أخفق المنتخب الوطني سهرة أمس بتعادله مع نظيره الغامبي، في ختام التصفيات المؤهلة إلى «كان 2019»، ليفشل بذلك في مواصلة المسار بنفس «الديناميكية» منذ اعتلاء بلماضي العارضة الفنية، في رابع مباراة رسمية له، ولو أن الناخب الوطني استغل الفرصة لفتح ورشة كبيرة، من خلال تغييرات جذرية على التشكيلة، ومنح الفرصة لوجوه جديدة تسجل تواجدها لأول مرة، أمثال لوصيف وبوداوي، مع المراهنة على عناصر أخرى كانت خارج نطاق الخدمة، مقابل إعفاء كل الركائز، سيما وأن المنافس كان ضعيفا، الأمر الذي تسبب في تواضع الاقبال الجماهيري، على اعتبار أن الموعد كان «شكليا»، بعد الاطمئنان على تأشيرة التأهل إلى «كان 2019» في الجولة الماضية. الورشة الكبرى التي فتحها بلماضي في هذه المقابلة انعكست بصورة مباشرة على آداء التشكيلة الوطنية فوق أرضية الميدان، خاصة في الشق المتعلق بالتنسيق والانسجام، الأمر الذي صعب من مأمورية المهاجمين في فك شفرة التكتل الدفاعي الذي انتهجه المنافس، على اعتبار أن المنتخب الغامبي اكتفى بتحصين قواعده الخلفية، في محاولة للصمود أطول فترة ممكنة، مع سد كل المنافذ المؤدية إلى شباك الحارس جوب مودو. هذه الخيارات أجبرت العناصر الوطنية على الاعتماد على المهارات الفردية، سعيا لهز الشباك، لأن مجريات اللعب سارت في اتجاه واحد، وعلى وقع سيطرة مطلقة لرفقاء حليش، لكن في غياب فرص سانحة للتهديف، لأن التوزيع الدفاعي الذي انتهجه الغامبيون، على جدارين، أبقى رأس الحربة درفلو في عزلة تامة، فكانت الحلول الفردية الورقة التي لجأ إليها بن ناصر ووناس، وبدرجة أقل بوداوي وبلايلي، سيما وأن الدفاع الجزائري كان يتموقع في الدائرة المركزية، مع بقاء الحارس دوخة في راحة تامة. سيطرة «الخضر» على مجريات اللعب لم تجد طريقها إلى التجسيد سوى بعد 42 دقيقة، لما بصم بن ناصر على تمريرة ميليمترية إلى مهدي عبيد، الذي سدد من زاوية مغلقة، وخادع الحارس جوب مودو، مفتتحا مجال التسجيل، ليترجم بذلك التحكم الكلي للنخبة الوطنية في زمام الأمور. ريتم المباراة لم يتغير كثيرا في المرحلة الثانية، لأن السيطرة الجزائرية تواصلت، لكن الجدار الدفاعي الغامبي حال دون تسجيل فرص كثيرة تجسد «فيزيونومية» اللعب، ولو أن وناس اعتمد على فردياته العالية، وكاد أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 48، بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات، تألق الحارس جوب مودو في التصدي لها، ليتكرر نفس «السيناريو» بعد ربع ساعة، بعدما تلاعب وناس بكل دفاع غامبيا، لكن مودو أبدع في إنقاذ مرماه من هدف محقق. مع مرور الدقائق حاول الناخب الوطني تفعيل القاطرة الأمامية بإقحام نعيجي بديلا لدرفلو، لكن هذا التغيير لم يكن له تأثير على «فيزيونومية» اللعب، رغم أن بلايلي تقدم أكثر في الهجوم، ولو أن نعيجي كاد أن يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 87، بعد عمل فردي، أنهاه بتسديدة في الزاوية البعيدة للمرمى، إلا أن الحارس مودو تألق في إنقاذ مرماه. إلى ذلك فإن الدفاع الجزائري لم يختبر إطلاقا في هذه المباراة، والتدخل الوحيد للحارس دوخة كان في الدقيقة 72، لكن الوقت بدل الضائع من عمر اللقاء عرف حدوث «السيناريو» الذي لم يكن متوقعا، لأن كرة عرضية تسببت في خطأ في المراقبة سمح للاعب الغامبي مامادو دانسو ليخادع الجميع، ويسكن الكرة في شباك دوخة معدلا النتيجة، قبل أن يطلق الحكم أليوم نيانت صافرة النهاية بتعادل بطعم الهزيمة في مباراة لم تختلف عن الحصص التدريبية، أمام منافس ضعيف.