مفاوضات مع الشركة البرازيلية حول ملاحق الجسر العملاق أكد والي قسنطينة للنصر، أن المفاوضات ما تزال جارية مع الشركة البرازيلية المكلفة بإنجاز ملاحق الجسر العملاق، كما نفى وجود مشاكل مالية، وقال بأن الأمر يتعلق بخلافات تقنية، فيما ذكر وزير الموارد المائية بأن مشكلة التسربات قد تم القضاء عليها نهائيا، فيما يتواصل ظهور انزلاقات بالموقع، بحسب ما أكده مسؤولون من مؤسسة «سياكو». وأوضح والي قسنطينة، في رده على سؤال للنصر، حول العراقيل والاختلالات التي أعاقت استكمال مقاطع مشروع الجسر العملاق، رغم تخصيص مبلغ إضافي لإنهاء المشروع المتأخر، أن الأشغال متوقفة على مستوى ملاحق الجسر العملاق بالطريق الغابي ومقطع ونفق الزيادية، بسبب المفاوضات التي ما تزال جارية بين المؤسسة البرازيلية المنجزة للمشروع ووزارة الأشغال العمومية، مشيرا إلى أن سبب التعثر لا يعود إلى مشكلة التسربات المائية من أعلى الخزانات، التي عرفها الموقع، كما نفى أن يكون الخلاف القائم سببه الاعتمادات المالية، بل يتعداها إلى خلافات تقنية سيتم حلها مثلما قال، مع مسؤولي القطاع ومن ثمّ بعث الأشغال مجددا. وتنقل أمس الأول، وزير الموارد المائية حسين نسيب خلال زيارته إلى ولاية قسنطينة إلى موقع الخزانات بالمنصورة، حيث لم تكن هذه النقطة مدرجة ضمن برنامج الزيارة، أين أكد مسؤولو مؤسسة «سياكو» المسيّرة للمرفق العمومي للمياه بالولاية، أن التسربات المائية ، حدثت بسبب الانزلاقات التي عرفها المكان، كما ذكر مسؤول للنصر، أن أسبابها تعود إلى طبيعة الأشغال التي قامت بها المؤسسة المنجزة للجسر العملاق وكذا الانزلاقات ، إذ تم تسجيل انشقاقات بالخزانات وتسربات مائية معتبرة، قبل أن يتم التكفل بها بعد تخصيص غلاف مالي معتبر للعملية. وأوضح عضو الحكومة، في تصريح لوسائل الإعلام، أنه تم تسوية مشكلة التسربات بشكل نهائي بعد إصلاح بعض الخزانات، التي تصل طاقة استيعاب كل واحد منها إلى 2500 متر مكعب، كما تم إنجاز حائط دعم من الخرسانة ودعمه بمادة مضادة، فضلا عن وضع كتامة وإنجاز نظام لتصريف المياه، كما دعا مسؤولي المؤسسة إلى وضع تجهيزات تعنى برصد تسربات المياه، لتوقفيها في حال تسجيلها مرة أخرى. وتنقلنا قبل أيام إلى موقع المشروع، أين لاحظنا توقف الأشغال مجددا على مستوى ملحق الجسر العملاق الرابط بحي الزيادية، بعد أن استؤنفت لفترة قصيرة، فيما تعرف وتيرة إنجاز أروقة لتصريف المياه، على مستوى ذات المنشأة، تأخرا كبيرا . كما وققنا على غياب تام للآليات و العمال، كما أكدت لنا مصادر تقنية أن الانزلاقات توسعت من حيث المساحة و العمق، كما غطت المياه أجزاء كبيرة من النفق والمساحات المحيطة بالمكان ، نتيجة التسربات النابعة من الخزانات التي توجد أعلى الموقع، وهو الأمر الذي ضاعف من حركة التربة. انزلاقات خطيرة في الطريق الغابي وعلى مستوى الطريق الغابي، فقد أكدت لنا مصادر عمالية بالمشروع، أن الطريق دمرت كليا، كما جرفت الأمطار الأخيرة بحسبها مساحات واسعة من التربة والأشجار، وهو الأمر الذي وقفت عليه النصر أيضا، وقد سبق وأن صرح مسؤول بمديرية الأشغال العمومية، بأن عمق الانزلاقات تجاوز 20 مترا، وتسبب في إلحاق أضرار كبيرة بخزانات المياه. وذكر بأن المؤسسة المنجزة لم تقم بإجراء