التغذية الصحية تساهم في التفوّق الدراسي شدد أطباء و مختصون خلال يوم تحسيسي احتضنته متوسطة الشهيد براهمي الشريف بن صالح ببئر العاتر ، ولاية تبسة، أن التغذية الصحية هي الجدار الواقي من الأمراض، التي قد تنتشر بين التلاميذ في المدارس، و بوابة النمو السليم و النتائج الدراسية الجيدة، داعين إلى ضرورة الابتعاد عن بعض الأغذية التي تخل بالتوازن الغذائي للبراعم، و تضر بهم أكثر مما تنفعهم. المتدخلون أوضحوا خلال اللقاء الذي نظمته مفتشية التغذية المدرسية المقاطعة 4 ببئر العاتر ، بإشراف مدير التربية و حضور السلطات المحلية، والمفتش الولائي للتغذية المدرسية و مفتشين ومديري مدارس الابتدائية و أساتذة وممثلين عن مختلف القطاعات ذات العلاقة، و أولياء التلاميذ، أن التغذية الصحية و المتوازنة هي التي تحتوي على الكربوهيدرات، و الدهون، و الماء، و الفيتامينات و المعادن، و كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم و لو بكميات ضئيلة، و كذا الألياف، من أجل التمتع بصحة جيدة و قيام الجسم بأداء وظائفه بشكل صحيح، مشيرين إلى أن توفير التغذية السليمة للأطفال في سن دخول المدرسة، أي بعد سن الروضة و قبل سن المراهقة، يجب أن يكون في مقدمة الأولويات للأولياء و المسؤولين عن الإطعام المدرسي، لكي يكون وزنهم مناسب و حالتهم الصحية على ما يرام. و أوضح المختصون بأن خلال المرحلة المذكورة ، يبدأ الأطفال في الابتعاد عن منازلهم، و يتدخل أناس خارج إطار الأسرة ،في تشكيل أذواقهم و ميولهم و اختياراتهم للأطعمة . بخصوص العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، قال الأطباء المتدخلون، أن الأطفال لا يحتاجون لأية أطعمة خاصة من أجل ضمان نموهم السليم و توفير الطاقة لهم ، بل يحتاجون إلى العناصر الغذائية نفسها التي يحتاجها الكبار، لكن بمقادير مختلفة، مضيفين أن هناك ثلاثة عناصر غذائية يجب الاهتمام بها و هي الحديد، والكالسيوم، و الزنك للنمو، أما التلاميذ الذين يعانون من حساسية إزاء بعض الأطعمة، فيكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض متعلقة بسوء التغذية، لذلك لابد من الاهتمام بتصحيح العادات و السلوكات الغذائية للصغار، سواء في المنزل أو المدرسة. وجبة الإفطار ضرورية لتجديد نشاط التلميذ و شدد المتدخلون على ضرورة تناول الطفل وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة، لتجديد نشاطه بعد فترة نوم قد تصل إلى 6 ساعات دون طعام، و يؤدي إهمالها ، حسبهم، إلى عدم القدرة على التركيز و التحصيل، كما يساهم الإفطار أيضا في الحفاظ على مستوى متوازن للسكر في الدم، و ذكروا أن وجبة الإفطار، يجب أن تحتوي على كوب حليب قليل الدسم، أو بيضة مسلوقة، و شريحتي خبز مع شرائح خضر، و كوب عصير برتقال. و حرص الأطباء من جهة أخرى ، على تقديم إرشادات لتعليم الأطفال العادات الغذائية الصحيحة، من بينها تعليم الأطفال مراقبة الآخرين و ليس آبائهم فقط ، عند تناولهم لوجباتهم، و محاكاتهم في اختياراتهم إذا كانت جيدة و متوازنة، لافتين أن اختيارات و سلوكات الآباء تنتقل للأطفال، لذا يجب على الأولياء جذب أطفالهم للطعام الصحي، عن طريق الاهتمام بطرق تقديم الطعام و شكله الجذاب، و منافسة الوجبات السريعة، و تحضير وجبات مماثلة في المنزل، بشرط الابتعاد عن المواد الدسمة الضارة، و كذا مشروبات الطاقة و المشروبات الغازية و العصائر المعلبة، التي تتسبب في السمنة و مشاكل صحية مختلفة . و أوضح المتدخلون من جهة أخرى، بأن شرب الطفل ل 8 أكواب ماء يوميا، يحافظ على لياقته البدنية و يجنبه الإمساك و سوء الهضم، كما أن شرب الحليب و مشتقاته يوفر مستوى عاليا من البروتين والكالسيوم الضروريين لنمو و صحة العظام، في حين يساعد النشاط الرياضي في التخلص من التوتر والضغوط. و أضافوا أن التلاميذ يحتاجون إلى نسبة معينة من الدهون للنمو، لذا يجب الابتعاد عن المأكولات قليلة الدسم، مشيرين إلى أن النمو السليم لخلايا الدماغ يعتمد على توفير الدهنيات الصحية الموجودة في المأكولات، على غرار المأكولات البحرية، و الزيوت النباتية مثل، زيت الزيتون، زيت السمسم، و كذا المكسرات مثل الفستق، و فول الصويا، و الأفوكادو. و أثرى الحضور المداخلات بمناقشات تصب كلها في ضرورة توفير الغذاء الصحي المتوازن للتلاميذ، لاسيما على مستوى المطاعم المدرسية، مع التأكيد على تقديم وجبات غذائية متوازنة مفيدة للتلميذ، و استحسن المشاركون المبادرة التي أماطت اللثام عن بعض الأغذية غير الصالحة للتلاميذ وطرق تجنبها. وتوج اللقاء برفع جملة من التوصيات، من المنتظر أن ينقلها مديرو المؤسسات التعليمية للأساتذة ليشرعوا في تحسيس التلاميذ بأهمية الغذاء المتوازن. جدير بالذكر أن اليوم الدراسي نظم إثر جلسات تحليل نتائج التلاميذ التي أقرت أن لعامل النظام الصحي المتوازن، دوره في تحسين ظروف التمدرس و رفع نتائج التلاميذ.