الأطفال والمراهقون هم الأكثر تأثرا بالإشهار شدد أول أمس مختصون و باحثون في ملتقى بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية الغذائية بقسنطينة، على ضرورة وضع إستراتيجية جديدة لتطوير الإنتاج المحلي للحليب، بإضفاء ديناميكية على شبكة إنتاجه و تجميعه و توزيعه، مع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك، داعين لاستغلال فترة ارتفاع نسبة الإنتاج المحلي في فصل الربيع، التي يقابلها نقص في الاستهلاك، بتنويع مشتقاته غير المعرضة للتلف. كما تطرق المختصون إلى مشكل الأمراض المتنقلة التي تصيب الحيوانات و تشكل خطرا على صحة الإنسان، و حثوا على ضرورة الحد منها بتوعية الفلاحين وقيام المصالح البيطرية بالدور المنوط به. و ركز البروفيسور توفيق مداني من جامعة سطيف في اليوم الثاني من فعاليات الملتقى الدولي حول العلوم الغذائية في مداخلة حول وضعية إنتاج و صناعة الحليب في الجزائر، على ضرورة وضع سياسة جديدة لخلق ديناميكية و إعطاء دفع لسلسلة إنتاج و تجميع الحليب ، لتطوير الإنتاج المحلي و بالتالي تحسين الأمن الغذائي في ما يخص هذه المادة الحيوية ، و حث على إلزامية وضع إستراتيجية فعالة لتطوير تنويع مشتقات الحليب . ذات المصدر تطرق في مستهل مداخلته لتطور سلسلة توزيع و إنتاج الحليب في الجزائر، بدءا بتوفير مصانع في عدد كبير من ولايات الوطن لتحويل الحليب المستورد ليصل إلى المواطن بأسعار منخفضة ، غير أن سعره عرف على المستوى العالمي في ما بعد ارتفاعا كبيرا. هذا الارتفاع ، كما قال ، دفع الدولة لوضع إستراتيجية لتطوير الإنتاج المحلي و تتمثل في توفير إعانات للفلاحين ، و تقديم الدعم لهم في إنتاج الأعلاف و كذا الاهتمام بالجانب الصحي للأبقار ، مع استمرار الاعتماد على الحليب المستورد لتغطية حاجيات المستهلك، غير أن نسبة الاستهلاك، حسبه، عرفت ارتفاعا محسوسا، فيما لم يواكب الإنتاج المحلي هذا الارتفاع ، و هو ما يدل على وجود إشكالات في الشبكة ، منها صعوبة وصول مجمعي الحليب لعدد من نقاط إنتاج الحليب، بسبب إهتراء الطرق، ما يح ل دون جمع كل الكميات المنتجة و هو ما يتسبب، حسبه، في عدم القدرة على تغطية الطلب. البروفيسور حث على ضرورة تطوير الإنتاج المحلي، خاصة و أن الحليب جزائري الصنع يعد الأفضل من حيث النوعية على المستوى العالمي ، مشيرا إلى أن فصل الربيع يعد من أهم فصول السنة الذي يرتفع فيه معدل إنتاج الحليب و يصل إلى معدلات قياسية، في الوقت الذي ينقص معدل الاستهلاك بفعل بداية ارتفاع درجات الحرارة، إذ يعوض ، حسبه، بالعصائر و المشروبات الغازية عند البعض، و في هذه الحالة يجب تحويل هذه الكمية الكبيرة لتخزين ما أمكن منها و تنويع منتجات الحليب غير المعرضة للتلف، كالأجبان و غيرها. كما تطرق المتدخل لموضوع الأمراض المتنقلة عبر الحليب و التي غالبا ما تصاب بها الحيوانات ، كمرض السل و الحمى المالطية، مشيرا إلى أنه و للحد من هذا المشكل الذي أصبح يشكل هاجسا في السنوات الأخيرة، لا بد من التوعية المستمرة للفلاح و قيام المصالح البيطرية بدورها في هذا الجانب، في الكشف عن المرض و العمل على الحد منه قبل انتشاره، لتقديم حليب صحي للمستهلك خال من العناصر المضرة بالصحة، بالإضافة إلى وضع سياسة وطنية لمكافحتها و بالتالي تحسين نوعية الحليب من الجانب الصحي. من جهته تطرق الدكتور خالد مغيث بومدين من جامعة سيدي بلعباس، إلى موضوع تأثير النمط الغذائي في اختيار الأغذية على المحيط ، و طرح إشكالية إذا كان المستهلك الجزائري له ثقافة كافية توجهه لاختيار الغذاء مناسب، و ما مدى تأثير هذا الغذاء على المحيط ، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان يكون مفيدا للصحة، إلا أنه مضر بالمحيط و كذا النبات و الحيوان . و أكد الدكتور بومدين بأن النمط الغذائي للفرد الجزائري تغير كثيرا مع تحسن قدرته الشرائية ، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أصبح يعتمد على وجبات غنية بالدهون و البروتينات ، قائلا بأنه أجرى بحثا حول الفئات الاجتماعية التي تتأثر بالضغط الاجتماعي و الإشهار ، فوجد بأن الأطفال و المراهقين هم الأكثر تأثرا، و هو ما استدعى إجراء تحقيق ميداني مع فئات من الطلبة و التلاميذ ، لمعرفة ميولاتهم الغذائية و إذا كانوا يتمتعون بثقافة غذائية كافية، فتوصل إلى أن النمط الغذائي للأطفال يتأثر بنمط الأولياء ، ما يدل على النقص الكبير في الثقافة الغذائية عند أرباب الأسر. و حث الباحث على ضرورة التوعية بمخاطر النمط الغذائي غير المتوازن و الأكلات التي غالبا ما يتم تناولها في الفضاءات العمومية ك»شيبس» و العصائر، و ذلك باطلاع الطفل على العناصر التي يحتويها هذا المنتوج من كمية الدسم و الملح ، و التذكير بالعواقب الناجمة عنها ،و في مستهلها السمنة التي تؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض ، كالسكري و القلب و المفاصل و الانزلاق الغضروفي ، مؤكدا بأن الثقافة الغذائية ناقصة عند الجزائريين بشكل كبير.و دعا للاعتماد على نتائج دراسات و نتائج الأبحاث في هذا المجال، لأخذ معلومات قيمة تساعد في إتباع نظام غذائي صحي ، بدل المعلومات غير الصحيحة المتداولة عبر النت.