إصابة عاملين في انفجار بمركب الغاز في وهران ما زالت التحقيقات متواصلة بالمنطقة الصناعية للمحروقات ببطيوة في وهران، لكشف أسباب الانفجار العنيف الذي وقع، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء. و حسب معلومات أولية من مصادر رسمية، فإن سبب الانفجار يرجع إلى خلل تقني بالأنبوب الرئيسي الممون لمخازن الغاز بمصنع «جيانال1زاد» ، بوحدة الإنتاج قطار رقم 400، مما تسبب في اندلاع الحريق. و بفضل التدخل السريع لفرق المنطقة الصناعية و فرق الحماية المدنية، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة وسط العمال، ماعدا إصابة عاملين بحروق على مستوى اليدين و خسائر مادية كبيرة بالنظر لحجم منشأة المركب. و في انتظار نتائج التحقيقات التي تشرف عليها فرق أمنية و إدارية متعددة، فقد أرجع بعض العارفين السبب إلى خلل تقني يكون قد وقع على مستوى إحدى نقاط عملية تمييع الغاز الطبيعي، الذي يتم تبريده لدرجة 162 درجة تحت الصفر، ثم يتم تخزينه قبل موعد شحنه في البواخر و توجيهه نحو زبائن سوناطراك عبر العالم. و ما زال مركب «جيانال1 زاد» متوقفا عن الإنتاج منذ الحادثة، تجنبا لأي طارئ، رغم التحكم في الوضع نهار، أمس، و تواصل عمل باقي مصالح المركب، الذي تفوق طاقة إنتاجه 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المميع. و عاش سكان بطيوة و أرزيو، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، حالة رعب كبيرة بسبب قوة الانفجار، حيث خرج الجميع للشارع أين قضوا ليلة بيضاء و منهم من لجأ إلى أقاربه في المناطق المجاورة، بينما تم تحويل العشرات إلى المصالح الاستشفائية المختلفة، بسبب معاناتهم من الصدمة و ارتفاع الضغط الدموي و حتى السكري و قد غادر الأغلبية المستشفيات بعد تلقيهم الإسعافات الأولية. و إلى غاية، صباح أمس، كان الرعب يخيم على سكان بطيوة و الحذر يرافقهم في كل تحركاتهم العادية، رغم عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي. و لم يكن سكان بطيوة وحدهم من أصيب بالهلع، بل حتى سكان مستغانم خاصة الجهة الجنوبية للولاية المحاذية لبطيوة، الذين شعروا بقوة الانفجار و اعتقدوا بأن الأمر عبارة عن هزة أرضية، إلى غاية انتشار خبر الانفجار بمركب بطيوة. و ثمن والي وهران مولود شريفي، أمس، التدخل الفوري لعمال المنطقة الصناعية للبيتروكيمياء ببطيوة، الذين كانوا حاضرين أثناء حادثة الانفجار و الذين قاموا مباشرة بغلق الصمامات لمنع وصول المزيد من الغاز للأنبوب «المحول» الذي قد يكون وقع فيه الانفجار، مبرزا بأن هؤلاء العمال تصرفوا بوعي و يقظة و وفق تعليمات الوقاية و الأمن المعمول بها في سوناطراك في مثل هذه الحالات. و أضاف مولود شريفي في تصريحه للصحفيين على هامش لقاء حول أهم مشاريع الولاية، بأن المنطقة الصناعية ببطيوة مزودة بنظام إنذار أمني خاص بمثل هذه الحوادث المتوقعة داخل المنطقة الصناعية، مما ساعد أيضا على تقليص الخسائر و التحكم في الوضع بمنع انتشار ألسنة النيران لأماكن أخرى، داعيا لضرورة القيام بمناورات دورية داخل و خارج المنطقة الصناعية، خاصة بطيوة و آرزيو الخاصتين بالمحروقات و البيتروكمياء، من أجل اختبار مدى جاهزية التدخل و تجنب الكوارث في حالة أي طارئ.