المقراني مات بعد 1871 وقبره موجود بسكيكدة وليس ببرج بوعريريج فجر حفيد من أحفاد الشيخ المقراني أول أمس قنبلة تاريخية عندما كشف أن الحاج لم يمت كما هو معروف رسميا وشعبيا سنة 1871 وإنما بعدها بسنوات وقبره موجود بسكيكدة وليس ببرج بوعريريج وذلك في الملتقى الوطني الخامس لأعلام سكيكدة الذي نظمته جمعية روسيكادا واختتمت أشغاله مساء أمس الأول بعد يومين من الأشغال التي تناولت المدن السكيكدية عبر التاريخ عمرانا واقتصادا واجتماعا والشخصيات والثوار والمقاومين والمشايخ والفقهاء. الشيخ لخضر مقران المولود ببلدية السبت بسكيكدة ظل يدافع عن روايته هذه وأكد أن الشيخ المقراني لم يمت في المعركة بل انتقل إلى السبت واقترب من السكان الذين وفروا له كتابا لتعليم أبنائهم وهو ما شكل نواة الزاوية التي بدأت أعمالها مند 1872 قبل أن يأتي له الإخوان الرحمانيون بأحفاده وابنه وقال أن قبره وقبر ابنه الربيع وأحفاده معدة وشريفة ويمينة وزروق وعلي موجودة بالسبت وكشف عن شجرة النسب أمام الحضور. هذا الإعلان الذي ظل حديث الكثير على هامش الملتقى أين أكد بعضهم انه ينتظر كشف التحقيق في الأمر وإعلان الحقيقة التاريخية للناس في حين تساءل آخر هل الذي انتقل من مجانة بمنطقة القبائل هو المقراني نفسه أم ابنه الربيع فقط وأبنائه لاسيما وان الرواية التاريخية الرسمية جزائريا وفرنسيا أن المقراني استشهد في معركة مباشرة مع العدو في 05 ماي 1871 ودفن بقلعة بني عباس ببرج بوعريريج فأي القبرين يحوي الجثة الحقيقة وأي الولايتين تحتضن رفاته ؟. المشاركون في ملتقى أعلام سكيكدة الذي حاول تسليط الضوء هذه المرة على الأعلام المغمورين ممن لم ينالوا حظهم من الدراسة والتعريف رغم ما لعبوه من ادوار تاريخية على غرار الشيخ محمد الغسيري ونشاطه الاصطلاحي وعبد الله فيلالي وبوقادوم وتومي وعبد الرحمن قاسيس وغيرهم كما نال تاريخ سكيكدة والقل نصيبا وافرا من النقاش عندما عرضت جوانب من الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لهما خلال العصر القديم والعصر الوسيط وقد ظهر خلاف حول الباحثين في تاريخ التأسيس واصل التسميات وأصول هجرات القبائل المشكلة لنسيجها الاجتماعي وعلاقة سكيكدة عبر التاريخ بالسلطة المركزية من عهد الفينيقيين إلى الفرنسيين مرورا بالرومان والعرب الفاتحين والفاطميين والقبائل الهلالية والحماديين والحفصيين والعثمانيين وهي علاقة في مجملها متوترة إذ رفضت كثير من القبائل الإذعان للسلطة المركزية وميلها إلى التحرر مستفيدة من الطابع الجغرافي للمنطقة . أما خلال الحقبة الاستعمارية فقد كشف المتدخلون عن النشاط الإعلامي الصحفي للأهالي والنضال النقابي والتعليم الحر وابرزوا جوانب من المقاومة الدينية التي تقاطعت مع المقاومة المسلحة لكنها اتسمت بالدوام وطول النفس فتمكنت من حفظ هوية الأمة وتميزها الديني والاجتماعي عن المستعمر النصراني في شبه قطيعة ثقافية سوسيولوجية معه وتم الكشف هنا عن مخطوطات لمصاحف وكتب فقه كتبت مع نهاية القرن التاسع عشر في عهد الفقهاء الشيخ بلقاسم خلفة وبغريش وبالعابد وبن دويدة وبوعناني وغيرهم وهي ماتزال متداولة بين أيدي السكان إلى اليوم إلى جانب أسماء كثيرة من معلمي القران الذين يعدون بالمئات في الكتاتيب أمثال بن حورية وبن شنيور وخطابي كما تم عرض قراءات لمنطقة سكيكدة من خلال مذكرات الرحالة والأرشيف وكتب الجغرافيا القديمة وغيرها.