قال المترشح للرئاسيات المقبلة عبد العزيز بلعيد، أمس الجمعة من المسيلة، أن تماسك الجزائريين ووحدتهم يشكلان مناعة ضد أي تدخلات أجنبية مقللا من خطوة البرلمان الأوروبي، الذي قال بأنه يناقش الشأن الجزائري، بطلب من بعض المرتزقة الأوروبيين، الذين أكد بأنه ليس بإمكانهم فعل أي شيء، ما دام الشعب الجزائري موحدا ، ويعي أن 12 ديسمبر بداية استقلال حقيقي، فيما أكد من سطيف، بأنه يحلم ببناء جزائر تكون قاطرة لإفريقيا والعرب اقتصاديا وصناعيا، وكذلك من ناحية المواقف والقيم». وشدد بلعيد في خطاب ألقاه بالمسيلة، على أنه لا بديل لحل مشاكل الجزائريين، سوى بفتح حوار شامل، باعتبار أن الاتفاق على وصفة علاجية واحدة، يتطلب حسبه من الجميع أن يتوحدوا ضد أي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائريين، الذين يعرفون على حد تأكيده، كيفية إيجاد حلول لمشاكلهم، بداية من المشاركة بقوة في الموعد الانتخابي، الذي اعتبره البديل الديمقراطي لبناء دولة قوية. وأضاف بلعيد، أن الحل السياسي يؤدي حتما إلى بناء اقتصاد قوي، وقبل ذلك بناء الإنسان الجزائري أخلاقيا، وتحقيق ما يصبو إليه الجزائريون، الذين أوضح بأنهم هبوا بتاريخ 22 فيفري، هبة رجل واحد، لكسر قلعة الفساد، التي قال أنها لو طالت أكثر، كانت ستبيع الجزائر في المزاد العلني، محذرا من نشاط قوى تتحرك، يضيف، بإيعاز من العصابة، التي توجد حسبه داخل السجون ومن الخارج، مؤكدا بأن خطوة البرلمان الأوروبي، بوضع ملف الجزائر على طاولة النقاش، هي احدى هذه المناورات، التي يقف خلفها بعض المرتزقة، من سفراء بعض الدول الأوروبية. وأشار بلعيد إلى أنه استقبل قبل أيام بهذا الخصوص، سفراء دول أوروبية، وأبلغهم على حد قوله، أن الجزائر دفعت فاتورة كبيرة من أجل نيل استقلالها، وأن التعامل مع أي دولة يكون وفقا للمصالح المشتركة، في إطار الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، مهما كان نوعها، سواء أوروبية كانت، أو عربية، أو افريقية. وفي خطاب ألقاه خلال تجمع شعبي، بالقاعة متعددة الرياضات بحي 1006 مسكن بسطيف، تطرق بلعيد لجانب من برنامجه الانتخابي، مركزا على قطاع الفلاحة وتطوير البذور، قائلا بأن الجزائر باتت «تستورد البذور المعدلة جينيا التي تسبب السرطان بدلا من إنتاجها محليا»، حيث وعد بالاستثمار في الطاقات البشرية من خبراء وأساتذة في هذا المجال، «مع توفير الظروف الملائمة لعملهم». كما تعهد بلعيد، بتوفير مناخ الاستثمار لرجال الأعمال، مع تحرير المبادرات وإخراجهم من البروقراطية والمساومات والابتزاز، واستحداث مناطق صناعية، يسيرها ديوان وطني مستقل للاستثمار، للتحرر من الإدارة المتحكمة. أما بخصوص السياسة الخارجية، فقال بلعيد بأنه سيعمل على توجيه تعليمات للسفراء و القناصلة، يتحولون بموجبه من عملهم الإداري الروتيني، إلى مروّجين للمنتوجات الجزائرية، قصد خلق شبكة اقتصادية دولية، للتموقع بين الاقتصاديات الكبرى، للتحرر من التبعية للبلدان المصنعة حسبه. وذكر منشط التجمع بالمزايا والخصائص الاقتصادية والزراعية لولاية سطيف، واعدا بأنه سيخصها ببرنامج فلاحي متميز، على أن تكون «قطبا اقتصاديا جزائريا بامتياز»، مثمنا تجاوب المستثمرين ورجال الأعمال، من خلال دفعهم الضرائب بانتظام، وجعل الولاية تحتل الريادة في المجال. كما تطرق للظرف الذي تعيشه البلاد حاليا، مقرّا بأنه من الصعوبة استرجاع الثقة من الشعب، «لكن بفضل تغليب لغة الحوار الصادق، سنتجاوز هذه المرحلة، بهدف الخروج من الأزمة التي تمر بها بلادنا، ليضيف «لكن بتكاثف جهود الجميع، ستخرج الجزائر لبر الأمان»، وتعهد بفتح حوار وطني شامل، مع منح الأمل للشباب، و تمكينهم في مناصب المسؤوليات، للوصول إلى تقوية مؤسسات الدولة. تجدر الإشارة في الأخير، أن التجمع الشعبي لعبد العزيز بلعيد، شهد حضورا لمواطنين من الحراك، حيث ظلوا مقابل القاعة التي احتضنت التجمع، رافعين شعارات معارضة للمترشح ولإجراء الإنتخابات، وقد تم تطويقهم من طرف قوات مكافحة الشغب للأمن والدرك الوطنيين، مع منعهم من الوصول لمكان التجمع.