شهد شهر جويلية للسنة الجارية درجات حرارة مرتفعة ليلا و نهارا، وبلغت درجات الحرارة ارتفاعا قياسيا في العديد من مناطق البلد حيث تجاوزت 3.3 درجة مئوية لمعدل الحرارة العادية، حسبما أفاد به مدير المركز الوطني للمناخ صالح صاحبي عابد. وأكد المصدر أن شهر جويلية الماضي كان حارا جدا في أغلب مناطق الوطن، وارتفعت درجات الحرارة ما بين 0.2 و3.3 درجة مئوية عن معدل الحرارة العادية، مع تسجيل درجات حرارة قصوى أكثر من العادية لكنها متغيرة من منطقة لأخرى. وأضاف الخبير في المناخ، أن الفوارق بين معدلات درجات الحرارة القصوى مقارنة بالحرارة العادية لشهر جويلية المحسوبة خلال المرحلة ما بين 1981 و 2010 كانت كبيرة، وتراوحت ما بين 0.2 و 3.7 درجة مئوية، وبلغت درجات الحرارة القصوى مستويات قياسية في العديد من ولايات الوطن، وهي أدرار 50 درجة مئوية، وأرزيو 44.5 درجة، وبني صاف 40.9 درجة، وتنس 44 درجة، ومستغانم 45.9 درجة، وتيارت 43 درجة، ومشرية 43.5 درجة. وبخصوص معدلات درجات الحرارة الدنيا ليلا، كانت الفوارق مقارنة بدراجات الحرارة العادية، حارة ومعتبرة وتراوحت بين 0.1 درجة و3.6 درجة مئوية، ماعدا في منطقة تندوف، حيث سجل فارق يقدر ب 1.1 درجة مئوية بسبب تأثير الرياح البحرية المتأتية من المحيط الأطلسي من جهة الغرب. وكانت توقعات الأرصاد الجوية تنبأت بتسجيل درجات حرارة عادية خلال شهري جويلية و أوت، وأخرى فوق المعدل الشهري عبر مختلف مناطق البلاد ، وتطابقت التوقعات الشهرية التي أعدّتها الأرصاد الجوية مع توقعات المراكز الإقليمية لبلدان المتوسط، وهي تؤكد على فرضية أن تكون درجات الحرارة عادية إلى فوق المعدل الشهري، أي شديدة الحرارة خلال كل فصل الصيف بنسبة احتمال تبلغ 80 بالمائ. وذكر مدير المركز الوطني للمناخ التابع للمعهد الوطني للأرصاد الجوية، أن التوقعات الشهرية و الفصلية تسمح بالإطلاع على النشاط الموسمي، وتسطر الاتجاه العام للمعايير المناخية بالنسبة للقيم العادية المراقبة عادة خلال فترة معروفة.مؤكدا بأنه لا يمكن أن تكون التوقعات الشهرية والفصلية عنصرا بديلا لنشرات مناخية أخرى ، على غرار خريطة اليقظة و النشرية الخاصة. وبالنسبة للتوقعات اليومية أو على المدى المتوسط، أي من يوم إلى ثلاثة أيام، شدد السيد صحابي عابد على ضرورة متابعة نشريات التوقعات المناخية و الإنذارات، وكذا خريطة اليقظة الصادرة عن مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية.، قائلا أن التوقعات الواردة في هذه النشرية يتم تحديدها على أساس الاحوال الجوية و حالة المحيطات لشهر ماي 2019. وبالنسبة للوضعية الجوية في عديد الدول، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الحرارة بلغت مستويات قياسية عبر العالم، على غرار تلك المسجلة بضاحية متربة في الكويت في 21 جويلية المنصرم، حيث بلغت الحرارة 53.9 درجة، موضحة أن هذه الدرجة تعتبر من الآن فصاعدا أعلى درجة سجلت في القارة الآسيوية. وصُنف شهر جويلية المنصرم، كأكثر الأشهر حرارة بمستويات قياسية لم يسبق تسجيلها من قبل عبر العالم بأسره، وهو مستوى فاق بقليل ذلك المسجل في جويلية 2016 حسب المصلحة الأوروبية للتغيرات المناخية، وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه من المرتقب أن تعرف الأرض خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2019 أكثر خمس سنوات حرارة، وأن العديد من المناطق في أوروبا تعرف أولى موجات الحر لهذه السنة بسبب تيارات الهواء الساخن القادمة من افريقيا، مسجلة بذلك درجات حرارة قياسية جديدة نهارا و ليلا بالنسبة لنفس الشهر. وسجلت درجات حرارة قياسية في العديد من البلدان الأوروبية خلال موجة الحر الكثيفة حيث بلغت ذروة قدرت بأكثر من 42 درجة مئوية بألمانيا، وفاقت هذه الدرجة ببلدان أخرى.