بدأت بالكاراتي لأجد نفسي أحسن لاعبة كرة يد في الجزائر في وقت تسلط الأنظار على لاعبي كرة القدم الذين حوّلتهم بعض وسائل الإعلام إلى نجوم، يشق رياضيون ورياضيات دروب المجد في صمت، ذنبهم الوحيد أنهم مارسوا رياضات استهوتهم وتعبوا لأجل التألق، لكن في اختصاصات بعيدة عن عدسات الكاميرات. أميمة بن فوغال واحدة من نجمات كرة اليد الجزائرية، اقتربت منها النصر، في محاولة لتقديم نجمة المجمع البترولي وخريجة المدرسة القسنطينية، التي تكوّنت ضمن فريقها نادي صخر سيرتا. حاوره: مروان. ب rrمتى بدأت ممارسة كرة اليد وكيف اخترت هذه الرياضة؟ متعلقة بالرياضة منذ صغري، وبدأت بممارسة الكاراتي في سن السابعة، وعند بلوغي سن 14 سنة تحولت إلى كرة اليد، التي أحببتها كثيرا، بسبب مشاركاتي في الدورات المدرسية، ولذلك قررت فيما بعد الالتحاق بفريق من مدينة مسقط رأسي قسنطينة، وهناك كانت لي تجربة ناجحة مع نادي صخر سيرتا، الذي تدرجت في مختلف أصنافه، وكان وراء تكويني الجيد، الذي مكنني فيما بعد من الانتقال إلى أفضل ناد في الجزائر، وأعني به المجمع البترولي. المطبخ لا يستهويني و والدتي سبب ذلك ! rrحدثينا عن تجربتك مع نادي صخر سيرتا، قبل الالتحاق بالمجمع البترولي ؟ بدايتي كانت من بوابة فريق صخر سيرتا، الذي دافعت عن ألوانه لثمان مواسم كاملة، قبل الالتحاق بنادي المجمع البترولي، في صفقة أثارت الكثير من الجدل، بسبب ما حدث قبل التعاقد معي، لقد كانت محطتي الأولى في قسنطينة مهمة جدا، كونها أكسبتني الكثير من الخبرة، كما نجحت بفضلها في تطوير إمكاناتي، ما جعلني أحظى باهتمام أبرز فريق محلي، ولو أن طريقة مغادرتي لم تكن كما أريد، إذ حدثت لي مشاكل مع هذا الفريق الذي رفض التفريط في خدماتي، وأجبرني على قضاء موسم أبيض، ما تسبب في غيابي عن البطولة الإفريقية بأنغولا في 2016، على العموم، ابتعادي عن أجواء المنافسة ل12 شهرا كاملا، لم يؤثر على مستواي ونجحت في إيجاد معالمي بسرعة، خاصة وأن زميلاتي في المنتخب، اللائي يشكلن غالبية التعداد ساعدنني على التأقلم، لأقدم ما هو مطلوب مني وأؤكد نجاح صفقتي. rrتوّجت مؤخرا بالثلاثية مع المجمع البترولي، ما ذا يعني لك هذا؟ حققنا الهدف المسطر، والمتفق عليه مع مسؤولي الفريق الصائفة الماضية، والمتمثل في إحراز الثلاثية، التي لم تأت بمحض الصدفة، بل نتاج عمل شاق انطلق شهر أوت الفارط، لقد كان أفضل موسم في مشواري الرياضي إلى حد الآن، خاصة وأنني ساهمت بقسط وافر في هذا الإنجاز الاستثنائي، الذي لا يجب أن يكون الأخير بالنسبة لنا، خاصة وأننا نرتدي ألوان أحد أفضل الفرق على المستوى القاري، بدليل المشاركات المنتظمة للمجمع البترولي في المسابقات الخارجية، صدقوني لقد أحسنت الصنع بالانتقال إلى النادي العاصمي، الذي توجت معه ب6 ألقاب كاملة في ظرف موسمين فقط، في انتظار حصد المزيد من التتويجات وأنا المتعطشة لإثراء سجلي. الصربية أندريا ليكيتش لاعبتي المفضلة وأحلم باللعب في أوروبا rrمنذ متى تدافعين عن ألوان المنتخب الوطني ؟ منذ سنة 2009 وأنا متواجدة مع المنتخب الوطني، لأحقق بذلك الحلم الذي راودني منذ الصغر، والفضل في هذا يعود إلى مدربتي جميلة نايلي دواودة التي كانت وراء منحي الثقة، كما ساعدتني كثيرا في تطوير مؤهلاتي، وهو ما جعلني لا أبتعد عن المنتخب طيلة الفترة الماضية، وكنت حاضرة في البطولة الإفريقية الأخيرة التي أقيمت بالكونغو. rrهل أنت راضية بما قدمته إلى حد الآن؟ شاركت في عدة منافسات ودورات دولية، والبداية مع فريقي السابق صخر سيرتا، الذي خضت معه البطولة العربية التي أنهيناها في الصف الرابع، كما لعبت السنة الماضية البطولة الإفريقية للأندية بتونس رفقة المجمع البترولي، في محطة أكسبتني الكثير من الخبرة، كما حصل لي شرف التواجد مع المنتخب في عدة دورات، لعّل آخرها البطولة الإفريقية التي أقيمت بالكونغو، وحققنا فيها نتائج لا بأس بها، وكلها أمور تجعلني فخورة بمشواري لحد الآن، ولو أنني في بداية الطريق فقط، وأمامي الكثير لأحققه. rrكرة اليد النسوية غير قادرة على مقارعة كبار القارة على غرار أنغولا، لماذا؟ كرة اليد النسوية لا تحظى بالاهتمام الكافي مقارنة بالرجال، كما أننا لا نخوض المعسكرات الإعدادية بانتظام، وهو ما لم يسمح لنا بتطوير المنتخب، الذي لا يزال بعيدا بعض الشيء عن مستوى عمالقة القارة، على غرار أنغولا وتونس والسنغال، الذين يبرمجون تربصات بالجملة داخل وخارج أوطانهم، كما لا يبخلون على لاعباتهم بشيء، وكلها أمور تنعكس بالإيجاب على نتائجهم في الدورات الكبرى. rrما تعليقك على احتلال المرتبة الثامنة في البطولة الإفريقية بالكونغو في 2018 ؟ رغم إنهاء البطولة في المرتبة الثامنة، إلا أن الأداء العام كان مقبولا، مقارنة بالظروف التي حضرنا فيها، إذ لم نتربص سوى لمدة شهر ونصف، وهو ما انعكس بالسلب على الانسجام، الذي بدا غائبا بين عناصر المنتخب، الذي قد يكون له شأن كبير مستقبلا، خاصة وأن معدل أعمار الفتيات منخفض، وبالرعاية والاهتمام قد ننجح في مقارعة الكبار. لم نخيب في الكونغو و"ألعاب" المغرب فرصة جيدة لنفض الغبار rrما هي أسباب تراجع كرة اليد الجزائرية والنسوية على وجه الخصوص؟ كرة اليد النسوية كان لها شأن كبير في الماضي، بفضل جيل من اللاعبات قدمن الكثير، ونجحن في تشريف الألوان الوطنية، غير أن الأمور تغيرت الآن، وسيدات المنتخب يفتقدن لأدنى الإمكانات، ما انعكس بالسلب على نتائجهم في البطولات الإفريقية، علينا أن نعيد الاعتبار لهذا المنتخب، خاصة وأن المادة الخام موجودة. rr تنتظركم عدة استحقاقات، بينها الألعاب الإفريقية، لكن يبقى المونديال ربما الحلم الأكثر تشويقا؟ أجل، تنتظرنا الألعاب الإفريقية شهر أوت القادم بالمغرب، ولقد تلقينا وعود من القائمين على شؤون كرة اليد الصغيرة الجزائرية ببرمجة تربصات كثيرة، من أجل النجاح في تقديم دورة طيبة، ولم لا افتكاك مرتبة مؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، الذي يبقى الحلم الأبرز للاعبات الحاليات، خاصة وأنهن يتمتعن بالإمكانات التي تسمح لهن بتشريف الراية الوطنية. rr ما رأيك في تدعيم المنتخب بلاعبات قادمات من بطولات أوروبية ؟ منتخبنا الوطني مشكل من لاعبات محليات وأخريات قادمات من أوروبا، والعلاقة بيننا أكثر من رائعة، وكلنا لدينا هدف واحد وهو تشريف الألوان الوطنية، ولو أن الاستنجاد من وجهة نظري بالمحترفات أكثر من ضروري، في ظل احتكاكهم بالمستوى العالي، ومقدرتهم على تقديم الإضافة، رغم وجود لاعبات بالبطولة المحلية يمتلكن مستوى متميزا، وقادرات حتى على اللعب في فرق محترفة بأوروبا. انتقالي للمجمع البترولي كلفني موسما أبيض والغياب عن دورة أنغولا rrبماذا تعلقين على اختيارك كأفضل لاعبة في البطولة المحلية؟ كنت فخورة باختياري أفضل لاعبة في البطولة المحلية لموسم 2018/2019، رغم وجود عدة أسماء متميزة، صدقوني هذا تكليف أكثر منه تشريف، وبالتالي علي أن أضاعف المجهودات في سبيل الحفاظ على مردودي الجيد أو تطويره بشكل أكبر. rrماذا حلمت أن تكوني في الصغر ؟ تمنيت منذ نعومة أظافري أن أكون لاعبة كرة يد متميزة، والحمد لله أنشط الآن في أفضل فريق في الجزائر، وأدافع عن ألوان المنتخب الوطني، كما حلمت أن أكون مدربة، ولقد درست في المعهد، وأنا الآن أحوز على شهادة في التحضير البدني. rrهل تحلمين بالاحتراف الأوروبي ؟ رغم أنني أنشط في أفضل فريق في الجزائر وأحد أبرز الفرق العربية، ولكن لا أخفي عليكم بأنه تحدوني رغبة كبيرة في خوض تجربة احترافية خارج الجزائر، خاصة وأنني أطمح لتطوير إمكاناتي بشكل أكبر، ما من شأنه أن يخدمني ويخدم منتخبنا الوطني، الذي هو بحاجة للاعبات من الطراز الرفيع لتحقيق النتائج المرجوة. أحضر وزميلاتي وجبة الإفطار مبكرا ونتدرب بجد ليلا rrقدوتك في كرة اليد ؟ قدوتي ولاعبتي المفضلة في كرة اليد هي الصربية أندريا ليكيتش. rrكيف تقضين يومك في رمضان ؟ متواجدة بمنزل عائلتي بقسنطينة، بعد تعرض والدتي لوعكة صحية، أين وجدت نفسي مجبرة على ترك كافة التزاماتي، من أجل البقاء إلى جانبها، ومن منبركم هذا أدعو لها بالشفاء العاجل، ولكل مرضى المسلمين، وعن يومياتي في رمضان، فقد كانت بالعاصمة رفقة زميلاتي في فريق المجمع البترولي، إذ نقوم بالطهي في النهار، وفي السهرة نتوجه للقيام بالتدريبات، ولا نخلد للنوم حتى وقت السحور. rrأكلتك المفضلة وهل تحبين الطبخ ؟ لا أملك أكلة مفضلة وأحبذ المحاجب والبيتزا والشخشوشة، ولا أعشق المطبخ، كوني تعودت على أكل ما تعده والدتي، ولو أن الأمور مختلقة، بعد التحاقي بنادي المجمع البترولي، أين اضطر لإعداد وجباتي بمفردي. الرياضة المدرسية حوّلتني لكرة اليد rrهل لديك برنامج تلفزيوني معين ؟ لست مهتمة بالبرامج التلفزيونية، وأحرص على متابعة مقالب الكاميرا المخفية فقط، ولكنني تابعت خلال شهر رمضان الحالي مسلسل «أولاد الحلال»، خاصة وأنه كان مميزا على كافة الأصعدة والمستويات، واستحق الضجة التي أحدثها، وبخصوص ممثلي المفضل فهو الشاب محمد خساني، الذي يملك طاقة إبداعية كبيرة. rrشيء ندمت عليه في حياتك ؟ لم أندم على أي تجربة عشتها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وكل ما مررت به في حياتي ساهم في تطوير شخصيتي، وهو ما مكنني من تجاوز كافة العقبات التي صادفتني، أنا راضية عن نفسي، خاصة وأن والدي ووالدتي يباركان كافة خطواتي. أملك 6 ألقاب وظفرت بثلاثية تاريخية ومتعطشة للمزيد rrبماذا تريدين أن تختمي الحوار ؟ أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة، وأستغل الفرصة للثناء على والدي ووالدتي، اللذين ساهما بقسط وافر في نجاحي، وآمل أن يوفقني المولى وأرد القليل مما قدماه لي.