كشف الناخب الوطني جمال بلماضي، سّر العودة القوية للتشكيلة الوطنية في المرحلة الثانية من مباراة زامبيا، مقارنة بما قدمته في الشوط الأول الذي انتهى بنتيجة هدف لصفر من تسجيل رامي بن سبعيني من كرة ثابتة. وقال مدرب الخضر، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بعد نهاية اللقاء، بأنه قدم نصائح عديدة لعناصره، تتمثل بالدرجة الأولى في الاحتفاظ بالكرة، والعمل على بناء الهجمة، وهو ما انعكس بالإيجاب على مردود الفريق، الذي نجح في تسجيل أربعة أهداف كاملة في المرحلة الثانية، وفي هذا الخصوص أتبع بلماضي بالقول:» ضيعنا بعض الكرات في الشوط الأول بسبب شدة الرياح، وهو ما جعلني أطلب من اللاعبين بغرف تغيير الملابس، الصبر وأخذ كامل الوقت في بناء الهجمة، لتتعدل الأوتار، وننجح في البصم على شوط ثاني جد مقبول، تمكنا من خلاله من تسجيل رباعية كاملة". وأبدى مدرب الخضر رضاه عن المرود المقدم أمام منتخب "الرصاصات النحاسية»، كما عبر عن سعادته باستثمار الكرات الثابتة التي كانت وراء افتتاح النتيجة ومضاعفتها، عبر هدفي بن سبعيني وبونجاح، مضيفا بأن الكرة الحديثة تتطلب استغلال أبسط الفرص، وفي هذا الشأن قال:" أكون سعيدا للغاية عندما نسجل من كرات ثابتة، وأكون أسعد عندما لا نتلقى الأهداف، فالكرات الثابتة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الكرة الحديثة، و50 بالمائة من الأهداف في العالم تسجل عن طريقها، ولذلك من الواجب العمل على إتقانها، ولولاها لما نجحنا في فك شفرة الدفاع الزامبي الذي كان متكتلا بشكل جيد إلى غاية هدف بن سبعيني، الذي أتى بعد استثمار ركنية بلايلي في د44". الجماهير صنعت الفارق ولم أتوقع تلك الأعداد وجه بلماضي تحية تقدير واحترام للجماهير التي سجلت حضورها بقوة بمدرجات ملعب مصطفى تشاكر، رغم تردي الأحوال الجوية، مؤكدا بأن دورها كان كبيرا من أجل دفع التشكيلة نحو الانتصار الذي كانت تبحث عنه في مستهل مشوار التصفيات المؤهلة إلى كان 2021، مضيفا بأن المنتخب سيتنقل إلى بوتسوانا، من أجل العودة بالنقاط الثلاث، وهنا أضاف:» صراحة لم أكن أتوقع حضور تلك الأعداد الكبيرة من الجماهير، في ظل الظروف المناخية الصعبة بالبليدة، ولكن أنصار الخضر كانوا في الموعد كما جرت العادة، ومنحونا الدعم المطلوب، ويستحقون مني كافة التقدير والاحترام على هذا الحب والشعور الرائع». استعملت رقم كرمالي لتحفيز عناصري ! في الوقت الذي هاجم بلماضي بعض ممثلي وسائل الإعلام من جديد، منتقدا الفوضى التي شهدتها الندوة الصحفية، على خلفية عدم إغلاق الصحفيين لهواتفهم، قبل أن يهدد هذا الأخير بعدم إتمام المؤتمر الصحفي، احتجاجا على عدم تقيد الإعلاميين بعادات وترتيبات المؤتمرات الصحفية، قبل أن يتدخل المكلف بالإعلام على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والذي نجح في إعادة المياه إلى مجاريها، ليواصل الناخب الوطني ندوته، التي أثنى فيها على بعض العناصر، على غرار بلقبلة وسوداني، مرورا إلى بونجاح وبلايلي، ولكن قبل ذلك أبدى سعادته للأرقام التي بات يحطمها المنتخب مؤخرا. وفي هذا الصدد قال بلماضي:" قبل الحديث عن الإنجازات والأرقام، يتوجب علي أن أحيي جيل 82 وكذا 86، كونهم قدموا الكثير لكرة القدم الجزائرية، وكانوا يطبقون كرة جميلة جدا بشهادة الجميع، كما أحي أيضا جيل 90 المتوج بأول كأس إفريقية للجزائر بقيادة الراحل عبد الحميد كرمالي، الذي لم أكن أضع تحطيم رقمه ضمن أولوياتي، ولكن صراحة استعملت هذا من أجل تحفيز التشكيلة، والحمد لله نحن الآن وصلنا إلى 17 مباراة دون هزيمة، في انتظار أن نواصل