مستشارون وهميون يتحايلون على 40 بالمئة من طالبي الهجرة كشفت أمس ، المهندسة و المستشارة المعتمدة في مجال الهجرة إلى كندا نورة بوهالي، عن وجود نشاط غير مرخص، يقوم به من وصفتهم بالمستشارين الوهميين، الذين يتحايلون على طالبي الهجرة، و يسلبونهم مبالغ كبيرة، مقابل وعود كاذبة بتسهيل إجراءات هجرتهم و تقليص مدة دراسة ملفاتهم، مشيرة إلى أن 40 بالمئة من طالبي الهجرة إلى كندا يتعرضون للتحايل من قبل سماسرة يتاجرون بأحلامهم، بينما تسبب فايسبوكيون في تشديد إجراءات الهجرة بطريقة غير مباشرة. المستشارة وهي مهندسة جزائرية مستقرة بكندا ، وصاحبة شركة « فيفر أو كندا ايميغراسيون» التي افتتحت مكتب معتمد لها مؤخرا بقسنطينة، أشارت في لقاء توعوي و توجيهي لفائدة المهتمين بالانتقال للعيش في كندا إلى أنها قابلت عددا من الشباب و الطلبة الذين وقعوا ضحية سرقات مقننة من قبل مستشارين وهميين، و أحصت في قسنطينة وحدها 70 ضحية، توجهوا إليها لطب النصح، بعدما تلقوا ردودا برفض ملفاتهم التي أودعوها لدى هؤلاء المتحايلين سنة2011، ليكتشفوا مؤخرا بأنهم ممنوعون من دخول الأراضي الكندية لمدة خمس سنوات، بسبب تلاعبهم بملفات الهجرة، وذلك عقب إفراج الحكومة الكندية عن قائمة المقبولين ضمن برنامج الهجرة، حيث اتضح لهم بعد البحث و الاستفسار، بأنهم ضحية متحايلين، سلبوهم مبالغ تتراوح بين 9 إلى 30 مليون سنيتم، دون أي ضمانات، بعدما أوهموهم بأنهم يعملون بشكل قانوني. و دعت نورة بوهالي الراغبين في الهجرة، سواء كانوا طلبة أو أفراد أو حتى عائلات، إلى التأكد من هوية المستشار ومن حقيقة اعتماده من قبل المجلس الاستشاري الكندي لتنظيم الهجرة، أو من كونه مسجلا ضمن منظمة المحامين التابعة للمنطقة، محل نشاطه في حال كان محميا مقيما، وذلك قبل التعامل معه ماديا. و أشارت إلى أن إجراءات الهجرة إلى كندا تختلف، حسب المناطق، فالنظام الفيدرالي يعد أكثر صرامة من نظام منطقة الكيبيك، فطالب الهجرة يخضع قبل كل شيء إلى تقييم شامل لشخصه ولمؤهلاته، وفي حال تحصل على مجموع نقاط مناسب، فإنه سيتلقى دعوة لتقديم ملف الهجرة في مدة أقصاها 60 يوما. علما بأن معدل القبول في منطقة كيبيك، يعادل 50 نقطة، بينما يقدر في الولايات الفيدرالية ب 67 نقطة، و في حال الحصول على دعوة أولية لتجهيز ملف الهجرة، فإن المعني ملزم بامتلاك رصيد بنكي ثابت بقيمة 12.400 دولار، لا يمكن المساس به قبل استلام وثيقة الهجرة الرسمية. أما تكاليف الملف بكل تفاصيله بما في ذلك قيمة الاستشارة، فتبدأ عموما من 3 آلاف و 500 دولار، وتختلف من شخص إلى آخر، كل حسب وضعيته، بالمقابل تتعدى تكلفة إجراءات استكمال الدراسة في كندا قيمة 300 مليون سنتيم. فيما يتعلق بالتخصصات المطلوبة أكثر، والتي تعتمد على أساسها عملية انتقاء الملفات المقبولة ضمن نظام الهجرة الكندي، فقد ركزت المتحدثة على التخصصات التقنية و الهندسة و الإعلام الآلي، فضلا عن الحرف التي قالت بأنها مطلوبة بشكل كبير و تمنح صاحبها أفضلية الانتقال للعيش على الضفة الأخرى من العالم. من جهة ثانية، أوضحت المتحدثة بأن دور شركتها المتخصصة في مجال الاستشارة للهجرة، يكمن في توجيه طالبي الهجرة و تسهيل عملية انتقالهم، لتجنيبهم خطر المتحايلين الذين يصطادون ضحاياهم عبر فايسبوك ، من خلال توجيههم بطريقة خاطئة، محذرة من أن مثل هذه الممارسات التي يقوم بها جزائريون عبر صفحاتهم، كانت سببا في تشديد إجراءات الهجرة إلى كندا، لأن الأحاديث والنقاشات عبر صفحات الهجرة على مواقع التواصل مكشوفة، وهناك مصالح في دول عديدة تطلع عليها و تعيد تقييم قوانينها، على أساس طرق الاحتيال التي يتم تداولها من قبل البعض. و بخصوص واقع الجزائريين المقيمين في كندا و الذين يناهز عددهم 80 ألف أو أكثر، حسبها، فقد أوضحت بأن مستوياتهم مختلفة، وبأنهم لا يعاملون بعنصرية، نظرا لصرامة القوانين الكندية، عكس دول أوروبا. كما أن نظام الهجرة إلى هذه الدولة مختلف، كونها هجرة انتقائية و منظمة ، و لا تتم عبر البحر بطريقة غير شرعية، لذلك فالإسلاموفوبيا و الخوف من الإرهاب، لم يؤثرا على واقع الجزائريين بكندا.