سيدات عاملات و شابات قسنطينيات يردن "الثورة " على أنفسهن نظمت أمس الأول دورة تدريبية استغرقت يومين بمقر معهد السياحة و إدارة الأعمال بالدقسي " إي تي أم "حول التنمية البشرية تحت إشراف " الأكاديمية العربية العالمية لتدريب و تنمية الموارد البشرية"و" الجمعية الجزائرية للشباب المثقف"، لفائدة 15 متربصة من مختلف الأعمار و الشرائح الاجتماعية. و تهدف هذه الدورة التدريبية التي سبقتها عملية مماثلة في شهر رمضان لفائدة الشباب ببلدية عين عبيد، إلى وضع خطة شخصية ناجحة و سريعة التنفيذ و التطبيق بفاعلية أكبر، و ذلك بفضل الإطلاع على تجارب و خبرات أشخاص نجحوا في حياتهم، و تعلم كيفية صياغة الأهداف و تحقيقها ، بالإضافة إلى إمكانية الانخراط في مشروع " سفراء التنمية " لتدريب المدربين. و استفادت من الدورة التي احتضنها معهد السياحة و إدارة الأعمال بالدقسي خمسة عشر شابة و سيدة في مختلف الأعمار ، أغلبهن علمن بخبر تنظيمها من خلال تواصلهن مع المهندس أبو خبيب المعتمد من طرف الأكاديمية العربية العالمية لتدريب وتنمية الموارد البشرية أو على صفحة معهد السياحة على موقع "الفايس بوك" الاجتماعي، والتي انضممن إليها بهدف خلق نوع من التغيير الإيجابي في حياتهن. كما أخبرتنا الآنسة / س.م / مديرة مكتب تأمينات : " لقد أتيت إلى هنا من أجل التغيير ، أريد أن أعرف نفسي أكثر و أغير الكثير من الركود في حياتي ، لأن المرأة العاملة في الجزائر ليس لها أي نشاط خارج يومياتها في العمل و البيت " ، و يعد تحديد نقاط القوة و الضعف في شخصية كل واحدة أهم جزء في التدريب لتمكينهن من وضع خطة ناجعة يطورن بها مشاريعهن الخاصة . و الملفت في الدورة الأخيرة التي اختتمت أمس بتسليم شهادات كفاءة لكل المشاركات موقعة من طرف "الأكاديمية العربية العالمية للتدريب و التنمية البشرية"، هو إيمانهن الكبير بأهمية التنمية البشرية في حياتهن، حيث اكتشفن أن بعضهن يشاركن للمرة الثانية أو الثالثة في مثل هذه الدورات التنموية ، إذ أخبرتنا بعضهن أنهن انتظرن بفارغ الصبر تنظيم هذه الدورة لهن خاصة بعد أن سمعن بالدورة التي نظمت في 20 أوت لفائدة الشباب ببلدية عين اعبيد، و ذلك لتعلم كيفية وضع خطط عملية لحياتهن مع بداية السنة الجديدة 2012-2011. كما قالت لنا المشرفة على تنظيم الدورة بالمعهد و التي تعمل به أيضا كأستاذة للإعلام الآلي، أنها قررت عدم الإكتفاء بالجوانب التنظيمية في هذه الدورة ، بل و المشاركة فيها أيضا : " لقد كنت انتظر بفارغ الصبر هذه الدورة لأنني بحاجة مثلي مثل الكثير من الشابات في الجزائر لتحديد أهدافي و أولوياتي و التخطيط لحياتي، و ذلك من خلال خلق تغيير جذري داخل روحي و نفسيتي " . و كشف مهندس التنمية البشرية أبو خبيب على هامش هذه الدورة التي قدمها للإناث، عن المشروع التنموي الضخم الذي يشارك فيه مع الأكاديمية العربية و هو: " سفراء التنمية" الذي يهدف إلى تكوين مدربين في التنمية البشرية و التخطيط الإستراتيجي ، و ذلك من خلال اختيار مدربين شاركوا في مجموع الدورات التي أشرف عليها في الوطن. فكرة هذا المشروع هي للدكتور الجزائري محمد ميمون ، الذي يهدف مخططه العملي إلى إحصاء 1962 متدرب في التخطيط الإستراتيجي الشخصي بحلول شهر جويلية 2012، ليتوافق هذا العدد مع السنة التي استقلت فيها الجزائر، حسب ما أخبرنا به المهندس أبو خبيب الذي يشرف عن كثب على المشروع من خلال تنظيم تدريبات نظرية و دورات تكوينية عبر مختلف ولايات الوطن، كما تهدف خطة المشروع أيضا إلى الحصول على خمسين متدربا مع نهاية العام الجاري، بينما تستمر رؤية المشروع البعيدة المدى إلا غاية جويلية 2025.و ستهتم هذه الدورات التي ستتوسع حسب ما أكده المدرب إلى جميع الولايات ، بالجانب الإنساني و التربوي خاصة بالنسبة للنساء اللاتي يعتبرن عمود المجتمع و شريانه النابض كما قال ، وأن الاهتمام بالعنصر البشري الذي أهمل كثيرا يجب أن يركز على جانب تأثير و فعالية الفرد ليس فقط في الجزائر بل في العالم ككل، و ذلك من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة للآخرين و صنع نهضة حقيقية و تربية فعالة . أمينة ج