأمر بكل من مشتة لامسد ولمزاير والغار وبئر الهنشير والكوشات ودمنة الطين وهنشير أولاد سلام وتينسيلت وجزء من حي شاكري خليفة، كما أدت السيول القوية إلى تضرر مساحة تم مؤخرا الانتهاء من تهيئتها بحي هواري بومدين بجانب البريد المركزي وهي التي جرفت الأمطار الأعمدة الكهربائية التي تم وضعها وكذا البلاط والأرصفة. 4 وديان غير مهيأة كانت سببا في الكارثة تشير مصادر محلية رسمية، إلى أن أربع وديان تقطع مدينتي بئر الشهداء وسوق نعمان هي سبب الكارثة التي لحق بسكان المدينتين ومشاتيها، بفعل ارتفاع منسوبها وغياب التهيئة بها، الأمر الذي أدى لتحول مياهها نحو أصحاب السكنات وقاطني المشاتي، وكشف رئيس بلدية سوق نعمان للنصر، بأن واد قدمان وواد ملول وواد الرقوبة وواد بئر الرعيان الذي ينطلق من عين جاسر بباتنة ويصب في سبخة المدينة، هم السبب في الكارثة التي لحقت بالمدينة. و أوضح المتحدث، بأن واد ملول استفاد من مشروع للتهيئة، غير أن الشطر الأول من الأشغال هو فقط من انتهى في الوقت الذي لم تنطلق أشغال الشطر الثاني، فيما انطلقت دراسة لتهيئة واد قدمان غير أنها لم تجسد كمشروع، و باتت مطالب السكان اليوم هي تهيئة وديان المدينة، تحسبا لحدوث فيضانات. كشفت خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية بأم البواقي في بيانها، بأن أعوان وحدتها الثانوية بسوق نعمان تدخلوا لإنقاذ المواطنين ببلديتي سوق نعمان وبئر الشهداء مدعمين بأعوان من 7 وحدات للحماية المدنية المنتشرة بالولاية، كما تدخلت وحدات الحماية المدنية بميلة لتقديم العون، وسجلت الحماية المدنية تسرب مياه الأمطار لأحياء سكنية بالمدينتين، مع إنقاذ عدة عائلات كانت عالقة وسط الأمطار الطوفانية، إلى جانب إنقاذ وإسعاف طفل رفقة والده على الساعة الثالثة صباحا بعد أن حاصرتهما مياه الأمطار بمشتة الكومينال بسوق نعمان، في الوقت الذي سجل انحراف وانقلاب 6 مركبات مختلفة الأصناف. و أحصت مديرية الحماية المدنية تجنيد 9 ضباط و65 عونا لعملية الإنقاذ، إضافة إلى تسخير 5 سيارات إسعاف و4 شاحنات لنقل العتاد و5 شاحنات تدخل و4 سيارات اتصال، مع استعمال 19 مضخة لامتصاص الماء، و4 مولدات كهربائية و3 كواشف ضوئية بعد انقطاع التيار الكهربائي.