لايزال بنك الدم بمستشفى عاليا صالح بمدينة تبسة، يعاني من نقص في أكياس الدم لإسعاف المرضى المتوافدين على المركز، خاصة ممن تتطلب حالتهم إجراء عمليات جراحية، وهو حال مرضى مصلحة أمراض الكلى، و مصلحة الولادات، و مصلحة الاستعجالات لذات القطاع. وتبقى هذه المؤسسة من أكبر المصالح التي يتم تزويدها بأكياس الدم، و تستهلك يوميا العشرات منها لمعالجة المرضى، فرغم أن مصلحة حقن الدم بالمركز، تقدم يوميا عشرات بل مئات أكياس الدم للمصالح الطبية للمستشفى، إلا أنها تبقى قليلة وغير كافية، مقارنة بالطلب المتزايد على الدم بمختلف أنواعه، و العدد الكبير للمرضى الذين يدخلون المستشفى، حيث تجد يوميا عائلات المرضى في رحلة بحث شاقة عن متبرعين، لإحضارهم إلى المستشفى للتبرع لذويهم بأكياس الدم، و لإنقاذ حياة المرضى المقيمين أو المصابين في حوادث المرور، والحوامل، و ضحايا الحرائق، ومرضى فقر الدم، ومرضى السرطان، وهو ما جعل الكثير من المرضى قبل دخولهم للمستشفى للعلاج، يحضرون معهم أحد المتبرعين بالدم، لضمان إجراء العملية الجراحية في موعدها. رئيس الجمعية الولائية للمتبرعين بالدم، أوضح من جهته أن إجمالي المتبرعين بلغ 4 آلاف متبرعا سنة 2018، فيما يتم توزيع 7 آلاف كيس كل سنة من مختلف الزمر، 80 بالمئة منها موجهة للنساء الحوامل بمستشفى الطفولة والأمومة بتبسة، حيث تستهلك الحامل الواحدة 20 كيسا من الدم، مؤكدا نقص المتبرعين بالدم بمدينة تبسة، إلا أن الجمعية تقوم من حين لآخر بحملات تبرع ، بالتنسيق مع مختلف المصالح بوسط المدينة أين يكثر المارة، أو بالمؤسسات، لجمع كميات من الدم، فضلا عن التنسيق مع بعض الجمعيات الخيرية الناشطة، غير أنه خلال عمليات جمع الدم ، يتم اكتشاف بعض الحالات المرضية لدى المتبرعين، الذين لا يعلمون أنهم مصابون بأمراض، و تكشف التحاليل ذلك، وهو ما يمنعهم من الاستفادة من كميات الدم التي يتبرعون بها، لذلك يقوم مسؤولو بنك الدم بمراقبة صارمة للكميات التي يجمعونها حتى لا يصاب المريض بمرض آخر يضاعف معاناته. وتظل مصلحة الاستعجالات من المصالح الاستشفائية، التي تشهد يوميا إجراء عدد معتبر من العمليات الجراحية المستعجلة، أغلبها للمرضى المصابين في حوادث المرور، الذين يتوافدون بكثرة على المصلحة، و كذا المصابين في الخصومات والشجارات، ناهيك عن النساء الحوامل، وهناك من المرضى والمصابين من تكون زمرة دمه من الزمر النادرة، وهو ما يطرح لمصلحة حقن الدم إشكالا كبيرا، و يدفع هذا الوضع بأهل المريض إلى الدخول في رحلة بحث عن متبرع لإنقاذ حياة مرضاهم، إما بالعودة إلى السجلات المتوفرة لدى بنك الدم، أو اللجوء إلى المساجد ، بحثا عن متبرع بقطرة دم ، أو عن طريق نشر إعلانات عبر أمواج إذاعة تبسة. و تبقى الحملات التحسيسية ضرورة ملحة لتوعية المواطنين بضرورة التبرع بالدم، لأن قطرة واحدة بإمكانها إنقاذ حياة شخص من موت مؤكد.