دراسة معمقة لخصوصية التربة والحركة الكتلية لها، في حين أنها رفضت تحمل مسؤولياتها، لاسيما وأن التشققات مست منطقة المنصورة و نتج عنها أيضا تسرب المياه من الخزانات. وأوضحت لنا مصادر تقنية، التقت بها النصر بموقع مشروع إنجاز أورقة لصرف المياه، أسفل الجسر بالقرب من حديقة باردو، بأن المؤسسة البرازيلية استعانت بعمالة صينية لاستكمال أشغال الملحق الرابط بحي الزيادية، حيث انطلقت في الانجاز لفترة قصيرة جدا لكن سرعان ما توقف المشروع، لأسباب تبقى مجهولة إلى حد الساعة. أما فيما يخص إنجاز أروقة صرف، فقد أكدت لنا ذات المصادر، أن الأشغال استهلت بوتيرة سريعة، لكنها تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، حيث هجر العشرات من العمال الورشة بسبب تردي ظروف العمل، وضعف الأجور، فضلا عن عدم توفير وسائل العمل. وأكد محدثونا بأن طبيعة الأشغال صعبة جدا، وهو ما دفع بالعديد منهم إلى التوقف عن العمل، كما لفتوا إلى أنهم وقفوا خلال عمليات الحفر على كميات كبيرة من المياه الجوفية، وهو ما دفع بالمؤسسة إلى إنجاز أنقاب لتصريفها في كل مرة، مؤكدين بأن هذا المشروع سيساهم في حماية أساسات الجسر. وبخصوص تقدم الأشغال، فقد ذكروا بأنه تم حفر 416 مترا، من الرواق الرئيسي الذي سيصل طوله إلى 616 مترا، كما تم إنجاز رواقين فرعيين بطول 45 مترا في انتظار مباشرة الأشغال في الأخير، فيما لاحظنا أن الأشغال شبه متوقفة بالورشة في حين أن عدد العمال كان قليلا جدا. ومن الحلول التقنية التي يجب القيام بها، بحسب مسؤولي قطاع الأشغال العمومية والموارد المائية، إنجاز جدران دعم على مستوى المنطقة الرابطة بين النفق و حي «كاستور»، أين توجد انزلاقات تهدد كامل المنشأة، والتي كانت سببا في توقف الأشغال لقرابة العامين، كما تمت الاستعانة بمكتب دراسات لإنجاز خبرة، وذلك بهدف إيجاد حلول نهائية لوقف الانزلاقات ، كما سبق وأن حذر مدير الموارد المائية السابق، من تواصل خطر الإنزلاقات التي تسببت فيها أشغال الجسر العملاق ببعض مناطق المدينة وخاصة الطريق الغابي والمنصورة ، وقال أنها ألحقت أضرارا كبيرة بخمسة خزانات مائية وتهدد 5 أخرى، ما قد يحرم 30 ألف ساكن ومستشفيات المدينة من التزود بالمياه، كما ذكر بأن مديريات الموارد المائية و الأشغال العمومية و البيئة عاجزة عن إيجاد حل لوقف الإنزلاقات المتواصلة ، والتي أكد بأنها تصل إلى 25 مترا. تجدر الإشارة، إلى أن وزارة الأشغال العمومية، قد قامت بتغيير هيكلة الكلفة المالية لمشروع الجسر العملاق، حيث تم تخصيص قرابة 5 ملايير دينار إضافية لاستكمال المقاطع المتعثرة وإنجاز أروقة لتصريف المياه، في حين أن المبلغ الإجمالي لإنجاز المنشأة وملاحقها وفق الأرقام التي تتوفر عليها النصر، تقدر ب3800 مليار دينار مقسمة على صفقتين، فيما قامت وزارة الأشغال العمومية، بحسب ما صرح به وزير القطاع للنصر في آخر زيارة له للولاية، بإعداد خبرة تقنية وقانونية عن الطرف الذي يستحمل مسؤولية الاختلالات التي يعرفها المشروع، كما أننا حاولنا الاتصال بمدير الأشغال العمومية، في العديد من المرات، فضلا عن لقائه في مكتبه، لكننا لم نتمكن من ذلك، كما اعتذر رئيس مصلحة بالمديرية عن الرد على انشغالاتنا، بحجة عدم توفره على الصلاحيات بالتصريح.