على نفس النهج، خاصة وأن لدينا الكثير من الأهداف التي يتوجب علينا الوصول إليها". بلقبلة رائع، أرفع القبعة لسوداني وبلايلي استثنائي عرج مهندس النجمة القارية الثانية للحديث عن أول مشاركة للعائد هاريس بلقبلة، الذي غاب عن كان مصر لأسباب انضباطية، وهنا قال:" بعد متابعتي لما قدمه هاريس في مباراة باريس سان جيرمان الأخيرة، قررت الزج به في مباراة زامبيا، حيث أقحمته في الشوط الثاني، وكان في الموعد، حيث قدم أداء مقبول يجعلني أضعه ضمن حساباتي المستقبلية". أما بخصوص مردود سوداني، فقد استهل بلماضي كلامه عن لاعب أولمبياكوس على النحو التالي:" هلال يستحق أن أرفع له القبعة"، ليواصل حديثه عن ابن مدينة الشلف:" في سن سوداني تصاب على مستوى الأربطة ليس من السهل أن تعود إلى المستوى العالي، ولكن بفضل تضحياته، والعمل الجبار الذي قام به تحدى كافة العقبات، وها هو الآن يعود من الباب الواسع للمنتخب الوطني، بعد نجاحه في التسجيل بمجرد نزوله كاحتياطي، أنا سعيد لأجله، ولا أخفي عليكم بأنني شعرت بأنه قادر على هز الشباك". وعن مردود بلايلي مع المنتخب، فقد وصفه بلماضي بالاستثنائي بالقول:" عندما نشاهد بلايلي، وهو يعاني مع فريقه أهلي جدة، قبل أن يقدم أداء مثاليا في الشوط الثاني تشعر أن هناك أمر خاص، نفس الشيء مع بونجاح، وهو ما يؤكد أنهما متعلقان كثيرا بالمنتخب الوطني وبالجزائر". اختبرت ثنائية سليماني وبونجاح لهذا السبب عرج مدرب الخضر إلى بعض النقاط المتعلقة بتغيير النهج التكتيكي، مؤكدا بأنه تعمد الزج بسليماني، من أجل اختبار ثنائيته مع بونجاح، وفي هذا الشأن أردف قائلا:» أحيطكم علما بأنني تعمدت الزج بسليماني، لأنني أفكر في تغيير النهج التكتيكي في قادم المواعيد، كما أود اختبار ثنائية هداف موناكو مع بونجاح، الذي استحق مكانته الأساسية لما يبصم عليه منذ فترة، هو قناص حقيقي، وأسلوبه يتماشى مع طريقتنا». ورفع مدرب الخضر سقف الطموحات عاليا، عندما أكد بأنه لن يكتفي بالتأهل إلى مونديال قطر، بل يبحث عن تخطي عقبة الدور ثمن النهائي الذي وصلت إليه التشكيلة الوطنية لأول مرة في تاريخها خلال 2014، وهنا قال:» نطمح للتأهل لكأس العالم 2022، وآمل أن نكون جاهزين لإمكانية تخطي الدور ثمن النهائي الذي كان إنجازا غير مسبوق في مونديال البرازيل، كل الأمور مؤجلة وسنواصل العمل بكل جدية». كما استغل الناخب الوطني الفرصة، من أجل توجيه رسالة مشفرة لمسؤولي الفاف، من أجل تكريم جيل أم درمان، مضيفا في هذا الخصوص:"مباراة أم درمان ذكرى جيدة للجزائر والمنتخب الوطني، خاصة وأن التأهل لمونديال 2010 جاء بعد انتظار دام 24 سنة كاملة، قلت سابقا بأن هذا الجيل يستحق التكريم، لما قدمه للكرة الجزائرية". أرضية ملعب بوتسوانا يمكن أن تحتضن مباراة ! وتابع الناخب الوطني تصريحاته بخصوص الموعد الثاني للخضر في التصفيات المؤهلة إلى «كان» 2021 :» طوينا صفحة زامبيا التي شكلت لنا بعض الإزعاج، وسنتنقل إلى بوتسوانا من أجل العودة بكامل الزاد، رغم احترامي لهذا المنتخب الذي سيطمح دون شك للإطاحة بأبطال إفريقيا، لقد حضرنا لكل شيء، وبعثة الفاف متواجدة منذ أيام بالعاصمة غابورون، وأخبرتني بأن وضعية أرضية الميدان ليست سيئة، ويمكن أن تحتضن مباراة في كرة القدم، وهو ما من شأنه أن يزيدنا عزما للعودة بالفوز". هذا، وأوضح بلماضي، بأن الإرهاق ليس مُشكلا بالنسبة له، أياما قليلة قبل المواجهة المرتقبة أمام بوتسوانا بعد غد الإثنين، وقال بخصوص هذه النقطة:" هذا ليس مشكلا، التعب أمر مؤثر علينا، وعلى المنافس في نفس الوقت، ولن نبحث عن الأعذار وسنلعب من أجل الفوز".