أطفال يواجهون خطر الانحراف و عصابات الإجرام بقالمة تشهد عمالة الأطفال بقالمة ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة متأثرة بالتحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي ألقت بثقلها على الأسر الفقيرة التي دفعت بأطفالها الى سوق العمل في سن مبكرة في محاولة لتغطية العجز المادي و تلبية المتطلبات اليومية المتزايدة . يقضون ساعات طويلة بالساحات العمومية و محطات الحافلات و ورشات البناء و حتى بالغابات الموحشة يبحثون عن مصادر الرزق يواجهون مخاطر كبيرة هنا و هناك وسط محيط بالغ الخطورة. يسميهم المختصون في قضايا السلوك و علم الاجتماع بأطفال الشوارع الذين تجاوزوا سنهم الحقيقية و قرروا دخول سوق العمل بصفة دائمة أو مؤقتة فوقع الكثير منهم ضحية عصابات الإجرام التي حولتهم الى أداة لتنفيذ عمليات السرقة و ترويج المخدرات و نقلها من مكان لآخر. و تشير الأرقام الأخيرة التي كشفت عنها المصالح المختصة بقالمة الى ارتفاع مقلق لعدد الأطفال القصر الذين انخرطوا في مختلف الجرائم التي وقعت بالمناطق الحضرية الشهر الماضي و خاصة قضايا المخدرات و السرقة. و بالرغم من السلوك الجيد الذي يتمتع به بعض الأطفال خلال المراحل الأولى من بداية العمل الدائم و المؤقت إلا أن الكثير منهم يغير سلوكه بعد فترة قليلة و يصبح أكثر ميولا للعنف و الانحراف الخطير تحت تأثير المحيط الجديد . و حسب مصالح الأمن الولائي بقالمة فإن نسبة مشاركة الأطفال القصر في الجرائم التي وقعت الشهر الماضي بالتجمعات الحضرية فاقت ال17 بالمائة من مجموع الأشخاص المتورطين في مختلف القضايا المسجلة و خاصة قضايا المخدرات و السرقة. كما يواجه الأطفال العاملون اعتداءات متكررة بمواقع العمل سواء كانت تلك الاعتداءات معنوية أو جسدية ، و يعتبر باعة الحلوى و السجائر بمحطات الحافلات بمدينة قالمة الأكثر عرضة للعنف حيث لا يتردد بعض أصحاب الحافلات في توجيه عبارات السب و الشتم للأطفال باعة الحلوى و السجائر و المأكولات الخفيفة و الدفع بهم أرضا من أبواب الحافلات كما حدث لأحد الأطفال بالمحطة الشمالية عندما تعرض للضرب و الطرد من إحدى حافلات النقل الحضري ، تطايرت حبات الحلوى على الرصيف بكى الصغير طويلا ثم جمع القطع المتناثرة بمساعدة بعض المسافرين و عاد للعمل مكرها راسما صورة مؤثرة وقاتمة لحال أطفال الشوارع الذين يخوضون تحديات خطيرة من أجل البقاء و مساعدة عائلاتهم التي يحملها المختصون مسؤولية الوضع القائم . و يعد سوق شارع التطوع بقالمة الفضاء الأكثر استقطابا للأطفال الذين يبيعون مواد غذائية يتم تحضيرها بالمنازل كالفطائر و الحلويات التقليدية الى جانب خضر و فواكه برية يتم جلبها من المناطق الغابية البعيدة . و لا يتردد بعض الأطفال في حمل الأسلحة البيضاء و مطاردة النساء و الفتيات و الاستيلاء على حقائبهن اليدوية بالقوة كما حدث في العديد من المرات بالسوق المذكور حيث تعمل رؤوس العصابات على استعمال الأطفال القصر الذين تتزايد أعدادهم بشكل مقلق بالرغم من المحاولات التي تبذلها المصالح المختصة لحماية القصر و إبعادهم عن بؤر الإجرام و الانحراف.