صادق مجلس الوزراء مؤخرا على إعادة هيكلة الكلفة لمشروع الجسر العملاق بقسنطينة، حيث علمت النصر أنه تم تخصيص مبلغ 4.6 مليار دينار، لاستكمال المقاطع المتعثرة، في الوقت الذي ما تزال فيه الأشغال متوقفة، حيث تصر الشركة البرازيلية المنجزة على تلقي ضمانات مادية. و لاحظنا في زيارتنا إلى موقع الورشة على مستوى نفق حي الزيادية، انعداما تاما للآليات والعمال، حيث أكدت مصادرنا بأن الشركة البرازيلية «آنراد غيتيريز» المكلفة بالدراسة و الإنجاز، ما تزال مصرة على الاستفادة من ملحق مالي للانطلاق في الأشغال، مقابل إنجاز ثلاثة جدران دعم بثلاثة مواقع لتأمين المنشأة و وقف الإنزلاقات المسجلة و كذا الحد من التسربات المائية، مع تهيئة النفق باتجاه حي الزيادية. و تابعت مصادرنا بأنه و رغم تقديم تطمينات للمؤسسة، غير أنها لم تباشر الأشغال إلى حد الساعة، مشيرة إلى الإنزلاقات بالمكان في تزايد مستمر، إذ تصر على الاستفادة من ضمانات مادية، في الوقت الذي تتحمل فيه مسؤولية ما حدث من اختلالات و عراقيل أدت إلى تأخر المشروع، و أكدت المصادر ذاتها أن مصالح الأشغال العمومية طالبت الشركة باستئناف الأشغال وتسليم الورشة بالموازاة مع دارسة الأسعار المقترحة و الفصل فيها، لكنها، كما أضافت، رفضت جميع الحلول الودية.وأوضح مدير الأشغال العمومية في تصريح للنصر، بأن الوزارة الوصية أفرجت عن مبلغ مالي يقدر بأربعة ملايير و 600 مليون دينار، من أجل استكمال ما تبقى من الأشغال التي ستنطلق في أقرب الآجال، و أضاف في سياق آخر بأنه سيتم توسعة الطريق الوطني 79 باتجاه المطار، لإضفاء مرونة على السير، و ذلك عند نقطة الخروج من النفق عند مفترق الطرق بحي زواغي، و مع تهيئة الطريق، إذ تجري الأشغال حاليا في ذلك الجزء الذي يشهد انسدادا مروريا مزمنا.و لا يعد هذا الإجراء الذي اتخذته الشركة البرازيلية المنجزة للجسر العملاق الأول من نوعه، فقد شلت المشروع سنة 2015 لأزيد من 5 أشهر بسبب خلاف مالي حول إعادة هيكلة الكلفة، كما تحججت بعدم تسوية عديد الملاحق والوضعيات المالية، قبل أن تتدخل السلطات وتلبي جميع مطالب الشركة، فيما قدم مسؤول المشروع للوالي السابق في زيارة رسمية، آجالا بتسليم جميع المقاطع والملاحق قبل شهر جوان من السنة الماضية، وهو لم يتحقق على الرغم من مرور قرابة السنة على الموعد السابق. وتؤكد مصادرنا بأن نفق الزيادية لن يفتح إلا بعد إنجاز جدار الدعم على مستوى المنطقة التي تربطه بحي كاستور، أين توجد انزلاقات تهدد كامل المنشأة، و هي التي كانت سببا في توقف الأشغال لأزيد من ستة أشهر، ليتم بعدها اللجوء إلى مكتب دراسات لإنجاز خبرة، و ذلك بهدف إيجاد حلول نهائية لوقف الإنزلاقات، لكن الدراسة الأولى جاءت غير مقنعة و تم مطالبتهم بإنجاز أخرى تكميلية. وحذر مدير الموارد المائية السابق في تصريح للنصر، من تواصل خطر الإنزلاقات التي تسببت فيها أشغال الجسر العملاق، و ذلك ببعض مناطق المدينة و خاصة الطريق الغابي و المنصورة، حيث قال بأنها ألحقت أضرارا كبيرة بخمسة خزانات مائية و تهدد 5 أخرى، ما قد يحرم 30 ألف ساكن و مستشفيات المدينة من التزود بالمياه. أما فيما يخص المقطع بين حيي باب القنطرة و سيدي مبروك السفلي، فقد توقفت الأشغال على مستواه منذ أشهر بسبب الإنزلاقات، و لاحظنا بأنها في تزايد مستمر على مستوى الطريق الغابي، بما يهدد كامل المنشأة، فيما أكدت مصادرنا بأن ورشة مشروع إنجاز رواق لتصريف المياه من أجل حماية الجسر العملاق و ملاحقه من الإنزلاقات، و التي خصص لها قرابة 270 مليار دينار، ما تزال شبه خالية من العمال، رغم الإعذارات الموجهة للمؤسسة البرازيلية.وكما هو معلوم فإن جل ملاحق الجسر العملاق أو "صالح باي»، الذي استهلك في البداية أزيد من 15 مليار دينار، استلمت على مستوى محاور جنان الزيتون و المنصورة و حي كاستور، حيث ساهم فتحها في فك الخناق جزئيا عن المدينة و أضفى مرونة في حركة السير، في انتظار استلام مقطعي الطريق الغابي المؤدي إلى باب القنطرة و نفق الزيادية، للانتهاء الكلي من هذا المشروع الضخم الذي انطلقت به الأشغال قبل أزيد من 5 سنوات.