تسبب عزوف الناقلين عن شغل خطوط النقل ذات المردودية الضعيفة بمدينة قسنطينة في حرمان سكان عدة أحياء من النقل عبر الحافلات وسيارات الأجرة، بينما تسعى المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لتغطية العجز في حدود إمكانياتها، ويستغل الناقلون غير الشرعيين الوضع لفرض تسعيرة مرتفعة على المواطنين. ويعاني سكان منطقة زواغي من نقص كبير في الحافلات وشبه انعدام في سيارات الأجرة خلال النهار، حيث ذكر لنا سكان من حي «سوناتيبا» أن الوسيلة الوحيدة للتنقل إلى وسط المدينة وغيرها من الأحياء تتم عن طريق العدد القليل من حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، أو بالسير إلى غاية «الترامواي»، وهو أمر غير متاح لجميع القاطنين في الحي بحسبهم، فمساحة زواغي الكبيرة جعلت مساكن البعض تقع في نقاط بعيدة عن المحطة ومن الصعب عليهم التنقل مشيا إلى غاية «الترامواي»، على غرار القاطنين بحي 1100 مسكن. ونبهت نفس المصادر أن سائقي الفرود هم الوسيلة الأخرى المتوفرة، لكنهم يفرضون تسعيرة مبالغا فيها كما يرفضون النقل الجماعي في أغلب الأحيان. وتُسجّل نفس المشكلة على مستوى خطوط أخرى من المدينة، على غرار سكان حي الزاوش الواقع أسفل بوالصوف، فهم يضطرون إلى التنقل عبر خط وسط المدينة وبوالصوف انطلاقا من محطة نهج بودربالة، بينما لا تستقبلهم إلا سيارات الناقلين غير الشرعيين عند مدخل بوالصوف لتنقلهم إلى غاية مساكنهم، كما أنها غير متاحة في جميع ساعات النهار. وتظهر نفس المشكلة بحدة أقل على مستوى خطوط أخرى، تعرف تذبذبا في وفرة وسائل النقل، على غرار الخط الرابط بين باب القنطرة وبكيرة، أين تقلّ سيارات الأجرة بسبب الازدحام المروري، كما لا تتوفر الكثير من الحافلات، في حين تتصحر خطوط أخرى ذات حركية كبيرة خلال ساعات الذروة والازدحام على غرار الخطوط الرابطة بين وسط المدينة وأحياء الجهة الشرقية مثل الدقسي والأمير عبد القادر وجبل الوحش. وتحدثنا إلى مدير المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، عبد الحكيم خرشي، حيث أكد لنا أن المؤسسة توفر أربع حافلات تعمل من وسط المدينة إلى غاية مطار محمد بوضياف مرورا بعدة نقاط من داخل حي زواغي، في حين أشار إلى أن المؤسسة تغطي بمفردها خطوطا أخرى ذات حركية ضعيفة تجسيدا لمبدأ الخدمة العمومية بحسب قدرة حظيرتها، على غرار الخط المؤدي إلى توسعة الوحدة الجوارية 20 بالمقاطعة الإدارية علي منجلي. وقد تسبب توقف العمال خلال الشهر الماضي عن العمل في ظهور أزمة كبيرة على مستوى الخط الأخير. وقد لاحظنا انعداما لحافلات الناقلين الخواص في بعض الخطوط ذات المردودية الضعيفة بينما يتنافس الناقلون على خطوط أخرى يكثر فيها عدد الركاب، مثل الخط الرابط بين مدينة قسنطينة والخروب وخطوط المدينة الجديدة وجبل الوحش، رغم التراجع النسبي الذي مس الأخير منذ أن أنجز التمديد الأول لخط الترامواي إلى غاية مدخل علي منجلي. من جهة أخرى، أوضح أمين المكتب الولائي للنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة بقسنطينة أن السائقين يقدرون مردودية الخطوط استنادا لتوفر الركاب ذهابا وإيابا، مضيفا أن المسار بين وسط المدينة وحي زواغي ضعيف المردودية لأن حركية التنقل فيه أحادية الاتجاه، أي أن أغلب الركاب يغادرونه صباحا ويعودون مساء، مؤكدا عدم وجود خط بين النقطتين بصورة رسمية، كما أشار إلى أن سكان زواغي يستقلون السيارات التي تعمل على خط المقاطعة الإدارية علي منجلي. وأضاف محدثنا أن مشكلة خط باب القنطرة وبكيرة تكمن في تدهور وضعية الطريق عند النقطة المسماة ب»مدخل وادي زياد»، ما جعل السائقين يعزفون حفاظا على سلامة مركباتهم.